رأى 73 في المئة من قراء "إيلاف" أن أي حل وشيك للأزمة السورية سيودي ببشار الأسد وتنظيم داعش في ضربة واحدة، رغم أن غبار الحشود الروسية في الميدان السوري يجعل الرؤية غير واضحة.


لو لم يعاند بشار الأسد الرغبة الشعبية العارمة التي قامت ضده في العامين 2011 و2012، في أول موجة من الثورة السورية التي بدأت سلمية وعسكرها النظام ساعيًا للقضاء عليها، لما ولد تنظيم داعش في العراق والشام، ولا ابتلي العالم بطغيان وتطرف لم يشهد العام مثيلًا لهما، حتى في أشد العصور ظلمةً وجاهلية.&
&
هذا ما أدركته متأخرةً دول العالم، التي ترددت وما تزال تتردد في دعم الثوار السوريين بالسلاح الكفيل إسقاط النظام، فوقعت جميعها في فخ نصبه الأسد بإتقان، عارضًا نفسه بدعم روسي – إيراني – صيني بديلًا للارهاب، حتى صارت التسوية التخلي عن النظام السوري مع بقاء بشار الأسد ضمن توليفة الفترة الانتقالية، ريثما تتوصل الدول الاقليمية والكبرى إلى تسويةٍ لأكبر أزمة شهدتها منطقة الشرق الأوسط في تاريخها الحديث.
&
تفاؤل
&
سوريا اليوم، وتحديدًا المعارضة السورية وبيئتها الحاضنة، واقعة بين مطرقة الأسد الروسية وسندان داعش الارهابي. سألت "إيلاف" قراءها: "هل سيؤدي أي حل وشيك في سوريا إلى انهاء نظام الأسد وداعش معًا؟". غلب التفاؤل على الإجابات، حيث&أجاب 3548 مشاركًا في التصويت بـ"نعم" من أصل 4879 مصوتًا، بنسبة 73 في المئة، بينما اختار 1331 مشاركًا الاجابة بـ "لا"، بنسبة 27 في المئة.
&
فقراء "إيلاف" يريدون حلًا لأزمة سورية بأي ثمن، ويريدون خلاص الشعب السوري من الهمين الجاثمين على صدره، كما يعرفون أن ثمة رابطا عضويا بين النظام السوري وداعش، لأن التنظيم المتطرف هو الابن غير الشرعي لهذا النظام الذي قتل شعبه بكل أنواع الاسلحة المتاحة له. لكن، يسأل المراقبون: "قبل الوصول إلى هذا التفاؤل، هل ثمة حل في سورية، مع كل ما يشاع من حشد عسكري روسي وإيراني في مناطق مختلفة من الميدان السوري؟".
&
خطوة خطوة
&
الاحتشاد الدولي في سوريا موجه بالدرجة الأولى ضد داعش، لذا عاد المجتمع الدولي اليوم إلى نغمة السماح للأسد بالاستمرار في الحكم ولو موقتًا، حتى يتسنى للعالم الخلاص من رجس داعش، إن كان ذلك ممكنًا بعد اليوم. وكان من بواعث قلق المعارضة السورية، بجميع أطيافها، ما سمعوه من ألد أعداء الأسد، من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عن التخلي عن مطلب رحيل الأسد قبل أي حل، لكن تبقى فرنسا والمملكة العربية السعودية ومعظم الدول الخليجية على موقفها الثابت من أن لا دور للأسد في مستقبل سورية السياسي.
&
ثمة من يرى أن الخطوة الدولية اليوم باستهداف داعش بريًا، من خلال توريط روسيا في الرمال السورية المتحركة، منطلق للحل، يتطور لاحقًا إلى حكومة إنتقالية من دون الأسد، في تسوية دولية-روسية، تحفظ لموسكو دورها في الشرق الأوسط، كما تتيح لها الاستفادة من الاستثمارات المنتظرة في إطار إعادة إعمار سورية، وهو الشأن الذي لا تنأى موسكو، ولا طهران أيضًا، بنفسها عنه على الرغم من أنها لا تفصح عن ذلك جهارًا، شأنها شأن إيران وتركيا وغيرها من الدول اللاعبة على الحلبة السورية.
&
المعارض المقاتل
&
لكن، يسأل مراقبون: "أي حل في سورية إن كان اللاعب الأساس هو المقاتل في الميدان، وهو غير ممثل أصلًا على أي طاولة مفاوضات، أكانت بوجود الأسد أو بغيابه؟".&
&
فالمعارضة السورية ليست داعش، بل هي نقيضه تمامًا، حتى أنها تقاتله في العديد من المواقع والمناطق. كما أن المعارضة السورية التي تتعرض بيئتها الحاضنة للقصف بالبراميل المتفجرة ليس جبهة النصرة، ممثلة تنظيم القاعدة في سورية.
&
فثمة نطاق عريض من الفصائل السورية المعارضة، إسلامية وغير إسلامية، لا تناصر داعش ولا تبايع النصرة، بل تلتزم إسلامًا معتدلًا، وتقاتل ليل نهار ضد النظام السوري، واضعةً نصب عينيها هدفا واحدا وحيدا هو إسقاط الأسد. فهل ستتولى روسيا إخضاع هذه المعارضة أيضًا، محولةً سورية إلى أفغانستان جديدة؟ أم ثمة تسويات جديدة، بنيت على هامش تسوية فيينا النووية مع إيران، تقدم لتركيا امتيازات معنية مقابل التحكم بهذه الفصائل وجرها إلى التفاوض على تسوية سورية-سورية، بمظلة دولية، تبقي بشار الأسد موقتًا، مقابل تغيير النظام؟&
&
أسئلة يُرجأ الإجابة عنها موقتًا، ريثما ينجلي غبار الحشد الروسي في الساحل السوري دفاعًا عن مسقط رأس الأسد وموئل العلويين، وغبار الحشد الإيراني في دمشق، وغبار التسوية الأمنية التي عقدتها إيران مباشرةً مع الثوار السوريين في الزبداني والفوعة وكفريا. فهذه المسائل الثلاث ستنبئ بما سيكون عليه الأمر في سورية بعد نحو 5 أعوام من الحرب الدامية. المهم، بحسب المراقبين، أن أمر الأسد لم يحسم بعد... فما الذي تريده موسكو مقابل رأسه ولم تحصل عليه بعد؟

&