أعرب وزير الخارجية الأميركي، جون كيري عن قلق بلاده بشأن التقارير التي تفيد بوجود "تعزيزات عسكرية روسية وشيكة" في سوريا. تحادث وزير الخارجية الأميركي هاتفياً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، حول الوضع في سوريا ومهام مكافحة (داعش)، وكان الاتصال بمبادرة من الجانب الأميركي.

وحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية، فإن كيري قال في المحادثة الهاتفية مع وزير الخارجية الروسي إن مثل هذه التعزيزات العسكرية الروسية يمكن أن تفاقم الحرب في سوريا، الأمر الذي يؤدي إلى ازدياد عدد اللاجئين وموت الأبرياء السوريين.

وأكد كيري أنه إذا صحت هذه التقارير، فإن هذا التصرف قد يفاقم النزاع ويهدد المواجهة التي يضطلع بها التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
وقالت الخارجية الأميركية إن الوزيرين اتفقا على أن المباحثات ستتواصل في نيويورك في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وكانت تقارير من بينها تقرير لصحيفة (نيويورك تايمز) ذكرت إن روسيا أرسلت فريقا عسكريا متقدما إلى سوريا وهي بصدد اتخاذ خطوات أخرى تخشى واشنطن من أنها قد تعني أن روسيا بصدد توسيع دعمها العسكري للرئيس بشار الأسد.

وأضافت الصحيفة أن الخطوات تشمل إرسال وحدات سكنية جاهزة بالنسبة إلى مئات من الناس في سوريا وتسليم محطة محمولة لمراقبة الملاحة الجوية. وتدعم روسيا حكومة الرئيس بشار الأسد لكن الولايات المتحدة تعارض هذا التصرف.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إنه جرى خلال اتصال كيري مع لافروف مناقشة مختلف جوانب الوضع في سوريا وما حولها، ومهمات مكافحة "داعش"، وغيرها من الجماعات الإرهابية، وكذلك قضايا التعاون في دعم جهود الأمم المتحدة لدفع العملية السياسية في سوريا وفقا لأحكام بيان جنيف في 30 حزيران (يونيو) 2012.

ونقلت وكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي عن بوتين قوله "من المبكر القول اننا مستعدون للذهاب الى هناك فورا". واضاف بوتين "نقدم الى سوريا اصلا مساعدة مهمة من معدات عسكرية وتأهيل لقواتها التي نسلحها"، بدون ان يذكر تفاصيل عن حجم وشروط هذه المساعدات، ولا عن وجود مدربين روس في سوريا.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية من جهتها ان الاتصال الهاتفي جرى بمبادرة من كيري. ولم تشر الى المخاوف الاميركية من التعزيزات العسكرية الروسية، لكنها قالت ان وزيري الخارجية بحثا في "الجوانب المختلفة للوضع في سوريا وحول هذا البلد، اضافة الى اهداف التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية ومجموعات ارهابية اخرى". واضافت انهما تطرقا ايضا الى "التعاون" بين موسكو وواشنطن "دعما لجهود الامم المتحدة الهادفة الى اطلاق عملية سياسية في سوريا"، بحسب الخارجية الروسية.

واتفق كيري ولافروف على البقاء على اتصال وثيق لمواصلة البحث عن تسوية للنزاع السوري، الذي اودى بحياة اكثر من 240 الف شخص منذ آذار/مارس 2014، وادى الى نزوح ملايين الاشخاص. واكدت وزارة الخارجية الاميركية ان "المشاورات" الاميركية الروسية ستستكمل في نهاية ايلول/سبتمبر في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة.