طالب السياسي الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز بإقفال الحدود الأوروبية في وجه طالبي اللجوء، محذرًا من غزو دول أوروبا من قبل "الإرهاب" الإسلامي.


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: وصف زعيم حزب الحرية الهولندي موجة اللجوء الحالية إلى دول أوروبا الغربية بأنها غزو إسلامي إلى أوروبا. وعبّر السياسي اليميني المتطرف عن استغرابه من موقف بلاده المتجاهل تبعات كارثة طالبي اللجوء الحالية، محذرًا من هدر الميزانية العامة للبلاد، في وقت تعتبر "هولندا مهددة أكثر من أي وقت مضى من قبل الغزو الإسلامي والإرهاب"، على حد وصفه.

وأوضح فيلدرز "بعدما أثقلت الحكومة في الفترة الماضية كاهل المواطن الهولندي بإجراءات تقشفية من أجل توفير 5 مليارات يورو لقطاعات مختلفة ، تقدم الآن مليارات أخرى لطالبي اللجوء ولليونان والاتحاد الأوروبي، وهي أموال كثيرة يجب أن تبقى في هولندا وللهولنديين".

أضاف خلال رده مساء أمس على استعدادات الحكومة الهولندية لاستقبال أعداد محدودة من اللاجئين "بدلًا من إغلاق الحدود نهائيًا في وجه طالبي اللجوء والإرهابيين، يتدفق هؤلاء على مراكز اللاجئين متكاثرين كالفطر". حسب ما ورد في صفحة حزبه الرسمية على الانترنت ليلة أمس، وتناقلتها وسائل الإعلام الهولندية.

غزو إسلامي
وكان فيلدرز قال في جلسة البرلمان الهولندي، خلال الأسبوع الماضي، لمناقشة إعادة توزيع اللاجئين في دول الاتحاد الأوروبي، "ثمة حقيقة مزعجة، لكن يتوجب علينا قولها؛ نحن نتعرّض اليوم لغزو، إنه غزو إسلامي لأوروبا". وأضاف "إنه غزو يهدد ازدهارنا وأمننا وثقافتنا وهويتنا"، مطالبًا بإغلاق الحدود.

ويرى فيلدرز أن غالبية طالبي اللجوء تأتي إلى أوروبا لأسباب اقتصادية. وقال "إنهم يريدون الاستفادة من حالة الرفاه لدينا، وإذا سمحنا لهم، فإنهم ببساطة سيحطمون هذه الرفاهية". وحذر من وصول موجات أخرى من المهاجرين إذا سمح الآن باستقبال اللاجئين "الحقيقة أن الملايين سوف يتبعون الذين وصلوا إلى أوروبا، إذا لم نكن حذرين".

وقال السياسي اليميني المتطرف إن "هذه المهزلة سوف تكلفنا مليارات اليوروهات، ستصرف كنفقات ورواتب مساعدة اجتماعية ورعاية ودعم مراكز إيواء للاجئين". وتساءل عن سبب عدم استقبال بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط طالبي اللجوء مثل المملكة العربية السعودية".

ضجيج منافق
نواب المعارضة والغالبية البرلمانية على السواء انتقدوا تصريحات فيلدرز، حيث جوبه بردود من جيسي كلافر من حزب الخضر، وألكسندر بيختولد من د. 66، وإميلي رومر زعيم الحزب الاجتماعي، الذي وصف تحذيرات فيلدرز بـ"الضجيج المنافق".

رئيس كتلة حزب الخضر في البرلمان جيسي كلافر بيّن أنه يخشى من عدم استقبال هولندا للاجئين، كي لا تنزلق إلى اللاإنسانية". لكن فيلدرز رد بأن تصريحات أعضاء حزب الخضر تشعره وكأنه في مدينة ملاهي إفتيلنك (أشهر مدينة ملاهي في هولندا) مؤكدًا أن المهاجرين المتواجدين في تركيا واليونان آمنون، ولا حاجة لهم إلى القدوم إلى ألمانيا أو هولندا.

من جانبه، سخر ألكسندر بيتخولد من تصريحات فيلدرز قائلًا: "يستطيع فيلدرز أن يهذي بما يريد، ولكن يتوجب علينا هنا في هذا البلد المحترم استقبال 7200 شخص ضمن الطرق النظامية". ورأى أن ما يدعو إليه فيلدرز "في غاية الخطورة، حيث يلوي عنق الحقيقة، ويذرّ الرماد في العيون".

وأضاف أنه يعلم "مدى تخوف فيلدرز من العالم الإسلامي، لكن من هو الأسوأ الآن (تجاه معضلة اللاجئين) رجل بلحية، أم رجل بشعر مصبوغ (إشارة إلى فيلدرز الذي يصبغ شعره باللون الأشقر)؟".

يذكر أن زعيم حزب الحرية خيرت فيلدرز اشتهر بتصريحاته النارية، التي يطالب فيها باتخاذ مواقف حازمة ضد الجاليات المسلمة في أوروبا، ويعبّر عن مخاوفه من تحول دول أوروبا إلى دول إسلامية، يتحكم فيها الإرهابيون، على حد وصفه. ودعا إلى فرض ضريبة مالية على الحجاب في هولندا، وأنتج فيلمًا ضد نبي الإسلام، دعا خلاله إلى حرق القرآن. ويمتلك حزبه 15 مقعدًا في البرلمان الهولندي، وأربعة مقاعد في البرلمان الأوروبي.
&