أعلن في بغداد اليوم عن بدء الإجراءات الرسمية لمباشرة السفير السعودي الجديد في العراق ثامر السبهان مهامه بعد قطيعة 25 عامًا حيث قام بتسليم نسخة من أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية ابراهيم الجعفري الذي كشف عن زيارة قريبة سيقوم بها إلى العاصمة السعودية.

لندن: بحث وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري والسفير السعودي الجديد في العراق ثامر السبهان "سير العلاقات الثنائيّة بين بغداد والرياض وسُبُل تعزيزها بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين وجهود العراق في تهدئة الأوضاع وتخفيف التوتر بين الرياض وطهران" في اشارة إلى الازمة بين البلدين اثر حرق متظاهرين ايرانيين مؤخرا مقر السفارة الايرانية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد.

وقال الجعفري خلال اللقاء إن "إعادة فتح السفارة السعوديّة بعد قطيعة دامت 25 عاماً يُمثـِّل نجاحا للدبلوماسيّة العراقيّة الرامية إلى الانفتاح على دول العالم كافة والجوار خاصة.. محذرًا من "أن العالم يمرُّ اليوم بظروف استثنائيّة تتمثل بعصابات داعش الإرهابيّة ما يتطلب بذل أقصى الجُهُود، والتعاون والتنسيق من أجل القضاء عليه ومنع انتشاره" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

وأضاف الجعفري أنَّ "وزارة الخارجيّة مُستعِدّة لتقديم كلِّ الدعم لإنجاح مَهمّة البعثة الدبلوماسيّة في بغداد، مُتمنياً النجاح والتوفيق للسفير وكادر البعثة في عملهم في العراق".. كاشفاً عن أنه "سيزور الرياض قريباً لبحث تفعيل التعاون المُشترَك ومُواجَهة المخاطر المُشترَكة والقضاء على بُؤَر التوتر التي من شأنها التأثير في أمن، واستقرار المنطقة".

من جانبه قال السفير السعودي ثامر السبهان إن "المملكة تـُؤمِن بضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة العراق وإنَّ وحدة وقوة الشيعة والسنة والكرد هي قوة للعراق والمنطقة".. مُشيراً إلى أنَّ "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز شدَّد على ضرورة الحُضُور الفاعل للسفارة والعمل إلى جانب الحكومة العراقيّة باعتبار العراق ركناً من أركان العالم العربيِّ والإسلاميِّ وزاوية من زوايا الأمن والاستقرار في المنطقة مُتطلعاً إلى أن تشهد المرحلة المقبلة تفعيل العلاقات بين بغداد والرياض في المجالات السياسيّة، والاقتصاديّة، والأمنيّة".

وكان السبهان وصل إلى بغداد أواخر الشهر الماضي بعد انقطاع على المستوى الدبلوماسي بين البلدين منذ عام 1990.

وقال مصدر في وزارة الخارجية العراقية في تصريح صحافي إن مدير الدائرة العربية في الوزارة السفير حبيب الصدر وعدد من سفراء الدول العربية المعتمدة لدى العراق والعاملين في سفارة المملكة في بغداد كانوا باستقبال السبهان عند وصوله إلى مطار بغداد الدولي. من جانبه اكد السبهان أنه "لن يدخر جهداً في خدمة الوطن بما يعزز الدور الإقليمي والدولي للمملكة وتطوير العلاقات مع العراق.

وكان 35 دبلوماسيا واداريا سعوديا قد سبقوا السفير في الوصول إلى بغداد والتحقوا بسفارة بلدهم منتصف الشهر الماضي.

وعينت السلطات السعودية في حزيران (يونيو) الماضي ثامر السبهان أول سفير مقيم لها في العراق منذ عام 1991 بعد مفاوضات استمرت اكثر من عام منذ تشكيل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي حكومته الحالية في أيلول (سبتمبر) عام 2014 بعد ان كانت المملكة عينت مطلع عام 2012 سفيراً لها غير مقيم في العراق قبيل انعقاد القمة العربية في بغداد في العام نفسه الا أنها تراجعت عن قرارها لاحقاً بسبب الخلافات مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

سفارة السعودية أغلقت عام 1991 لتباشر عملها عام 2016

يذكر بأن الاتفاق على افتتاح السفارة جرى خلال لقاءات مشتركة بين وزيري خارجية البلدين العراقي ابراهيم الجعفري ونظيره السعودي الراحل الامير سعود الفيصل في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2014 والذي بموجبه اتخذت الحكومة السعودية قرارها بفتح السفارة واعادة العلاقات بين البلدين.

وتناولت المباحثات ايضا تحديد مكان السفارة السعودية في بغداد وكيفية توفير الحماية لها اضافة إلى التنسيق مع وزارة الخارجية العراقية لوضع الترتيبات اللازمة لاختيار وتجهيز المباني المناسبة للبعثتين تمهيدا لمباشرتهما العمل في العراق في أقرب فرصة ممكنة.

وأغلقت السعودية سفارتها في بغداد عام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت وكثيرا ما اتهمت الرياض العراق بالتقارب الشديد مع إيران المنافس الأساسي لها في المنطقة وبتشجيع التمييز الطائفي ضد السنة وهي اتهامات تنفيها بغداد.

وبدأت السعودية تحركات حذرة نحو المصالحة مع العراق بعد تعيين حيدر العبادي رئيسا جديدا لحكومته. ويعدّ طراد عبد الله الحسين الحارثي آخر سفير سعودي مقيم لدى العراق جرى تعيينه في عام 1983 وظل في منصبه حتى الغزو العراقي للكويت في عام 1990 حين قطعت السعودية علاقاتها مع العراق.. وفي عام 2012 عيّنت المملكة فهد بن عبد المحسن الزيد سفيراً غير مقيم لها لدى العراق وتسلم أوراق اعتماده الرئيس العراقي السابق جلال طالباني.

وشهدت العلاقات العراقية السعودية حالة من الفتور والتأزم منذ تولي رئيس الوزراء نوري المالكي رئاسة الوزراء في عام 2006 إذ اتهمت السعودية في أكثر من مناسبة الحكومة العراقية ورئيسها بممارسة نهج طائفي في السلطة فيما ظل المالكي وبعض القيادات الشيعية المنتمية للتحالف الوطني تتهم الرياض بالوقوف وراء أعمال العنف في العراق وتشير إلى أن وجود سعوديين في العراق ضمن الجماعات المسلحة يدل على هذا الأمر فيما اتجهت تلك العلاقات إلى الانفراج بعد وصول رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى السلطة الذي أكد في أكثر من مناسبة سعيه لإعادة جسور التواصل مرة أخرى مع جميع دول العالم لاسيما المجاورة حيث زار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري السعودية قبل زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اليها مطلع العام الماضي.