يضع المحللون السياسيون زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى لبنان، ضمن إطار التشديد على أهمية دعم الدول العربية التي تحتضن اللاجئين السوريين لتخفيف أعدادهم نحو أوروبا.

بيروت: تأتي زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى لبنان، الذي يُعتبر بلد النزوح الأول بالنسبة للسوريين، في إطار الاستراتيجيات التي تحاول دول الاتحاد الاوروبي وضعها لمواجهة أسوأ أزمة لجوء تشهدها منذ نهاية الحرب العالمية الثانيّة.

الدعم المالي
ويقول الإعلامي علي الأمين لـ إيلاف إن أزمة اللاجئين السوريين عُقدت من أجلها العديد من المؤتمرات، تحت مقاربة الدعم المالي الذي نشهد تراجعًا له، حيث مفوضية شؤون اللاجئين تراجعت في تقديماتها، وللموضوع أيضًا بعده الأمني حيث تقوم الأجهزة الأمنية اللبنانيّة بالتعاطي وضبط تداعيات هذا الموضوع على الداخل اللبناني، بحيث أننا لا نرى مشاكل أمنية على المستوى النوعي أو الكبير، والنقطة الأساسية لزيارة كاميرون إلى لبنان تتعلق بالدعم المالي، ووصل المجتمع الدولي إلى مرحلة مع اللاجئين تحتاج موقفًا واضحًا وحازمًا لجهة توفير شروط الحد الأدنى للاجئين غير المتوافر لعدد كبير منهم، ولا شك أيضًا أن هذه الأزمة لا تزال مستمرة منذ أكثر من 4 سنوات، والسؤال المطروح هل هناك جدية في انهاء الأزمة السورية، والسياسات الدولية هل تذهب نحو إيجاد حلول لهذه الأزمة، والجهد الأساسي الذي يجب أن يبذل إن كان هناك نوايا جدية لمعالجة هذه القضية، يكمن في انهاء هذه الأزمة وحتى الآن لا نلاحظ أن المجتمع الدولي يشارك بالمعنى الفعلي لمعالجة الأزمة، لكن ربما نرى محاولات استثمار الأزمة ضمن الصراعات الإقليمية.
&
العبء على لبنان
ولدى سؤاله هل تساهم هجرة اللاجئين إلى الدول الأوروبيّة بتخفيف الأزمة والعبء عن لبنان؟ يلفت الأمين إلى أن الأمر يساهم بتخفيف العبء عن لبنان لكن بدرجة منخفضة جدًا، وهناك حديث عن وجود أكثر من مليون ونصف مليون لاجىء سوري في لبنان، وبالتالي مهما استوعبت الدول الأوروبية من اللاجئين فالرقم لا يمكن ان ينخفض في لبنان وغيره من الدول.
وقد تكون زيارة كاميرون إلى لبنان بهدف محاولة التخفيف من نزيف اللاجئين باتجاه أوروبا، وربما الأوروبيون بدأوا يلمسون أهمية أن يكون هناك دعم للدول التي تحتضن اللاجئين في الدول العربية كلبنان والأردن وأيضًا تركيا.
&
تعيين وزير خاص
كيف يساهم اليوم تعيين وزير خاص للاجئين السوريين بحلحلة مأساة اللاجىء السوري؟ يؤكد الأمين أنها مسألة تتعلق بالأزمات في أوروبا، وهناك جدل لدى الرأي العام ولا شك هناك مواقف تطالب حكوماتها والمجتمع باستيعاب هذه القضية، ودعم الأموال للاجئين، وأطراف أخرى ربما تعتبر أن ذلك يساهم في خلق مشاكل داخل أوروبا مع القلق المتنامي حول موضوع الإرهاب، وتعيين وزير للاجئين يأتي في سياق ترتيبات أوروبية داخلية أكثر مما هو يرتبط بمعالجة أزمة اللاجئين على مستوى مناطق أخرى في العالم، وقد يكون الموضوع للحد من اللجوء، وتقترب معالجة الأوروبيين إلى دعم الدول المستضيفة للاجئين بخاصة لبنان والأردن وتركيا.
ويؤكد الأمين أن هناك قواعد وقوانين إدارية في شأن اللاجئين السوريين إلى الدول الغربية، وموضوع اللجوء ليس بجديد، وهناك شروط قانونية ودولية تحكم التعاطي مع هذه المسألة، ويجب الا تنسى الدول الأوروبية أنه بسبب تأثيرها في المنطقة لا يمكن أن تكون معفية عن تفاقم الأزمة السورية، بمعنى أن هناك مسؤولية عليها وتتطلب الحد الأدنى أن تتحمل أوروبا وزر هذه الأزمة ولو بالحد اليسير.
&
&
&