تصدرت الفعاليات الحقوقية المنددة بالجرائم، التي تقوم بها ميليشيات الحوثي والموالون لها من قوات صالح، المشهد على هامش أعمال الدورة الثلاثين الحالية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.


إيلاف - متابعة: نظمت الفيدرالية العربية لحقوق الانسان فعالية تناول فيها المتحدثون من اليمن وخارجها حجم وفظاعة الانتهاكات والجرائم التي قامت وتقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح ضد المرأة اليمنية، والتي لم تراعِ حرمة المرأة في اليمن، والتي ظلت على مدى التاريخ امرًا مجتمعيًا لا يجب المساس به في المجتمع اليمني، قبل ان تكون جرائم انسانية يدينها المجتمع الدولي وشرائعه، اضافة الى كل المعاهدات الدولية واتفاقيات حقوق الانسان الخاصة بحقوق المرأة.

الفعالية التي نظمتها الفيدرالية العربية لحقوق الانسان حول جرائم الحوثي ضد المرأة اليمنية، شارك فيها عدد من المنظمات الاعضاء في الفدرالية العربية لحقوق الانسان، حيث تأتي هذه الفعالية كباكورة لفاعليات وانشطة الفدرالية داخل مجلس حقوق الانسان، والتي تم تدشينها هذا الشهر في فاعلية جانبية في قصر الامم المتحدة لحقوق الانسان بجنيف من تحالف منظمات ومراكز وجمعيات حقوق انسان عربية، اطلقت من خلاله الفيدرالية، لتكون تنظيمًا يعنى بقضايا وانتهاكات حقوق الانسان في الوطن العربي، ولتعمل على تبني القضايا العربية المرتبطة بحقوق الانسان والحريات على المستوى الوطني والاقليمي والدولي.

الأكثر تعرضًا
تحدثت الدكتورة منى هجرس، عضو الفدرالية العربية لحقوق الانسان رئيسة جميعة "معًا" لحقوق الانسان، عن ما تعانيه المرأة اليمنية من انتهاكات وجرائم حرب في ظل سيطرة الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح العسكرية على اليمن وانقلابها على الشرعية، مذكرة بأن المرأة وطوال عهد المخلوع علي صالح قد عانت الكثير من الانتهاكات والتعسف من قبل السلطة اليمنية، التي اطاح بها الشعب، وشاركت المرأة بقوة في الثورة اليمنية التي اطاحت بالرئيس المخلوع، كما تعرضت خلال الثورة الى الكثير من الجرائم الانسانية، التي تمثلت في بعض منها في القتل العمد والتعذيب والاحتجاز والاعتقالات التعسفية والاستخدام المفرط للقوة، وهو ما جعل من المرأة اكثر الفئات تعرضًا للانتهاكات خلال الثورة اليمنية.

كما ذكرت المتحدثة بأن عهد المخلوع صالح يعتبر عهدًا للظلم والانتهاكات الجسيمة لحقوق المرأة والمصادرة التامة لحقوقها وحرياتها، وهو ما جعلها في نضال مستمر، متحدية في ذلك الكثير من التعسف والإقصاء عن المشاركة في ادارة الدولة وبنائها وتنميتها، وتعمد السياسات التي تقضي&على فرص تنميتها وتعزيز مشاركتها السياسية والثقافية والاجتماعية والوطنية في بناء اليمن الحديث.

رصد انتهاكات
كما تطرقت الدكتورة منى في ورقتها التي قدمتها الى ما تعانيه المرأة اليمنية في ظل سيطرة الحوثيين وميليشيا صالح على اليمن، من انتهاكات لحقوق الانسان ومن جرائم حرب قام بها الحوثيون وميليشيا صالح، مستعرضة في ورقتها الكثير من الانتهاكات والجرائم، التي تمثلت في القتل العمد والاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي ومنع الخدمات الصحية والتعليمية والاساسية، اضافة الى ما تعرضت له الكثير من النساء من التعذيب والاختطاف، وما عانته المرأة من قصف للمناطق السكنية ومن عمليات قنص واغتيالات قامت بها الجماعات الحوثية وميليشيا علي صالح في جميع مناطق اليمن، لاسيما العاصمة صنعاء، ومدينة عدن وغيرها من المدن، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الدولية في حماية الشعب اليمني والمرأة تحديدًا، والعمل على دعم وتعزيز عملية التحالف العربي، الهادفة الى حماية الشعب اليمني، لاسيما مجلس الامن الدولي، الذي هو مطالب اليوم بتحمل مسؤوليته في حماية السلم العالمي، والذي يستدعي منه العمل تنفيذ قراراته الخاصة باليمن على وجه السرعة لتأمين الحماية والامن والسلم للشعب اليمني، الذي تمثل المرأة فيه غالبية، سواء في تعدادها، او في ما تعانيه من انتهاكات وجرائم حرب تقوم بها الجماعات الحوثية وميليشيا علي صالح بحقها في اليمن.

كما تحدث خلال الندوة عدد من رؤساء الجمعيات والمنظمات اليمنية الاعضاء في الائتلاف اليمني لتوثيق انتهاكات حقوق الانسان التي يقوم بها الحوثيون وميليشيا صالح في اليمن، مؤكدين على ما يعانيه الشعب اليمني والمرأة على حد السواء من انتهاكات وجرائم حرب، قام الائتلاف برصدها وتوثيقها واصدارها في تقريره، الذي دشنه منذ اسبوع بمجلس حقوق الانسان، مطالبين المجتمع الدولي ومجلس حقوق الانسان بالعمل على تفعيل آلياته الدولية في حماية الشعب اليمني، ومحاسبة مجرمي الحرب من الحوثيين وميليشيا علي صالح العسكرية.

كما اكدت الفيدرالية العربية لحقوق الانسان، ومعها الائتلاف اليمني لرصد وتوثيق الانتهاكات التي تقوم بها جماعات الحوثي وميليشيا على صالح، على رفض التحرك الغربي المتعلق بطلب تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية، حيث انهم يرون في هذا التحرك تمييعًا وتجاهلاً للمأساة الانسانية، التي يعيشها المواطن اليمني، لاسيما واننا امام جماعات ارهابية خارجة عن النظام والشرعية، تمارس ارهابها وجرائمها الانسانية بحق المدنيين الامنين من المواطنين اليمنيين في جميع مناطق اليمن، كما يرون في هذا الحراك مسعى إلى ايجاد سوريا اخرى، وتكرارًا لما حدث في العراق من قبل، مؤكدين على ضرورة تركيز جهود المجتمع الدولي على تنفيذ قراراته الدولية والاممية الخاصة بجماعة الحوثي وميليشيا علي صالح.

لملاحقة دولية
كما تحدثت خلال الندوة الناشطة مريم الاحمدي عن الفدرالية العربية لحقوق الانسان، مؤكدة على ضرورة ملاحقة مجرمي الحرب من الحوثيين وميليشيا صالح، وعدم منحهم اية فرصة للافلات من العقاب أو تكريس هذه السياسة في اليمن، وانه يجب العمل بقوة على تعزيز تقديم الحوثيين وميليشيا صالح للعدالة الدولية، مؤكدة على دور الفدرالية في القيام بهذه المهمة مع الكثير من حلفائها الاقليميين والدوليين، موضحة في هذا الصدد اهمية تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته الدولية المتعلقة بتوفير الحماية للمرأة خلال الحروب والنزاعات المسلحة او خلال فترة الصراعات والنزاعات العسكرية.

كما تحدثت مريم بن طوق منسقة الفدرالية العربية لحقوق الانسان عن اهمية وشرعية قيام التحالف الدولي بعملية عاصفة الامل، التي هدفت الى حماية الشعب اليمني من الانتهاكات والجرائم ضد الانسانية التي قامت بها جماعة الحوثيين وميليشيا علي صالح، والتي تم رصدها من قبل المركز الاورومتوسطي لحقوق الانسان، حيث رصد المركز قيام الحوثيين وميليشيا صالح باكثر من 4500 انتهاك لحقوق الانسان خلال شهر واحد فقط من سيطرتهم على صنعاء، يصل بعضها الى حد اعتباره جرائم حرب او جرائم ضد الانسانية.

وقدمت في هذا الصدد احصاءً للانتهاكات وطبيعتها التي قامت بارتكابها جماعات الحوثي وعلي صالح بحق المواطنين المدنيين اليمنيين، مشددة على ضرورة الاستمرار في دعم شرعية عملية عاصفة الامل، التي جاءت بعد قرارات وتلبية لحاجات انسانية تهدف الى توفير الحماية للشعب اليمني، وتؤكد حقه في التمتع بالعيش بأمن وسلام في بلاده.
&