تجري السلطات المصرية تحقيقات واسعة لمعرفة ملابسات حادث مقتل مجموعة من السائحين المكسيكيين والمصريين في منطقة الواحات، خلال عمليات مطاردة لإرهابيين في الصحراء الغربية، بالقرب من الحدود الليبية. وأعربت الحكومة المصرية عن أسفها الشديد للحادث. فيما كذب نقيب المرشدين السياحيين الرواية الرسمية، مشيراً إلى أن الفوج السياحي حصل على التراخيص الأمنية اللازمة، متهماً وزارتي الداخلية والسياحة بالإهمال.
صبري عبدالحفيظ من القاهرة: في محاولة لمعرفة أسباب وقوع الحادث، الذي أدى إلى مقتل 12 سائحاً مكسيكياً ومصرياً، أمس الأحد، تجري السلطات المصرية تحقيقات موسعة. وعلمت "إيلاف" أن التحقيقات سوف تطول مسؤولين كبارا في وزارة السياحة، ورجل أعمال شهيرا، يمتلك منتجعات وشركة سياحية متخصصة في رحلات السفاري في الصحراء الغربية. وتوصلت "إيلاف" إلى معلومات تفيد بأن رحلات السفاري التي يتم تنظيمها في الصحراء الغربية من قبل هذه الشركات، لا تحصل على التراخيص الأمنية اللازمة، ما أدى إلى تواجد الفوج السياحي في منطقة محظورة، وتعتبر منطقة شديدة الخطورة على المدنيين.
&
السيسي يتابع الحادث
ويتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً الحادث، وشدد على ضرورة أن يتم تقديم المتسببين بالحادث والمخطئين إلى القضاء، لتوقيع العقوبة القانونية بحقهم.
وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالاً هاتفياً صباح اليوم 14 سبتمبر الجاري، بنظيرته المكسيكية كلوديا ماسيو، قدم خلاله واجب العزاء لحكومة وشعب دولة المكسيك الصديقة، بوفاة وإصابة عدد من السائحين المكسيكيين في منطقة الواحات في الصحراء الغربية في مصر أثناء عملية مطاردة من جانب قوات الجيش والشرطة المصرية، لعناصر إرهابية وإجرامية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار "أحمد أبو زيد"، إن الوزير سامح شكري، شرح خلال الاتصال الملابسات الخاصة بالحادث، موضحاً أن السائحين المكسيكيين تواجدوا في منطقة عمليات محظورة، وانه تزامن مع وجودهم عملية مطاردة تقوم بها قوات الجيش والشرطة لعناصر إرهابية تستخدم سيارات دفع رباعي مشابهة لتلك التي يستخدمها السائحون، الأمر الذي أدى إلى تعرضهم لنيران القوات.
&
تحقيقات ثنائية
كما أشار وزير الخارجية في اتصاله مع نظيرته المكسيكية، إلى أن وزارة الداخلية أكدت أنها سوف تقوم بالتحقيقات اللازمة للوقوف على الأسباب الكاملة للحادث.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن شكري أكد لنظيرته المكسيكية أن الحكومة المصرية سوف تقـدم كافــة أشكــال العون والمساعـدة لضمان توفيـر العـلاج والرعاية الصحية اللازمة للمصابين، وكذا تسهيل مهمة نقل جثامين المتوفين إلى بلادهم.
مكان محظور
وأعربت وزارة السياحة عن أسفها الشديد لوقوع حادث السائحين المكسيكيين. وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة السياحة، رشا العزايزي، إن المعلومات الأولية من مكاتب وزارة السياحة وهيئتها، تشير إلى تواجد المجموعة السياحية المكسيكية في مكان محظور التواجد فيه وممنوع دخوله، موضحة أن السيارات التي استخدمها الفوج السياحي ليست مرخصة، ولم يحصل على التصاريح اللازمة للخروج في "رحلة سفاري"، كما لم يبلغ بأية إخطارات بشأن الرحلة أو مسارها.
&
غرفة عمليات
وأضافت أن وزارة السياحة شكلت غرفة عمليات على أعلى مستوى لمتابعة الحادث المؤسف وآثاره، بالتنسيق مع محافظة الوادي الجديد، كما فتحت تحقيقًا موسعًا لمعرفة أسباب الحادث بالتنسيق مع قوات الأمن وجهات التحقيق الرسمية.
وأشارت إلى أن وزير السياحة في حكومة تسيير الأعمال خالد رامي، يتابع الحادث لحظة بلحظة، وشكّل غرفة عمليات في الوزارة للمتابعة مع الجهات المعنية، وتوعد بتوقيع أقصى العقوبة على الشركة التي تسببت بوقوع هذا الحادث المؤسف. ولفتت إلى أن الوزير وجّه تعليماته للعاملين في الوزارة بالتنسيق مع السفارة المكسيكية في القاهرة، من أجل تقديم أي مساعدة وتسيير أية مطالب خاصة بضحايا ومصابي الحادث أو ذويهم.
&
تكذيب الرواية
بينما كذب نقيب المرشدين السياحيين حسن النحلة، الرواية الرسمية عن الحادث، مشيراً إلى أن الفوج السياحي حصل على التراخيص الأمنية اللازمة، وقال في بيان له: "اطلعت على الإخطار الأمني لتحرك المجموعة السياحية، والبرنامج يشمل الواحات البحرية، وهي تبعد عن القاهرة حوالى 300 كم والطريق يمر بكمائن شرطة وتفتيش، وأثناء مرور المجموعة عند الكيلو 260، كان ضمنها سائحة تعاني مرض السكر، وشعرت بالجوع ولم تتحمل باقي المسافة، ولذا أصرت المجموعة والمرشد على الخروج إلى جانب الطريق المرصوف إلى الصحراء حوالي 2 كم دون علم منهم أن هذه المنطقة محظورة، ودون وجود أي لافتات تحذيرية ودون تلقي أي تعليمات من الكمائن على الطريق، أو توجيهات من أفراد شرطة السياحة المرافق لهما".
وأدان نقيب المرشدين السياحيين وزارتي الداخلية والسياحة في الحادث، في حين برّأ القوات المسلحة، وقال في بيان له: "بالطبع ليس على قواتنا المسلحة أي خطأ لتعاملها مع الإرهابيين في المنطقة&ذاتها خلال اليومين السابقين للحادث، وبشكل حازم وعلى الفور في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها في حربنا ضد الإرهاب، وندعو الله أن يحفظ مصر وقواتنا المسلحة، وأدين بشدة غياب التنسيق بين وزارة السياحة، لعدم متابعة الأحداث والتنسيق مع الشرطة وتوجيه نشرات دورية بهذا الصدد لشركات السياحة، تحذر أو تمنع مثل هذه الرحلات في الأماكن المحظورة".&
&
تأثير على السياحة
وتابع: "لم لا توجد علامات تحذيرية في هذا المكان وعلى طول الطريق ولماذا تسمح شرطة السياحة بمرافقة مندوب شرطة للمجموعة ومرورها في المنطقة المحظورة ذاتها، رغم توافر المعلومات لديهم بسخونة الأحداث في المنطقة ذاتها خلال اليومين السابقين". واستطرد: "بسبب الاهمال وعدم التنسيق من وزارة السياحة ووزارة الداخلية، ستدفع مصر الثمن بتأثير هذا الحادث على حركة السياحة".
ودعا نقيب المرشدين السياحيين رئاسة الجمهورية، إلى فتح تحقيق دقيق لمعرفة الأشخاص والإدارات المسؤولة عن هذا الإهمال، والتراخي واللامبالاة بأهمية السياحة وبأهمية المواطنين المصريين.
&
مطالبة&
وأعلن أنه لن يترك حق المرشد السياحي نبيل الطماوي، و"سنطالب بتعويض الدولة بمبلغ مليون جنيه على الفور، وبسرعة إنهاء الإجراءات حيث&إن نبيل لم يصل إلى المستشفى حتى اللحظة"، مشيراً إلى أن الطماوي "ترك أسرة مكونة من ولدين وابنة جميعهم في مقتبل الجامعة، وليس لهم دخل أو عائل غير الشهيد نبيل، وليس لديه معاش يقوم بأعباء الحياة ﻷسرته".على حد قوله.
وطالب الشركات والدولة متمثلة في وزارة السياحة سرعة التأمين على حياة المرشدين السياحيين.
وزار السفير المكسيكي في القاهرة، الفاريز فوينتوس، المصابين المكسيكيين في الحادث، وتبين أن حالتهم مستقرة.&
وكانت وزارة الداخلية المصرية، أعلنت مقتل 12 شخصاً وإصابة عشرة آخرين بينهم مكسكيون ومصريون، وقالت: "بتاريخ 13 الجاري وأثناء قيام قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة بملاحقة بعض العناصر الإرهابية في منطقة الواحات في الصحراء الغربية تم التعامل بطريق الخطأ مع عدد أربع سيارات دفع رباعي تبين أنها خاصة بفوج سياحي مكسيكي الجنسية والذين تواجدوا في المنطقة ذاتها المحظور التواجد فيها" وأضافت: أسفرت الواقعة عن وفاة عدد 12 شخصا وإصابة 10 أشخاص من المكسيكيين والمصريين تم نقلهم للمستشفيات للعلاج".
&
التعليقات