اسطنبول: اعتقلت السلطات التركية اليوم الاربعاء 12 شخصا على الاقل يشتبه في انتمائهم الى تنظيم الدولة الاسلامية وسط تزايد القلق حيال الوضع الامني في تركيا في ظل تصاعد وتيرة العنف.

واعتقلت الشرطة المشتبه بهم في عمليات دهم منسقة في العاصمة انقرة واسطنبول ومحافظة هاتاي القريبة من الحدود السورية، ومحافظة قرق قلعة في وسط تركيا، بحسب وكالة الاناضول الرسمية. واضافت الوكالة ان الشرطة ما تزال تبحث عن اربعة مشتبه بهم آخرين.

وكانت السلطات التركية اعلنت الثلاثاء اعتقال 23 اجنبيا، بينهم نساء واطفال، كانوا يحاولون العبور الى سوريا من بلدة كيليس الحدودية في جنوب شرق تركيا للانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية. وافادت الاناضول ان المشتبه بهم هم من الصين واندونيسيا وروسيا واوكرانيا.

وبدأت انقرة في 24 تموز/يوليو "حربا على الارهاب" مستهدفة في شكل متزامن حزب العمال الكردستاني ومقاتلي "الدولة الاسلامية" في سوريا. واكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء ان "عمليات فعالة" نفذت ضد تنظيم الدولة الاسلامية، رغم ان الحملة التركية تركزت اساسا حتى الآن ضد حزب العمال الكردستاني.

وتعهدت انقرة، التي طالما واجهت انتقادات لفشلها في وقف تدفق الجهاديين عبر حدودها مع سوريا، ان تبدأ في الايام المقبلة غاراتها ضد الجهاديين في سوريا الى جانب القوات الاميركية التي بدأت بالوصول الى قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا.

واعتقلت السلطات التركية اكثر من 1300 شخص منذ نهاية الشهر الماضي اثر مداهمات امنية في مختلف انحاء البلاد استهدفت عناصر يشتبه بانتمائهم الى "العمال الكردستاني" و"التحرر الشعبي الثوري" الماركسي وتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. لكن الغالبية العظمى من المعتقلين هم من حزب العمال الكردستاني.

&

وكان&رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، اكد أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه تهديد أمنها القومي ومصالحها. وقال "إن تركيا تحملت ضريبة الجماعات الإرهابية والنظام السوري عندما استقبلت مليوني لاجئ، وقدمت إليهم الأمان، ولا شك أن موقفنا واضح من كل الجماعات الإرهابية".

وأضاف أوغلو، في تصريحات بثتها وكالة أنباء الأناضول اليوم، "مزاعم دعم تركيا لجماعات إرهابية لا أصل لها.. فبلادنا لم تدعم داعش، أو أي جماعة تابعة لها على الإطلاق".

وقال رئيس الوزراء التركي "لا توجد في الوقت الحالي أية دولة ترغب في إرسال جنود لها إلى سوريا.. ولهذا السبب يجب علينا دعم ومساندة القوى المعتدلة فيها (سوريا)".. داعيًا في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى المزيد من الجهد لحل الأزمة المستمرة هناك منذ أربعة أعوام". ولفت أوغلو إلى معاناة الشعب السوري.. مذكرًا بسقوط قرابة 300 ألف قتيل منذ اندلاع الأحداث في سوريا.

وقال "لو فرضت منطقة حظر طيران على طائرات الأسد لما حدث ذلك.. إننا نطلق على هذه المنطقة اسم (منطقة آمنة)، أي إنها تحمي المدنيين من النظام ومن داعش". وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين السوريين، حيث يصل عددهم، بحسب أرقام منظمة الأمم المتحدة، إلى 1.8 مليون لاجئ.

وبشأن انتخابات حزيران/يونيو الماضي وتراجع عدد مقاعد حزب "العدالة والتنمية" في البرلمان، قال أوغلو "الانتخابات كانت ناجحة بكل المقاييس، ونسبة المشاركة بلغت 85 بالمائة، ورغم تراجع الدعم الممنوح لحزب العدالة والتنمية، إلا أننا نعد أكبر حزب في البلاد بعد حصولنا على 41 بالمائة من الأصوات، في حين أن أقرب حزب لنا حصل على 25 بالمائة، أي هناك فارق بيننا بـ 16 نقطة".
&