&

رحب معارض سوري بمقترح رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، شراء جزيرة للاجئين السوريين، للإقامة فيها، غير أنه في الوقت نفسه يعتبر مقترح ساويرس حلاً مؤقتاً، ومكلفاً، ويرى أن إقامة منطقة آمنة للسوريين في بلدهم هو الحل الأمثل.

&
القاهرة: قال المعارض السوري معتز شقلب، إن مقترح رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس بشراء جزيرة من اليونان للاجئين السوريين، يحتاج إلى إمكانيات دول، مشيراً إلى أن الحل الأمثل لأزمة اللاجئين يتمثل في اقامة منطقة آمنة في سوريا.
&
وأضاف شقلب لـ"إيلاف": "المقترح الذي تقدم به ساويرس إن كان جدياً فهو من أهم ما قدم حتى الآن لحل قضية اللاجئين، ريثما تكون هناك نهاية للحرب القذرة التي أجبرنا النظام على دخولها"، مشيراً إلى أن "هذا الحل ربما يكون من السهل تطبيقه إن وجدت الامكانيات المادية والارادة الدولية على انجاحه".
&
وحول ما إذا مقترح ساويرس يمثل وطناً بديلاً للسوريين، قال شقلب: إذا كان المقصود أن تكون الجزيرة وطناً بديلاً، فهي مرفوضة نهائياً". وأضاف: نريدها حلاً مؤقتا كي لا يبحث السوريون عن وطن بديل، أما عن افراغ سورية من أهلها فهذه امنية النظام وايران فقط، لكن باقي الدول فليس لها مصلحة بالأمر، وترفضه".
&
حلول مؤقتة
واعتبر أن مقترح ساويرس يمثل حلاً مؤقتاً، وقال: "نريد هذه الجزيرة كمنطقة آمنة مؤقتة، ومهما كانت ظروف العيش بها جيدة لن تكون أفضل من سورية، إنها حل مؤقت، لاسيما أن السوريين يمنعون من الحصول على اللجوء بأي دولة، مما يعني انهم مضطرون للعودة إلى سورية بعد انتهاء الحرب". واستطرد: إنه حل جيد لأن السوري من طبيعته سرعة التأقلم والاندماج مع المجتمعات الجديدة ومن يصل إلى أوروبا سيكون من الصعب أن يعود، وفكرة الجزيرة المنعزلة ستنهي هذا القلق".
&
وأعلن شلقب استعداده ومعارضين آخرين التواصل مع ساويرس بشأن مقترحه، ويرفض أن تكون تابعة للإئتلاف الوطني السوري المعارض. وقال: إن كان ساويرس جادا بعرضه، فأنا ومجموعة كبيرة سنمد له يد المساعدة، بشرط ألا يكون للائتلاف أو أي حزب سياسي أي دور بالموضوع وأن يتولى الأمر منظمات المجتمع المدني".
&
ويشكك شقلب في قدرة ساويرس على اقامة مجتمع للاجئين في الجزيرة المقترحة، وقال: "لا أعلم كيف ستتم تنفيذ الفكرة، ولكن هل عند ساويرس القدرة على شراء هذه الجزيرة؟! هذا الامر يحتاج لامكانيات دول. وربما ينتهي دور ساويرس بتقديم الجزيرة كأرض جرداء، ولكن لن ينجح الأمر إلا بدعم دولي رسمي ودعم المنظمات الدولية".
&
منطقة آمنة
غير أن المعارض السوري، يرى أن الحل الأمثل لأزمة اللاجئين السوريين، هو اقامة منطقة آمنة داخل سوريا، وقال: أما الارخص والأفضل من هذا وذاك هو اقامة منطقة آمنة داخل سورية، يقام بها حظر جوي بعمق 100 كم شمالا و50 كم جنوباً، عندها لن يضطر السوري إلى مغادرة أرضه وبلده، ولكن اذا كنا نسمع أن هناك نية لتشكيلات جديدة بجغرافيا جديدة، فكيف ننتظر من الغرب أن يساعدنا باقامة المنطقة الامنة وهم من سمح وما زال يسمح للاسد بالبقاء".
&
ووفقاً لوجهة نظر المعارض السوري، فإن "المجتمع الدولي مازال مصراً على بقاء الأسد، ويريد فرض حل سياسي بوجوده لتخوفه من الإسلاميين المتشددين الذين سمح لهم بالحضور من كل بقاع الأرض ليجدوا بسورية أرضاً خصبة لممارسة تطرفهم، وبالتالي يخاف المجتمع الدولي أن يسيطر هؤلاء على المنطقة الآمنة ولا تتمكن طائرات التحالف من قصفهم".
&
وأعرب المعارض السوري عن اعتقاده، بأن الأنظمة الحاكمة في الدول العربية قصرت في أزمة اللاجئين السوريين، بعكس الشعوب، وقال: الأنظمة قصرت كثيراً، ولكن كشعوب لم تقصر. وكنا نتوقع ـن يكون العرب الحضن الدافىء للسوريين في محنتهم، فقد فتح السوريين أبوابهم للعراقيين واللبنانيين في محنتهم". وتابع: "مخيمات الذعتري التي يتفاخر بعض العرب أنهم يدعمونها لا تصلح لعيش إنسان".
&
مبادرات بلا جدوى
وفيما يخص المبادرة الروسية الأخيرة التي قالت فيها أن بشار الأسد مستعد لتقاسم السلطة مع المعارضة، قال شقلب: "تقاسم السلطة مع المعارضة مبادرة أصبحت بلا جدوى، ولن تنجح. فنحن لا نقاتل لأجل سلطة ولا كراسي بل نقاتل لتغيير جذري بالبلد"، متسائلاً: "من هم هؤلاء الذين سيقاسمون الأسد السلطة؟ وأردف قائلاً: "من سيدخل بمفاوضات تقاسم سلطة مع الأسد سيكون شريكاً له بالدم السوري، وستتم معاملته على هذا الأساس. والمفاوضات المسموح بها فقط هي طريقة رحيل الأسد وطريقة الحفاظ على البلد من الانهيار الشامل".
وأضاف: "حربنا مع النظام تتعرض لكل أنواع التحايل لوأدها، ولكن بفضل الله أولا ثم الصمود غير المتوقع للشعب السوري فهي مستمرة وستنتصر إرادة الشعب".
ومن جانبه، قال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس توضيحاً لمقترحه: "ليس من المعروف عني تبني أفكار سخيفة، هي فكرة بسيطة جدًا، فاليونان تعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة ولديها الكثير من الجزر المهجورة، وكذلك الحال بالنسبة لإيطاليا، وأصلا هناك العديد من اللاجئين دخلوا اليونان وإيطاليا".
&
وأضاف في تصريحات لـ"cnn عربية": "الحل سهل جدًا، فليقوموا ببيع جزيرة لي وأنا سأبني ملاجئ مؤقتة وأبني ميناء صغيرا أيضًا لاستقبال اللاجئين وسأوظف هؤلاء الناس لبناية منازلهم الخاصة ومدارسهم وجامعة وفندق، وسأوفر لهم الملجأ والوظيفة إلى حين تعود بلادهم إلى ما كانت عليه، وعندها الخيار لهم إن كانوا يريدون العودة إلى بلدهم أو البقاء على هذه الجزيرة".
وأضاف: "بعض الناس يظنون أن الأغنياء ليس لديهم قلب، ومن جهتي أعتقد أحيانا أن السياسيين ليس لديهم قلوب، سأقوم بدفع كل ما أقول بأنني سأفعله، ولديهم جزر مهجورة يمكن أن تستوعب 100 أو 200 ألف شخص، وكل ما احتاجه هو الإذن بوضع هؤلاء الأشخاص على تلك الجزر، وبعد ذلك لا أحتاج لأي شيء منهم".
واستكمل حديثه: "هذا الأمر بسيط وليس حلما وأصلا تلك الدول تعاني من مشكلة اللاجئين، المال ليس مشكلة بالنسبة لي ولا يوجد حدود لأعمالي الخيرية، لأنني لن آخذ هذه الأموال معي إلى القبر، وقمت بتربية أطفالي جيدًا، وليسوا بحاجة لمثل هذه الأموال".
&