بعد ما أشيع عن قرار آبل التخلص من مقبس السماعة الرأسية في هاتفها الجديد آيفون 7 وقع أكثر من 200 الف شخص مذكرة يطالبون فيها الشركة العملاقة بإعادة النظر في قرارها. ويشكل هذا المقبس مثالا نادرًا على تكنولوجيا صمدت في امتحان الزمن.


عبدالإله مجيد من لندن: بحسب ما يجرى تداوله من شائعات فإن كثيرين غير راضين عن آيفون الجديد.

ويُقال ان آبل قررت الاستغناء عن المقبس حجم 3.5 ملم وربط السماعة الرأسية بدلا منه ببوابة "البرق" Lightning، التي ستكون بديل آبل الخاص عن المقبس.

وأشار مشككون الى ان هذه الطريقة قد تتيح تصميم آيفون ليكون انحف قليلا ولكنها ستجعل الكثير من السماعات الرأسية عديمة الفائدة وتجبر الشركات المنتجة على دفع رسم الى آبل مقابل استخدام بوابة "البرق" في منتجاتها.

وتقول المذكرة ان خطوة آبل المفترضة ستصنع بمفردها "جبالا من النفايات الالكترونية" حين تصبح السماعات الرأسية التقليدية عديمة الفائدة.

كما سيكون قرار آبل ضربة الى اختراع تكنولوجي اثبت متانة استثنائية وقدرة لافتة على البقاء. فمقبس السماعة الرأسية حجم 3.5 ملم هو في الحقيقة قطعة تكنولوجية يعود زمنها الى القرن التاسع عشر، وهو نسخة مصغرة من المقبس الكلاسيكي حجم 6.35 ملم الذي يُقال انه صُنع عام 1878.

ونقلت بي بي سي عن تشارلي سلي عضو جمعية الهندسة الصوتية قوله ان الحاجة كانت تتطلب مقبسا يمكن ادخاله واخراجه بسهولة.

في البداية كان المقبس يُستخدم في مقسمات الهاتف القديمة لربط المتصلين.

وقال الدكتور سايمون هول رئيس قسم التكنولوجيا الموسيقية في جامعة برمنغهام البريطانية ان المقبس المتعارف عليه كان بحجم ربع بوصة.

وتعمل السماعات الرأسية للمحترفين في الاستوديوهات وأسلاك الغيتار كلها بمقبس حجم ربع بوصة.

وأدى الاتجاه نحو التصغير الى تغيير الأجهزة الصوتية فتعين ايجاد بديل أصغر للمقبس.

وسرعان ما انتشر المقبس حجم 3.5 ملم واكتسب شعبية باستخدام السماعات الرأسية الشخصية مع راديو الترانزستور في منتصف القرن العشرين.

ويقول سلي عضو جمعية الهندسة الصوتية ان التصميم الجديد للمقبس ليس سيئا من الناحية التقنية ولكن المكونات الرخيصة يمكن ان تنكسر وتفقد الاتصال بالجهاز المربوط بها بيد ان المقبس بتصميمه الجديد يؤدي المهمة التي صنع من أجلها.

ومع ذلك، إذا صحت الشائعات عن قرار آبل فان ذلك يوجه ضربة للمقبس حجم 3.5 ملم.

ولدى آبل سجل في الغاء اشياء تبدأ بعد ذلك بالاختفاء من منتجات شركات منافسة ايضا.

وكانت آبل قتلت القرص الرخو في وقت مبكر. وكانت ايضا أول من الغى تقنية الذاكرة البصرية.

واتهم الموقعون على المذكرة شركة آبل بالجشع. وقال المحلل التكنولوجي هورايس ديديو ان هناك مئات الملايين من الأجهزة التي تستخدم المقبس المتعارف عليه.

ومن يستخدم سماعة رأسية باهظة الثمن مع هاتف آيفون سيتكبد خسارة كبيرة وبالتالي من حقه ان يشعر بالامتعاض.

واشار تشارلي سلي من جمعية الهندسة الصوتية البريطانية الى قلق المستهلكين بشأن تسليم القيادة الى آبل قائلا "ان الأشخاص منزعجون لأنهم يريدون ان يشعروا انهم يتحكمون بتكنولوجيتهم".

وكانت السماعات الرأسية الأولى المستخدمة للاستماع الى الفونوغراف القديم انابيب صوتية بسيطة.

وسُميت السماعات الرأسية الأولى المزودة بجهاز استقبال صغير لكل أذن "تلفونات" في البداية ثم اصبح الأسم هيدفون headphone في بداية العشرينات عندما شاع استخدامها للاستماع الى البث الاذاعي بأجهزة كريستالية.

وظلت أجهزة استقبال السماعات الرأسية لسنوات عديدة من النوع البسيط بمغناطيس دائم وملف وطبلة. وتعتبر السماعات المستخدمة اليوم أكثر تطورا حتى انها تشبه مكبرات الصوت المصغرة.

واعرب سايمون هول رئيس قسم التكنولوجيا الموسيقية في جامعة برمنغهام عن اعتقاده بأن الشائعات المتداولة عن نية آبل "زوبعة في فنجان" مشيرا الى ان وجود مقبس السماعة الرأسية في الهواتف الخلوية واجهزة أم بي 3 لتشغيل الملفات الموسيقية "ترف" حديث العهد نسبيا.

ولاحظ ان الجيل السابق من الهواتف مثل هواتف نوكيا كانت تحتاج الى محول كهربائي ومن يريد ربط السماعة الرأسية بأجهزة يتعين ان يستخدم مثل هذا المحول.&

وحتى عام 2010 كانت هواتف سامسونغ تأتي مجهزة ببوابة سماعة رأسية مماثلة للبديل عن المقبس الذي يشاع ان آبل تريد الاستعاضة عنه ببوابة "البرق".

وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها آبل استياء المستهلكين. ففي عام 2007 حين اطلقت اول آيفون تلقت شكاوى لأن قابس السماعة الرأسية غائر في غلاف الهاتف. وحلت آبل المشكلة حين اطلقت الموديل الثاني من آيفون في عام 2008.

ولكن آبل معروفة بتطوير التكنولوجيا وهي التي الغت اجهزة دي في دي والقرص الرخو والبوابات المتوازية.& وتوقع المحلل ديديو ان تنتقل آبل الى سماعات رأسية مماثلة لساعتها الذكية.

وقد يجد اصحاب السماعات الرأسية "القديمة" من الضروري شراء محولات.

وقال ديديو ان استبدال المقبس المتعارف عليه يجب ألا يكون مفاجأة بل المحير هو ان استبداله لم يحدث في وقت أبكر.