القاهرة: أكد المؤرخ د.عاصم الدسوقي عميد كلية الاداب جامعة حلوان سابقاً في الندوة التي أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة حول العنف السياسي في مصر فى النصف الأول من القرن العشرين، أن العنف السياسي في مصر ظاهرة صاحبت الصراع بين مختلف القوى السياسية المتنافسة حول السلطة والحكم منذ بدأت هذه القوى في شكل الأحزاب والجمعيات السياسية فى نهايات القرن التاسع عشر.
&
وأضاف كان نشاط الأحزاب والجمعيات السياسية موجه فى البداية ضد قوات الاحتلال البريطاني في مصر، ومع إعلان استقلال مصر 28 فبراير 1922 وقيام حكومات وطنية، لم يتوقف العنف السياسي إذ انشطرت الحركة الوطنية الواحدة الى أكثر من حزب سياسي، وكل جماعة من تلك الجماعات السياسية اتخذت لها أنصاراً ومؤيدين وخاصة من شباب طلاب المدارس والجامعه وعمال الورش والمصانع والمتاجر، قام بعضها بتكوين تشكيلات عسكرية خاصة، من ذلك أصحاب القمصان الخضر "حزب مصر الفتاة " والقمصان الزرقاء "الوفد"، والنظام الخاص داخل جماعة الاخوان المسلمين، جميع هذه التنظيمات مارست أعمال العنف المسلح والترويع ضد الخصوم واجهته الحكومة القائمة بعنف مضاد.
&
ومن جانبه رأى د.يحيي محمد محمود أن أول شكل للعنف الممنهج في الحقبة الليبرالية هو تأسيس جماعة الاخوان المسلمين عام 1936م لما يطلق عليه "النظام الخاص". وأضاف رغم ادعاء مؤسسها حسن البنا أنها جماعة دعوية إلا أنه أسس ذلك "التنظيم السري" لاستخدام العنف لارهاب اعدائه وفقاً لشعار الجماعة، ونفذ التنظيم أول عملية تصفية سياسية بنجاح باغتيال أحمد ماهر، ولم ينكشف أمر النظام وتعددت عمليات التنظيم وتفجيراته.&
&
وبدأ تقديم أفراده للمحاكمة، وبدأ التنظيم فى إرهاب القضاء باغتيال القاضى أحمد الخازندار، فقرر محمود فهمي النقراشي حل الجماعة، فسارع التنظيم باغتياله وأدركت وزارة الداخلية خطورة التنظيم وشرعت فى مطاردة أفراده، فما كان من أفراد التنظيم إلا جمع كل وثائق التنظيم لإخفائها لدى أفراد غير معروفين، ولكن سقطت كل هذه الوثائق فى قبضة الشرطة وتم تقديمهم للمحاكمة.
&
وتحدث المؤرخ والكاتب د.خالد عزب عن محمد حسين الذهبى الذي أصبح وزيراً للاوقاف وشئون الازهر حتى 1976 وكان يدعو لتفسير جديد للقراّن الكريم بعيداً عن المغالطات القديم منها والحديث ومحاربته للاسرائيليات، وكان أخر مشروع علمي تبناه هو "تنقية التراث الاسلامي وتجريده من الاسرائيليات التى أدخلت عليه" ودعى بأن يكون للمسجد دوره القديم كمكان جامع.
&
وأشار الباحث أحمد الشربينى بأن مصر شهدت في النصف الاول من القرن العشرين تصاعداً منظماً للعنف السياسى تفاوتت مستوياته واتجاهاته وارتبط بالمناخ السياسى الذى شهد تصاعداً فى أساليب مواجهة الاحتلال بعد أن اتجهت سلطات الاحتلال إلى العمل لايجاد تيارات سياسية مصرية لا تجد مضرة فى وجود الاحتلال، مما أدى بالتيار السياسى الرافض لوجود الاحتلال إلى استخدام اشكال مختلفة من العنف للضغط على سلطات الاحتلال حتى تتخلى عن سياستها الاستعمارية تجاه مصر فيما قبل الحرب العالمية الاولى، وتتراجع عن تشددها في المفاوضات المصرية البريطانية، حتى انتهى الامر بذلك التيار إلى اعتبار الكفاح المسلح الوسيلة الأفضل لحل المسألة المصرية، كما شهدت الساحة السياسية عنفاً بين القوى السياسية المصرية تجاه المعارك الانتخابية لافساد مؤتمرات الدعاية الانتخابية وما بين الاغتيال السياسى للخصوم.
&
وأوصى المشاركون بالندوة بالعمل من أجل متابعة أسباب العنف فى المجتمع والبحث عن اّالية لمواجهتها، توضيح العلاقة بين جماعات الإسلام السياسي والعنف، أهمية دراسة التاريخ في رصد أبعاد العنف في المجتمع المصرى وأسبابه، تعريف أبنائنا بممارسات جماعات الارهاب في القرن الماضى حتى يفهموا ما يحدث الاّن وتكرار عقد هذه الندوات التعريفية بأبعاد الارهاب في مختلف محافظات مصر.
&