اتهم معارضون ايرانيون يقيمون في مخيم ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي الحكومة العراقية بتهيئة ظروف هجوم صاروخي جديد ضدهم بدفع من السلطات الايرانية من خلال منعهم من احاطة مخيمهم بالجدران الكونكريتية ودعوا الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى مبادرة عاجلة لرفع الحصار المفروض عليهم فورا.&
&
ونظم سكان مخيم ليبرتي /الحرية بالقرب من مطار بغداد الدولي لاعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة الايرانية وقفة احتجاجية "لادانة منع نصب الجدران الكونكريتية حول المخيم الذي يقطنه 2200 شخص واستمرارفرض الحصار الجائرالمفروض على السكان" كما قالوا في احاديث هاتفية مع "إيلاف" الاحد. &
&
وقد منعت اللجنة العراقية المكلفة بالاشراف على المخيم برئاسة مستشار الامن الوطني فالح الفياض مؤخراً من نصب الجدران الكونكريتية حول أطراف أماكن تجمع السكان في مخيمهم ليبرتي. واشار المحتجون الى ان هذه الإجراءات "القمعية" التي تنفذ بأوامر سفارة النظام الايراني في بغداد وقوة فيلق القدس تهدف الى الحاق مزيد من الخسائر بهم في هجمات صاروخية لاحقة حيث كان المخيم تعرض قبل ثلاثة اشهر الى هجوم صاروخي قاتل خلف 24 قتيلا وعشرات الجرحى مخلفا دمارا واسعا في المخيم فيما لا تزال اللجنة تمنع دخول الحاجيات الأولية لتنفيذ أدنى عملية لإعادة البناء.

تحركات دولية لضمان تنفيذ العراق لتعهداته بأمن سكان ليبرتي
&
وشدد السكان على أن 'التعهدات المتكررة والخطية للمجتمع الدولي حيال أمن وسلامة السكان تقتضي أن &تحرك الحكومة الأميركية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لدفع العراق على تنفيذ تعهداته الدولية وضمان أمن سكان ليبرتي ورفع الحصار الفوري عن السكان وسحب ملف ليبرتي وإدارته من يد السلطات العراقية التي تنفذ أوامر نظيرتها الايرانية حيث سيكون ذلك بمثابة خطوة ضرورية لتوفير الأمن وسلامة المعارضين الايرانيين في ليبرتي.
&
وقال موسى احد سكان المخيم "لقد اجتمعنا في هذا المكان احتجاجاً على ايقاف نصب الجدران الكونكريتية حول أماكن تجمع السكان في ليبرتي والجميع يعرف هذه الخطة الجديدة تنفذ من جانب النظام الايراني و عملائه في العراق" على حد قوله. اما وليد وهو ساكن آخر فأنه قال "الحقيقة ان الجدران الخرسانية التي كان عددها 17500 خرسانة كانت منصوبة سابقا من اجل للحفاظ على المخيم الا انها &بإمر من السفارة الايرانية تم نقلها الى خارج المخيم .. واعادة نصب الجدران الخرسانية التي تم تكديسها خارج المخيم واعادة حملها ونقلها ونصبها من جديد فأن السكان مستعدون لتسدسد نفقاتها .. وتسال قائلا "لماذا توقف هذا الامر ومن يربح بذلك ؟ اليس هو النظام الإيراني وعملائه".
&
أما عباس وهو ساكن آخر فقد تساءل من جهته ايضا "من يتحمل المسؤولية عند اي هجوم آخر ضدنا من قبل عملاء النظام الإيراني في العراق .. نحن نحتج على هذا العمل الاجرامي ونطالب الامم المتحدة والحكومة الآميركية بتحمل مسؤليتهما تجاه أمن سكان مخيم ليبرتي". وطالب محمد رضا ساكن آخر شارك في الوقفة الاحتجاجية "منظمات حقوق الانسان والشرفاء في ارجاء العالم أن يضموا أصواتهم الى اصواتنا" .. بينما قال خليل احد السكان "احتجاجنا اليوم على هذا العمل اللا إنساني من قبل الاستخبارات العراقية ولذلك نطالب الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات عاجلة لتوفير الحمايه لسكان المخيم قبل &حدوث كارثة اخرى".
&
دعوة الامم المتحدة والولايات المتحدة لضمان سلامة المخيم
&
وقد وجه السكان رسالة الى الأمم المتحدة والحكومة الأميركية طالبوهما فيها الى الوفاء بتعهداتهما المتكررة والخطية تجاه سلامة وأمن سكان ليبرتي .. ودعوا الحكومة الأميركية والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بمبادرة عاجلة لرفع الحصار المفروض على سكان ليبرتي فورا.
&
ومن جهتها حذرت النائبة عن التحالف الكردستاني ريزان دلير من استرار حصار اللاجئين في مخيم ليبرتي &داعية في الوقت نفسه الى معاملتهم معاملة انسانية وقانونية.
&
وقالت دلير في بيان صحافي ان "الحصار المفروض على سكان مخيم ليبرتي امر مروفض ولامبرر له". واضافت ان"هؤلاء السكان يعانون من ظروف سيئة وحان الوقت لمعاملتهم كلاجئين".. موضحة ان"من واجب الحكومة العراقية حماية هؤلاء ورعايتهم من جميع النواحي الخدمية والانسانية".
&
واشارت دلير الى ان"بقاء هؤلاء في العراق من عدمه منوط بهم ولا يجوز اجبارهم او اخراجهم بالقوة ،لان ذلك يتنافي مع مباديء حقوق الانسان". واكدت ضرورة معاملة هؤلاء معاملة انسانية وقانونية بعيدا عن العنف والقهر .. واعربت عن املها "بتغيير الحكومة سياستها تجاه هؤلاء من الناحية الانسانية على الاقل".
&
وكانت المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة قد اعلنت اواخر الشهر الماضي عن اكتمال نقل 1100 لاجئ إيراني معارض من مخيمهم ليبرتي إلى دول ثالثة ودعت بغداد إلى ضمان الأمن وتوفير الخدمات لما تبقى من سكان المخيم وتسهيل وصولهم إلى العلاج الطبي والخدمات بحيث يتمكنون من اتخاذ ترتيبات الحماية لأنفسهم. &
&
وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالاقامة في مخيم اشرف (80 كلم شمال بغداد) لكنه جُرد من اسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003، وتولى الأميركيون آنذاك أمن المعسكر، قبل أن يتسلم العراقيون هذه المهمة عام 2009.&
&
وقد تأسست منظمة مجاهدي خلق التي تشكل اكبر فصيل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في عام 1965 بهدف الاطاحة بنظام الشاه بهلوي ثم النظام الاسلامي الذي حاربها ونفذ الاعدام بأكثر من 30 الفا من عناصرها عام 1989. ورفعت وزارة الخارجية الأميركية اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمتها للمنظمات الارهابية العام الماضي وتبعتها دول اخرى عديدة حيث تسعى المنظمة حاليا إلى الاطاحة بالنظام الحالي في إيران الذي تتهمه بممارسة انتهاكات فظيعة لحقوق الانسان والمسؤولية عن الاضطرابات الدوية التي تشهدها حاليا دول عربية عديدة نتيجة تدخله في الشؤون الداخلية للعراق وسوريا واليمن ولبنان.