حذر رئيس البرلمان العراقي من مرحلة ما بعد إخراج تنظيم داعش من البلاد ودعا العالم إلى مساعدته في دعم التنمية وقطاع الخدمات في المناطق المحررة كي يكون المواطن قادرًا على العمل مع الدولة لعبور الأزمة واجتياز مخاطرها المحدقة التي بدأت تترجم إلى إحباط ويأس.. فيما دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة إلى حماية المتظاهرين ممن قال انها عصابات وقحة مشددا على ضرورة تنفيذ إصلاحات حقيقية وليست وهمية.
لندن: قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في كلمة اليوم في ملتقى حواري حول مستقبل العراق ينظمه في بغداد مركز هيومانيز كلوبل للدراسات برعاية مجلس النواب ومؤسسات اكاديمية وجمعيات علمية وثقافية لبحث عدد من المحاور أبرزها الامن وفرض سلطة القانون بعد تنظيم داعش وإعادة تأهيل المناطق المحررة والمصالحة الوطنية ومستقبل الحكم في العراق والركائز الاقتصادية للاستقرار السياسي "إن الطريقة التي سيتم اخراج داعش بها من العراق ستؤثر بشكل مباشر على شكل وملامح المشهد وستحدد ما اذا كنّا قادرين على الاستمرار بالتنمية والإعمار من عدمه وازالة اثار الحرب وركامها النفسي والاجتماعي والاقتصادي والعمل جنبا إلى جنب مع القوى المدنية في إحداث نهضة للتغلب على الصعوبات والعوائق التي ستواجه الحكومات المحلية آنذاك".
وأضاف "لا زلنا نعتقد ان قانون الحرس الوطني هو اللبنة الأساس للشروع في عملية التحرير وان توافق الكتل السياسية على مضمونه وشكله يعد مهما للغاية وهو ما سيعطيه القوة في أن يلبي حاجة المحافظات المحتلة من قبل داعش بدعم انخراط ابناء تلك المحافظات في عملية المواجهة المصيرية ومنحهم شرف تحرير ارضهم والثأر من قوى الارهاب لكل الشهداء الذين اغتالتهم داعش بوسائل دنيئة ووحشية".
ودعا الجبوري "العالم للعمل مع العراق لإعادة البوصلة إلى اتجاهها الصحيح من خلال دعم مسيرة الإصلاح التي اختطها البرلمان والحكومة معا في الآونة الاخيرة وهذه مسؤولية تاريخية للمجتمع الدولي&ونحن بحاجة ماسة إلى هذا الدعم من خلال إمداد الزخم التنموي في البلاد ودعم قطاع الخدمات وفي مقدمها الصحة والغذاء والكهرباء وخصوصا في المناطق المحررة".
وشدد الجبوري في كلمته بالملتقى الذي يشارك فيه باحثون واكاديميون ومثقفون واعلاميون ونشطاء في حقوق الانسان وممثلون عن منظمات المجتمع المدني على ضرورة البحث جديا "في صناعة حالة واقعية من الإجراءات تجمع بين مواجهة التحديات واستحضار الأمل والطموح"
ودعا العالم للعمل مع العراق من خلال إمداد الزخم التنموي في البلاد ودعم قطاع الخدمات وفي مقدمها الصحة والغذاء والكهرباء وخصوصا في المناطق المحررة.
وحذر من أن&التطرّف قد تجاوز كل الحدود في انتهاك حقوق الانسان من خلال عمليات الإعدام الجماعية التي قام بها مؤخراً والتي طالت اكثر من 3000 مدني في محافظة نينوى وتحديدا من النخب الاجتماعية من مهندسين وأطباء ورجال دين وناشطين مدنيين وغيرهم وهو امر خطير للغاية وعلينا ان نتدارك ما يجري فعشرات الإعدامات تجري يوميا في هذه المدينة وكل هذه الأفعال المشينة تضاف إلى المسيرة السيئة لداعش.
وتساءل قائلا "هل نبقى متفرجين لنرى كل ذلك يحدث امام اعيننا حتى تتحرر تلك المناطق ثم نعمل على صياغة ترميمات لكل هذه الكوارث الخطيرة والتي نفقد في مقدمها وعلى رأسها الانسان الذي هو أغلى ما نملك؟".
&
الصدر يدعو لإصلاحات غير وهمية
إلى ذلك، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة إلى حماية المتظاهرين ممن قال انها عصابات وقحة مشددا على ضرورة تنفيذ اصلاحات حقيقية وليست وهمية.
وقال الصدر في رد على سؤال وجه اليه من مجموعة من ابناء العاصمة بغداد بخصوص التهديدات والمضايقات ضد الناشطين في ثورة الاصلاح "ان هناك اعتداءات اثمة من قبل عصابات وقحة ضد النشطاء والثوار وعلى الحكومة الحيلولة دون وقوع مثل هذه الاعتداءات الارهابية الظالمة ".وأضاف "ان استمرارات التظاهرات كالجمعة السابقة يعني وجود بصيص امل باصلاحات حقيقية ليست خجولة ولا وهمية والوصول إلى اصلاح القضاء والتشكيل الوزاري المتهالك ومفوضية الانتخابات والهيئات الوزارية النائمة وغير الفاعلة".
وشدد الصدر على ضرورة إرجاع الهاربين الفاسدين السارقين لقوت الشعب لمحاكمتهم محاكمة عادلة ليكونوا عبرة لمن يعتبر".. محذرا من ان بقاء الحال على ما هو عليه من إجراء إصلاحات لاتسمن ولاتغني من جوع على الرغم من حصولها على دعم شعبي ومرجعي فان ذلك يعتبر تسويفا لمطالب الإصلاح التي نادت بها المرجعية.
وأضاف أن "الدستور هو الاخر قابل للإصلاح".. مشددا على أن "التظاهرات يجب أن تكون وفق الأسس الوطنية ووفق الحرية والديمقراطية دون التعدي على الآخرين إسلاميين كانوا أم علمانيين مع أهمية حرية الكلمة والحيلولة دون تكميم الأفواه.
وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" قد حذرت في بيان لها امس الثلاثاء من ان "تقارير ميدانية أفادت بوجود كيانات مجهولة تعتدي على المتظاهرين والصحافيين وتضايقهم وتهددهم بالموت وتعمل على ترويعهم". وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش إنه "في ظل ورود تقارير تفيد باعتداء كيانات مجهولة على المتظاهرين والصحافيين وترويعهم وتهديدهم بالموت، يجب على القوى السياسية والمتظاهرين معاً رفض تلك الاعتداءات".
ودعا كوبيش "قوات الأمن العراقية أن تتصدى لتلك الكيانات المجهولة وفق القانون كما ينبغي على السلطات العراقية مقاضاة من يحاولون حرف التظاهرات السلمية عن مسارها أو منع الصحافيين من تأدية عملهم".&
يذكر أن مئات الآلاف من المواطنين والناشطين المدنيين ينظمون ايام الجمعة منذ شهر تظاهرات احتجاج حاشدة في سط بغداد ومحافظات أخرى للمطالبة بتحسين واقع الخدمات والقضاء على الفساد فيما تحدثت تقارير إعلامية عن تعرض ناشطين لاعتداءات من قبل جماعات مسلحة تابعة لميليشيات تقودها احزاب دينية.
التعليقات