راى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، ان إيران لن تستطيع تزعم منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا في الوقت ذاته أن السنة والشيعة ليسوا اعداءً وانما هناك من يعمل على تحقيق هذه العدواة.

اصيلة: قال عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية السابق، ووزير خارجية مصر الأسبق، الذي كان يتحدث في الجلسة الختامية لندوة "العرب &نكون أو لا نكون "إن ايرن لا تستطيع أن تتزعم منطقة الشرق الأوسط مهما حدث، وكذلك الامر بالنسبة لتركيا واسرائيل، مشيرا إلى أن العالم العربي لن يتزعمه إلا مكون عربي.
&
وشدد موسى &على القول إنه يستحيل أن تسيطر ايران على العالم العربي، واضاف: "مستقبلنا أن نساهم سويا في تحقيق استقرار المنطقة، وليس في إثارة المنطقة واستخدام الشيعة والسنة، وهو استخدام خاطئ تماماً ولا يمكن أن نقبل به".
&
وعد موسى الشيعة والسنة بأنهما "ليسا أعداء وإنما هناك من يعمل لتحقيق هذه العداوة وتعميقها، وبالتالي منع الاستقرار في المنطقة".
&
وانتقد موسى، في معرض تعليقه على مداخلة عطا الله مهاجراني، وزير الثقافة الإيراني الاسبق، تصريحات أدلى بها احد المسؤولين الإيرانيين، وقال فيها إن إيران تسيطر على سبعة عواصم عربية، وأنها تعيد بناء الدولة الفارسية وعاصمتها بغداد.&
&
وخاطب موسى مهاجراني، قائلا: "لم يكن من الأصح قول ذلك"، معتبرا تلك التصريحات إهانة كبرى، &في حين أن الصحيح هو أن يكون البناء متجها نحو التعاون وليس الصدام، واستعمال الأموال التي ستأتي لخير المنطقة وشعوبها بدل أن تستعمل في سياسات سلبية ستؤدي بالضرورة إلى اصطدام".
&
من جهته، قدم مصطفى عثمان اسماعيل، وزير خارجية السودان الأسبق مجموعة من التوصيات أبرزها؛ وضع قوانين حازمة لمحاربة الطائفية وإعلاء الوطن على القبيلة والجنس واللون واللغة، واحترام أديان ومعتقدات الآخرين من &دون تسفيهها والتقليل منها، واغلاق دور العبادة المتشددة، وتجفيف مصادر تمويل الجماعات الطائفية المتطرفة عرقيا أو دينيا، وأيضا ضررورة ايجاد آلية عربية اسلامية قوية لمعالجة الخلافات وفض النزاعات الطائفية في الاقليم العربي الاسلامي.
&
وبدوره، الكاتب التونسي حسونة المصباحي، تحدث عن بعض أسباب تدهور العرب، مشيرا الى أن الذي ينظر إلى العرب الآن يراهم قطعانا هائمة على وجوهها لا تعرف ما سيحدث لها في حاضرها ولا في مستقبلها القريب أو البعيد، مضيفا أن النخب تشتتت وفقدت البوصلة وباتت عاجزة عن مواكبة ما يحدث، وأن "مافيات ثقافية استغلت ذلك وبرزت لتلعب أدوارا قذرة أعادت الجمود إلى الثقافة العربية وأفسدتها"، مشيرا &إلى أن الأوضاع ازدادت سوءا بسبب انتشار الحركات الأصولية في جميع أنحاء العالم العربي.
&
وأوضح المصباحي أنه لابد من الإقرار بأن فشل "التنويريين الجدد" في التجذر في واقع مجتمعاتهم لا تعود أسبابه إليهم فقط، وإنما أيضا للأنظمة الاستبدادية التي ساهمت بتضييقها على الحريات &العامة والخاصة وبقمعها الشديد للمعارضين وللمنتقدين لأساليب حكمها، في قطع الصلة بين المثقف "الحداثي والتنويري" وبين مجتمعه، مبرزا أنه في غياب خطاب معارض يقرأ الواقع في تفاصيله، لم تجد الجماهير العريضة غذاء ثقافيا وفكريا يقيها شر الخطاب الرسمي المحنط غير خطاب آخر يروجه الأصوليون والسلفيون &الذين تكاثروا بسبب ما يمكن تسميته بـ"الجهل المعمم".
&
وقال المصباحي إن العرب ماداموا عاجزين عن "التحاور مع التاريخ" في مفهومه الواسع والعميق، فإنهم سيظلون سجناء ماضيهم، وبالتالي محرومين من امتلاك الأدوات الفعلية لفهم واقعهم وتغييره نحو الأفضل للتأقلم مع العالم ومايشهده من تحولات كبيرة وصغيرة.