تيانجين: حاصر الاقارب الغاضبون للمفقودين وضحايا انفجارات تيانجين الضخمة، المسؤولين الصينيين السبت، مطالبين اياهم بايضاحات حول مصير احبائهم.

وبعد ثلاثة ايام من التفجيرات الكبيرة التي اضاءت سماء تيانجين وخلفت عشرات القتلى ودمارا كبيرا في المنطقة الصناعية الواقعة في شمال المدينة.

وقال والد احد رجال الاطفاء انه لا يعرف شيئا عن مصير ابنه.

واضاف ليو الخمسيني بصوت مرتجف "حاولنا الاتصال به لحظة رأينا الانفجارات على التلفزيون، لكن الوصول اليه كان مستحيلا".

ورغم ذلك، كان ليو متأكدا من ان ابنه البالغ من العمر 22 عاما، الموظف الجديد في جهاز الاطفاء في تيانجين، يجب ان يكون من بين اكثر من الف رجل اطفاء ارسلوا الى مكان الحادثة. واضاف بنبرة متقطعة ان "السلطات لم تتصل بنا".

واعلنت السلطات السبت ان حصيلة الانفجارات الهائلة التي وقعت في تيانجين ارتفعت الى 85 قتيلا.

وقال نائب رئيس قسم الدعاية في تيانجين خلال مؤتمر صحافي ان الحصيلة بلغت 85 قتيلا بينهم 21 رجل اطفاء. ونقل 721 شخصا الى المستشفيات بينهم 25 في حالة حرجة.

ولم تعلن السلطات عن سبب الانفجارات وقالت انها لا تعرف بدقة نوعية المواد التي كانت مخزنة في المكان، ما اثار مخاوف كبيرة لدى السكان من احتمال حصول تلوث كيميائي لا سيما وان الشركة المالكة للمستودع تعمل في تجارة المواد الكيميائية الشديدة الخطورة.

ومنع السكان واقرباء لضحايا السبت من دخول صالة يعقد فيها مؤتمر صحافي رسمي وكانت هتافاتهم تسمع في الداخل.

وقالت امراة اغرورقت عيناها بالدموع وهي تدفع رجل امن "لم يبلغنا احد بشيء نحن لا نعرف شيئا وليست هناك اي معلومات".

شاب آخر تم دفعه الى الخارج قال بصوت مرتفع "نحن عائلات الضحايا، بأي حق تعاملوننا بهذه الطريقة؟".

وعند وقوع الكوارث في الصين، تسعى السلطات بانتظام الى كم افواه عائلات الضحايا وضمان تركيز وسائل الاعلام المحلية على الجوانب الايجابية، كـ"بطولة رجال الانقاذ" او "الانقاذ المعجزة".

وانتشرت صور زو تي، رجل الاطفاء البالغ من العمر 19 عاما الذي تم انقاذه من تحت الانقاض الجمعة، على وسائل الاعلام الصينية، مع اولى الكلمات التي نطق بها عندما استرد وعيه، وفقا للسلطات، "هل تم اخماد الحريق؟".

لكن العديد من الصور على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الثمن الكبير الذي دفعه رجال الاطفاء، ومعظمهم من الشباب الذين يفقتدون الى الخبرة.

ومن الاسئلة المطروحة ما يتعلق بتسبب رجال الاطفاء الذين وصلوا لاخماد الحريق في المستودع بالانفجارات لتوجيههم خراطيم المياه الى مواد خطرة ما ادى الى تفاعل وحدوث الانفجار.

وفي احد الفنادق، تجلس والدة احد رجال الاطفاء منتظرة معرفة مصير ابنها زيهياو، من كتيبة انقاذ ارسلت الى ميناء تيانجين قبل الانفجارات.

وقالت "هناك 25 شخصا في الكتيبة". واضافت "لقد اكدوا مقتل ابني ليلة الجمعة. لكنهم لم يخبرونا شيئا عن الآخرين، وتركونا ننتظر وننتظر".

وهناك العديد من رجال الشرطة مفقودون. ولكن وسيلة اعلامية صينية نقلت عن احد الضباط قوله انه لم يتم احصاء الخسائر ضمن حصيلة القتلى المنشورة حتى الآن.

يانغ جي، والد احد اوائل رجال الاطفاء الذين وصلوا الى موقع الانفجار، يقول ان ابنه البالغ من العمر 24 عاما لم يرد على هاتفه منذ ذلك الحين.

وقال "لا اعرف ما اذا كان على قيد الحياة". لكنه لا يزال يامل ذلك.

وتابع "ذكرت وسائل الاعلام ان المستشفيات ليست قادرة على الوصول الى عائلة احد المصابين، يبدو انه ابني. سأذهب للتحقق من الامر".