برلين: دعت المانيا اليوم الثلاثاء اوروبا الى فتح مزيد من الابواب امام اللاجئين الذين يتدفقون بعشرات الآلاف الى الاتحاد الاوروبي بدون انقطاع رغم العراقيل.

وفي اليونان، تستقبل جزيرة ليسبوس الصغيرة التي اصبحت رمزا لموجة المهاجرين غير المسبوقة هذه منذ 1945، عشرين الف مهاجر غير شرعي، اي ما يعادل ربع عدد سكانها.

ويواصل عشرات الآلاف الآخرين سيرهم باتجاه شمال اوروبا عن طريق البلقان.

وما زالت المانيا الوجهة المفضلة لمعظمهم، وقد شجعتهم التصريحات الاخيرة للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ووزير الاقتصاد في حكومتها سيغمار غابرييل.

وقالت ميركل "نحتاج في نهاية المطاف الى نظام مفتوح للحصص من اجل توزيع الزامي للاشخاص الذين يحق لهم اللجوء". واضافت ان تحديد سقف سلفا لعدد المهاجرين لا معنى له.

واضافت ان الاقتراح الذي ستعلنه المفوضية الاوروبية الاربعاء بتقاسم 120 الف مهاجر ليس سوى "خطوة اولى" على الرغم من تحفظات بعض الدول الاوروبي.

من جهته، اكد سيغمار غبريال ان بلاده "قادرة بالتأكيد على التعامل مع حوالى نصف مليون لاجئ في العام لعدة اعوام". واضاف غبريال ان برلين ستواصل قبول "حصة غير متناسقة" بين الدول الاعضاء في الاتحاد "لاننا بلد اقتصاده قوي، بلا شك".

لكنه اضاف انه غير مقبول للاتحاد الاوروبي مواصلة الاعتماد على عدد قليل من الدول مثل النمسا والسويد والمانيا مضيفا "لذلك انا واثق ان السياسات الاوروبية بحاجة الى تغيير".

وتفيد آخر ارقام الامم المتحدة ان 380 الف مهاجر ولاجىء وصلوا الى اوروبا عبر المتوسط منذ كانون الثاني/يناير، ولقي 2850 مهاجرا مصرعهم او فقدوا.&

وتوقع رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ان يستمر "هذا النزوح لسنوات". وقال في كلمة في معهد بروغل للابحاث في بروكسل ان "موجة النزوح ليست حادثا منفردا، بل بداية حركة هجرة حقيقية ما يعني اننا ملزمون بالتعامل مع هذه المشكلة طوال سنوات في المستقبل"

في المقابل، اعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان انه ينوي تسريع اعمال تشييد السياج على طول حدود بلاده مع صربيا لاحتواء تدفق المهاجرين.

وقال بعد زيارة خاطفة للحدود مساء الاثنين "على الجميع ان يكون مستعدا للعمل بوتيرة سريعة في الاسابيع المقبلة" معربا عن قناعته ب"ضرورة تسريع الاعمال الجارية".

وقد انتقدت الامم المتحدة اليوم قانونا جديدا اقره البرلمان المجري الجمعة للحد من دخول اللاجئين، معتبرة انه يمكن ان "يؤدي الى الفوضى".

وينص القانون الذي اقترحه رئيس الوزراء المجري على امكانية نشر الجيش على الحدود ويفرض عقوبة السجن ثلاث سنوات على المهاجرين بطريقة غير شرعية.

وينص اقتراح المفوضية الاوروبية الذي سيعرض الاربعاء على توزيع 120 الف لاجىء على دول الاتحاد خلال العامين المقبلين لاستيعاب تدفق المهاجرين. وهذا الاقتراح سيضاف الى عملية اعادة توزيع 40 الف مهاجر اعلن عنها في ايار/مايو.

وحصص التوزيع المقترحة تضع المانيا في المرتبة الاولى (26,2%) تليها فرنسا (20%) واسبانيا (12,4%)، على ما صرح مصدر لفرانس برس.

من جهة اخرى، اعلنت فنزويلا انها ستقبل نحو 20 الف شخص -- وهو نفس العدد الذي وعدت بريطانيا بقبوله خلال السنوات الخمس المقبلة -- فيما اعلنت رئيسة البرازيل ديلما روسيف ان بلادها ترحب باللاجئين. واكدت رئيسة تشيلي ميشيل باشليه انها "تعمل من اجل استقبال عدد كبير" من اللاجئين.&

واعلنت مقاطعة كيبيك الكندية استعدادها لقبول 3650 لاجئا هذا العام.&

وعلى حدود اوروبية اخرى تواصل تدفق الفقراء واليائسين سواء عند الحدود البرية عبر البلقان او على متن قوارب مكتظة تعبر المتوسط.&

وقال خفر السواحل الليبي انه انقذ اكثر من 120 مهاجرا كانوا على متن قارب مطاطي، ليضافوا الى 366 الف شخص قالت الامم المتحدة انهم عبروا المتوسط هذا العام، نحو نصفهم من السوريين.&

وفي تركيا اعتقلت السلطات شخصا خامسا يشتبه بتورطه بغرق قاربين الاسبوع الماضي بينهما القارب الذي قضى فيه الطفل ايلان الكردي الذي اثارت صورته التعاطف في انحاء العالم.&