أعلن وزير الخارجية العراقي عن وساطة يقوم بها لتخفيف التوتر بين السعودية وايران وحل الازمة الراهنة بينهما، موضحًا انه سيقوم بزيارات الى دول عربية عدة من اجل ذلك، مؤكدًا حرص بلاده على علاقات جيدة مع البلدين لانقاذ المنطقة من أي تطور كارثي، فيما وعد نظيره الايراني ظريف بمعاقبة المعتدين على سفارة وقنصلية السعودية في طهران ومشهد.
&
أسامة مهدي: قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في &طهران، اليوم الاربعاء، إن حكومة بلاده قررت التحرك لحل الازمة الحالية بين السعودية وايران لما تتمتع به بعلاقات جيدة مع الطرفين، وانها لا يمكن أن تقف دون حراك لإنهاء هذا التوتر الذي يمكن ان يجر المنطقة الى كوارث.
&
واضاف ان العراق لا يريد التدخل في شؤون احد، لكنه يرى ضرورة التحرك لمنع تداعيات الازمة وعدم السماح للاعداء بادخال المنطقة في اتون حرب مدمرة . واوضح انه لذلك يُجري منذ ليلة امس اتصالات هاتفية مع وزراء الخارجية العرب والامين العام للجامعة نبيل العربي&من اجل التهدئة وحل المشكلة بشكل سلمي. واشاد الجعفري بما اسمّاه الحكمة العالية التي تمتع بها المسؤولون الايرانيون في التعامل مع الازمة الحالية.&
&
واكد الجعفري ان وساطته الحالية بين ايران والسعودية تنطلق من اهمية البلدين وعلاقاتهما الجيدة مع العراق، ومن الخوف ان تمتد المشكلة بينهما الى دول المنطقة الاخرى، وكذلك انطلاقًا من الحرص على عدم تحولها الى كارثة تجر عموم المنطقة معها. واوضح الوزير العراقي انه سيغادر طهران اليوم للقيام بزيارات الى عدد من الدول العربية التي لم يذكر اسمها من اجل متابعة جهود نزع فتيل الازمة بين السعودية وايران والتحضير لمؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد بمقر الجامعة العربية في القاهرة الاحد المقبل، حيث سيلقي كلمة فيه يركز فيها على ضرورة تجاوز الخلافات المذهبية بين بلدان المنطقة والتركيز على اولويات التعاون بينها.
&
ومن جهته، كرر ظريف موقف بلاده من الازمة واعدام الشيخ النمر مؤكدًا على ضرورة العمل على وقف تدهور العلاقات مع السعودية لان بلاده لا تريد هذا التوتر بحسب قوله. واكد أن الاعتداء على السفارة السعودية بطهران والقنصلية السعودية بمشهد أمر غير مقبول، موضحًا أن المسؤولين الايرانيين غاضبون من هذه التجاوزات، واكد ان سلطات بلاده ستعاقب كل من شارك في هذه الاعمال المنافية للقانون.
&
واضاف وزير الخارجية الايراني أن بلاده ترغب بالتهدئة مع العالم العربي باعتباره جزءًا من العالم الاسلامي، مؤكداً حرص بلاده على علاقات جيدة مع الدول العربية، موضحًا الحاجة لتعاون جميع الاطراف في المنطقة وتوحدها ضد الارهاب والطائفية والتكفير، وقال انه يقدر وساطة الجعفري لاطلاق حوار بين دول المنطقة وتجاوز الازمات فيها وادراك المخاطر التي تهددها.
&
وكان الجعفري وصل اليوم الى طهران لبحث التطورات في المنطقة مع المسؤولين الإيرانيين وحل الأزمة الراهنة في المنطقة، بحسب بيان لوزارة الخارجية &العراقية، موضحاً أن الجعفري سيبحث مع مسؤولي إيران العمل على حلِّ الأزمة الراهنة في المنطقة من خلال الجُهُود الدبلوماسيّة لتلافي تداعياتها على دول المنطقة كافة.
&
مباحثات عراقية عربية
&
وكان الجعفري اجرى مساء الثلاثاء سلسلة مباحثات هاتفيّة مع عدد من نظرائه العرب لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة العربيّة والإقليميّة والسبل الكفيلة بتخفيف التوتر الحاصل فيها، والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. وشملت مباحثات الجعفري الأمين العامّ لجامعة الدول العربيّة نبيل العربيّ ووزير خارجيّة سلطنة عُمان يوسف بن علوي والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجيّة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ووزير خارجيّة لبنان جبران باسيل ووزير خارجيّة مصر سامح شكري.
&
واكد الجعفري خلال هذه الاتصالات على تأكيد العراق ضرورة اعتماد الحوار وأن تأخذ الدبلوماسيّة دورها في تفويت الفرصة أمام مُحاوَلات نشر التفرقة والتمزق، مشددًا على ان العراق سيبذل جهوده ويستثمر علاقاته بدول المنطقة والعالم لتجاوز التحدي الراهن. &&
&
وفي الوقت الذي رفضت وزارة الخارجية العراقية اعدام السعودية لرجل الدين السعودي الشيعي نمر باقر النمر، فقد دانت في الوقت ذاته الاعتداء الذي طال سفارة السعودية في طهران لتنافيه مع مبادئ العلاقات الدولية وقواعد التمثيل الدبلوماسي. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة أحمد جمال في بيان صحافي اليوم&إن الوزارة تعتبر الاعتداء على البعثات الدبلوماسية واقتحام سفارات الدول كالذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران أمراً مداناً وغير مقبول، مبيناً أن ذلك "يتنافى مع مبادئ العلاقات الدولية وقواعد التمثيل الدبلوماسي التي تحتم على كل دولة حماية البعثات الدبلوماسية المتواجدة على أراضيها".
&
وكان مجلس الامن الدولي دان امس الاعتداء على سفارة السعودية في العاصمة الايرانية طهران وعلى قنصليتها في مدينة مشهد الايرانية.

&