انقرة: اعلن رئيس الحكومة الانتقالية التركية احمد داود اوغلو تعيين وزيرين جديدين بدلا من الوزيرين المواليين للاكراد، اللذين استقالا الثلاثاء على خلفية تجدد النزاع الكردي.

واعلن مكتب رئيس الوزراء التركي مساء الثلاثاء ان داود اوغلو عهد بحقيبة الشؤون الاوروبية الى الخبيرة في القضايا الدولية بيريل ديدي اوغلو الاستاذة في جامعة غلطة سراي في اسطنبول، وكلف مساعد وكيل وزارة التنمية جنيد دوزيول هذه الحقيبة.

وفي خطوة فاجأت الجميع اغتنم وزيرا التنمية مسلم دوغان والشؤون الاوروبية علي حيدر كونجا انعقاد جلسة لمجلس الوزراء ليقدما استقالتهما الى رئيس الوزراء الاسلامي المحافظ المكلف احمد داود اوغلو الذي قبلها على الفور. وقال كونجا في تصريح مقتضب امام الصحافيين انه ليس "بحاجة الى سرد قائمة بكل الاسباب (الكامنة وراء استقالتهما) لكن بشكل ملخص اننا نعارض منطق الحرب الذي ينتهجه حزب العدالة والتنمية" الحاكم.

وكان دوغان وكونجا اول وزيرين ينتميان الى حزب مؤيد للاكراد في التاريخ السياسي لتركيا. ويتهم رجب طيب اردوغان منذ اسابيع حزب الشعوب الديموقراطي بدعم حزب العمال الكردستاني. وقد دان مساء الثلاثاء رغبة الوزيرين في "تشويه صورة الرئاسة". واسف داود اوغلو لاستقالة الوزيرين واتهمهما بتلقي الاوامر من المتمردين.

وصرح الاربعاء للصحافيين "نعلم تماما من كتب (استقالة الوزيرين). ان قنديل (اسم الجبل في شمال العراق الذي يضم المقر العام للمتمردين) والقوى الاخرى التي تتحرك في الكواليس لن تتمكن من التأثير في سياسة تركيا". وتدور منذ شهرين معارك دامية بين قوات الامن التركية وحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد المأهول بغالبية من الاكراد.

وتتكرر في شكل شبه يومي الهجمات التي يشنها المتمردون والعمليات العسكرية التي ترد بها القوات التركية. وقد تسببت اعمال العنف هذه بوقف محادثات السلام التي بدأتها انقرة مع حزب العمال الكردستاني في خريف 2012 سعيا الى وضع حد للنزاع الذي خلف حوالى 40 الف قتيل منذ 1984. وتشير حصيلة للصحافة المؤيدة للنظام الى ان نحو 150 جنديا او شرطيا واكثر من 1200 "ارهابي" من المتمردين قتلوا منذ نهاية تموز/يوليو.