مع تحذير الدول العربيّة والخليجيّة لرعاياها من المجيء إلى لبنان بعد موجة التظاهرات التي عمّت وسط بيروت، يخسر لبنان من نموه الإقتصادي وتتأثر سياحته بدرجة عالية.
بيروت: حذّرت دول عربيّة وخليجيّة رعاياها من المجيء إلى لبنان بسبب التظاهرات والأحداث الأمنيّة فيه، فإلى أي مدى ستتأثر السياحة في لبنان؟
يؤكد الخبير لويس حبيقة، في حديثه لإيلاف أن منع الرعايا العرب والخليجيين من المجيء إلى لبنان، في ظل الأوضاع الأمنية التي يعيشها البلد، يؤثر كثيرًا على لبنان، ومن كان يريد منهم زيارة لبنان لن يقوم بذلك، وفي الأصل، الموضوع سياسي أكثر مما هو اقتصادي، لأن لبنان في الأصل كان يفتقر إلى الحضور الخليجي الكبير كما جرت العادة في كل موسم صيفي سياحي، ويؤثّر الأمر على الطلب، وعلى حركة المطاعم والسياحة ويؤثّر سلبًا على النمو الإقتصادي عمومًا، مع التظاهرات التي تجري عادة يتجنّب السائح البلدان التي فيها توترات أمنيّة وسياسيّة، والنمو سيكون ضعيفًا جدًا هذا العام أيضًا.
&
السياحة والوضع الأمني
مع وجود إضطرابات في مخيم عين الحلوة ومع تكرار التظاهرات في وسط بيروت، إلى أي مدى تؤثر هذه الأمور على السياحة وبالتالي الاقتصاد في لبنان؟ يقول حبيقة إن ما تبقى من سياحة لهذا الصيف ذهب من غير رجعة، ويؤثّر الأمر على زيادة رغبة الشباب اللبناني في الهجرة والعمل في الخارج.
كما تتراجع الزيارات إلى لبنان، ونشهد الكثير من العائلات تلتقي مع أنسبائها خارج لبنان وفي قبرص خصوصًا واليونان، وهذا ما يؤدي إلى إضعاف الثقة بلبنان كدولة.
&
النفايات والسياحة
كيف أثّر موضوع النفايات على سياحة لبنان واقتصاده؟ يلفت حبيقة إلى أن بلد فيه نفايات بهذا الشكل التراكمي والأمراض التي قد تنجم عن ذلك، لا يُخيف الأمر فقط الزوار بل اللبنانيين أيضًا، فقضية النفايات تدل على أن المجتمع غير قادر على حل أبسط الأمور.
أما كيف يمكن معالجة موضوع النفايات في لبنان فيرى حبيقة أن الأفضل أن تُحل الأمور وفقًا للمحافظات، والمشكلة أن الطريقة التي تحل بها الأمور لم تكن كما يجب، والأسعار يجب أن تنخفض، والمناقصات يجب أن تكون شفافة من دون أي تواطؤ أو توزيع حصص بين السياسيين.
وثقة اللبناني بدولته وإدارته تهتز يومًا بعد يوم، ويظهر أن السياسيين اليوم غير أهل للثقة.
ويفضّل حبيقة في موضوع النفايات أن نشهد لا مركزية على صعيد المحافظات، وتفاصيل الموضوع يجب أن تكون معلنة للعموم.
&
ثقة بلينان
هل يمكن إعادة الثقة للمواطن اللبناني وللدول المجاورة كي يعود المغتربون والخليجيون إليه مجددًا؟ يلفت حبيقة إلى أن السياحة هذا العام قد انتهت مع بدء الجامعات والمدارس الشهر المقبل، ربما في عيد الأضحى قد نشهد بعض السياح، ولكن إذا حُلت الأمور السياسيّة والأمنيّة، ولكن إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه لن نشهد سُياحًا في لبنان.
إلى أي وضع نحن مقبلون عليه مع الإفلاس السياسي والاقتصادي الذي نعيشه؟ يقول حبيقة إننا مقبلون على وضع تدهوري من جهة النمو الذي كان بالأصل ضعيفًا وسيضعف أكثر في المرحلة الحالية، مع انعدام ثقة اللبنانيين بوطنهم وبلدهم، والتحرك المدني الذي يجري اليوم لديه هدف أساسي وهو أن يظهر أن هناك شعبًا حيًا، رغم التخوّف من المذهبيّة والطائفيّة والمناطقيّة، ولكن مجرد التحرّك السلمي يُعطي نفسًا للبنانيين ويُعطي أملاً بلبنان، ولكن تجمّع السياسيين للقضاء على هذه الحركة مخيف أيضًا.
&
التعليقات