جنيف: دعت منظمة اوكسفام اليوم الجمعة الى التعامل مع اعداد اللاجئين الوافدين الي اوروبا "بشكل متّزن"، وطالبت الدول الغنية بمساعدة اللاجئين والمجتمعات الفقيرة في دول الجوار السوري، التي تواجه ضغطا متزايدا نتيجة الازمة.

ووصف مدير برنامج الاستجابة للازمة السورية في منظمة اوكسفام اندي بيكر في بيان اليوم الجمعة تعامل اوروبا مع اللاجئين بانه "مشكلة ارادة سياسية، وليست مشكلة لاجئين".

وقال ان الدول الاوروبية تملك الموارد والقدرة على استضافة اللاجئين، الذين يصلون الى شواطئها، وان نصف الـ400 الف شخص الذين خاضوا رحلة محفوفة بالمخاطر للوصول الى اوروبا هذا العام هم من السوريين، الا ان هناك 4 ملايين لاجئ سوري، يعيش غالبيتهم في اماكن مستاجرة غير ملائمة او في مخيمات غير رسمية في البلدان المجاورة لسوريا، مثل الاردن ولبنان، حيث تشهد البنى التحتية وقطاع الخدمات الطبية والتعليم ضغطا غبر مسبوق.

واكد بيكر الحاجة الى طرق اكثر قانونية وامانا للوصول الى دول اخرى خارج المنطقة وزيادة جذرية في حجم المساعدات الانسانية المقدمة وتضافر الجهود لوقف العنف في سوريا الذي يسبب هذه الكارثة الانسانية التي باتت "مترامية الاطراف".

وعن سبب تراجع المساعدات التي تقدمها المنظمات الانسانية للاجئين السوريين الذين استنفدت مواردهم، وباتوا يعتمدون بشكل متزايد على المساعدات الانسانية قال بيكر ان التخفيض مرده ان اكثر من 60 بالمئة من الاموال اللازمة لتقديم الدعم الى النازحين السوريين غير متوافرة في الوقت الراهن.

وتعرض اوكسفام تجربة لبنان مع اللاجئين السوريين، وتقول ان الناتج المحلي الاجمالي لدول الاتحاد الاوروبي بلغ 18 تريليون دولار اميركي للعام 2014 لما يقارب 500 مليون نسمة في هذه الدول، بينما بلغ الناتج المحلي الاجمالي للبنان في العام نفسه 45 مليار دولار لما يقارب 4 ملايين نسمة.

وكانت اوكسفام قد دعت في السنة الماضية الدول الغنية الى استقبال 5 بالمئة من اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا (اي حوالى 200 الف لاجئ) واعادة توطينهم مع نهاية العام 2015 كجزء من االتزام على مدى سنوات عدة، الا ان من تم توطينهم فعلا لم يتجاوز 27 الف شخص حسب المفوضية العليا للاجئين.

واوكسفام وهي (منظمة خيرية دولية تاسست عام 1942 وتعمل في حوالى 90 بلدا) تعمل منذ العام 2013 في كل من الاردن ولبنان وسوريا على مساعدة اللاجئين السوريين على توفير المياه التي يحتاجونها في حياتهم اليومية اضافة الى برامج النظافة والصحة العامتين، كما توزع المساعدات الغذائية والنقدية وتجهيزات فصل الشتاء للناس الاكثر حاجة.