جوبا: توقف صحافيون سودانيون جنوبيون عن العمل ل24 ساعة الجمعة بعد مقتل زميل لهم الاربعاء في جوبا، وذلك بعد بضعة ايام من توعد الرئيس سلفا كير علنا ب"قتل" صحافيين "يعملون ضد البلاد".

وتجمع هؤلاء الصحافيون الجمعة تكريما لزميلهم، وطالبوا باجراء تحقيق حول مقتل المراسل بيتر موي فيما دعت منظمات الدفاع عن حرية الصحافة، الحكومة الى توضيح التصريحات التي ادلى بها كير الاسبوع الفائت.

وقال الفرد تابان مدير جمعية تطوير وسائل الاعلام في جنوب السودان ان "الصحافيين غير راضين عن تعامل الحكومة مع الاحداث (...) ونأمل بممارسة ضغط على الحكومة لتتحرك بسرعة للعثور على قاتل هذا الشاب".

وقتل موي مراسل صحيفة "نيو نايشن" المستقلة مساء الاربعاء في جوبا بايدي مجهولين بعد اصابته برصاصتين في ظهره اثر مغادرته مكان عمله، في ما يوحي بانه اغتيال متعمد.

وكان كير خاطب صحافيين في مطار جوبا قبل توجهه الى اديس ابابا للمشاركة في المفاوضات مع المتمردين ان "حرية الصحافة لا تعني انكم تستطيعون العمل ضد البلاد".

واضاف في تصريحات نقلتها لجنة حماية الصحافيين "اذا كان بعضهم (الصحافيون) لا يعلم بان هذا البلد سبق ان قتل اناسا، فسنثبت ذلك يوما".

ونقلت اللجنة عن صحافيين محليين ان تهديدات كير جاءت ردا على مواقف انتقدت الطابع العقيم لمفاوضات اديس ابابا.

ومساء الاثنين، وقع زعيم المتمردين رياك مشار في اديس ابابا اتفاقا يهدف الى انهاء النزاع. ورغم التهديد بعقوبات دولية وتنديد واشنطن والامم المتحدة، رفض كير التوقيع وطلب مهلة 15 يوما "لاجراء مشاورات".

وكان الحزب الحاكم سيدعو الجمعة الى تظاهرات معارضة للاتفاق. لكنها لم تتم.

ويحتل جنوب السودان المرتبة ال125 بين 180 بلدا في تصنيف لمنظمة "مراسلون بلا حدود" حول حرية الصحافة.

وقال كريستوف دولوار الامين العام للمنظمة المذكورة في بيان ان "تهديد رئيس دولة بقتل صحافيي بلاده هو جرم في ذاته. ان بعض العبارات يمكن ان تقتل وخصوصا حين تصدر من رئيس جمهورية".

وبدأت الحرب في جنوب السودان في كانون الاول/ديسبمر العام 2013 حين اتهم كير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما اثار موجة من اعمال العنف امتدت من جوبا الى كل انحاء البلاد واتخذت احيانا طابعا اتنيا وشهدت ممارسات وحشية.