محمد الحمامصي: شهد سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في الجامعة الأميركية بالشارقة الإطلاق الرسمي لمركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع"، أحد مبادرات هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) لدعم وتطوير بيئة ريادة الأعمال ودعم الشباب في هذا القطاع بإمارة الشارقة.

بدأت فعاليات إطلاق المركز بعرض فيلم قصير حول ريادة الأعمال وأهمية دعم المشاريع الاقتصادية التي تثري الوضع الاقتصادي والاستثماري للإمارة، وعرض الفيلم بعض التجارب لرواد أعمال شباب من مختلف المجالات الاقتصادية.

وألقت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ورئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال "شراع" الكلمة الافتتاحية مؤكدة& سعى إمارة الشارقة ومن خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع إلى ترسيخ وتعزيز مكانة الإمارة على خارطة الازدهار الاقتصادي والإبداع والريادة في دولة الامارات، والمنطقة والعالم. وقالت "من خلال إطلاق مركز "شراع" نعكس إيماننا التَّام في الشارقة بِقدرة شبابنا وشاباتنا على إِحداث الفَرق، وصُنعِ المُستقبل والمُساهمة بإيجابية في ازدهار اقتصادنا وتَطورِ مُجتمعنا، كما يُتَرجِم "شراع" حِرصنا على التقَّدم بِشجاعة وثِقة نحو المُستقبل، والتأسيس لصِناعتِه اليوم".

وأضافت الشيخة بدور القاسمي "لقد أثبت التَّاريخ أن المستقبل لا يَنتِظر أحداً، بل نحن من يجب أن نمضي إليه، وأنه يَضمَن في صفحاته مكاناً للذين يَطمحون ويبادرون بالعمل، ولا يخفى على أحد أنَّ مُعظم القِطاعات التِّي تَمس حياتنا ووجودنا كَبَشَر تحتاج إلى تطوير وتَغيير، وتَحتاج إلى طاقة جديدة وتفكير جديد وإلى إعادة تَعريف وإعادة تَصميم، وهذا يعني أننا أمام عالم جديد مليء بِالفُرص للحُكومات، وللقِطاع الخاص، وللقِطاع التَّعليمي، وللشَّباب لابتكار طُرق جديدة للتعاون والتكامل فيما بيننا لتحويل هذه الفُرص إلى واقعٍ مَلمُوس".

وتابعت رئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال "إن فرص التطوير الاقتصادي والاجتماعي في عصرنا الحالي تَعتمِد& في المَقام الأوَّل على الأَفكار أكثر من اعتمادِها على المِيزانيات الضَّخمة والخُطَطِ المُعقدة، فَبِفَضل التقدم التكنولوجي في العقد الأخير وخاصة في وسائل الاتصال والتواصل، أصبح بِإمكان أي شاب أو شابة أو مجموعة من الشباب لديهم أفكاراً نَوعية ويُؤمنون بها ويَجدون من يحتضنهم ويدعمهم أن يغيروا أنماطَ حياتنا بطريقة جذرية".

وأوضحت أن الشارقة تهدف من خلال تأسيس مركز "شراع" إلى أن تَنطلق مجموعة من الشباب من إمارة الشارقة بأفكارٍ جديدة نحو العالمية، وأن تكون الشارقة مهداً لمشاريع نوعية في ريادة الأعمال وأن تُصبح مثالا يُقتدى به في المنطقة والعالم في هذا المجال، وأن تُنتِج الشارقة نسخاً جديدة من رواد الأعمال المبدعين أمثال ستيف جوبز وبيل غيتس وغيرهم في مختلف القطاعات.

وفي كلمته قال مروان جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) أن ريادة الأعمال باتت من أهم محددات النمو الاقتصادي في مختلف دول العالم، ولقد ساهم الإبداع والابتكار في قطاع ريادة الأعمال في النهضة والتطور الكبير الذي تشهده كبرى دول العالم مثل الولايات المتحدة، وكندا، وتايوان، وغيرها، ومؤخراً ووفقاً لتقرير معهد ريادة الأعمال والتنمية "GEDI"، احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربياً في دعم ريادة الأعمال، وما زالت دولتنا تسعى للمركز الأول عالمياً في هذا القطاع".

وأضاف السركال "اليوم نحن هنا في الشارقة وتحديداً في المدينة الجامعية، نطلق معاً هذا المركز، الشراع المحرك والموجه لمستقبل ريادة الأعمال في الإمارة، وإذا ما فكر أحد الشباب أو المستثمرين لماذا الشارقة؟ فنقول لأن الفرص المتوفرة في الشارقة وضمن قطاعات كبيرة وحيوية ما زالت بحاجة إلى الكثير من رواد الأعمال ومن الأفكار الإبداعية، وما زالت حكومتنا تعمل ضمن استراتيجيات عالية لتطوير الإمارة والبنية التحتية والبيئة الاستثمارية، وأيضاً لتعزيز تلك الفرص وتنميتها".

وأكد أن (شروق) ومن خلال مركز "شراع" تؤكد التزامها بدورها وواجبها تجاه دفع عجلة التنمية الاقتصادية لإمارة الشارقة التي لها تاريخ قديم وقصص نجاح كبيرة مع رواد الأعمال من الإمارات ومختلف أنحاء العالم.

وفي تصريح لها قالت نجلاء المدفع، مديرة مركز الشارقة لريادة الأعمال أن "قطاع الأعمال غدى الشغل الشاغل لجميع الحكومات والمؤسسات الرسمية في العالم، وفي دولتنا الحبيبة الإمارات، التي تتصدر ريادة الأعمال إقليمياً، توجب إيجاد قناة صحيحة لممارسة ريادة الأعمال تكون كفيلة بتحويل أفكار ورؤى الشباب إلى مشروعات تجارية واقتصادية ناجحة تعزز مكانة هذا البلد الذي يحل المرتبة الـ 13 عالمياً في قائمة الدول الأكثر جذباً للكفاءات، لذا فأنا وزملائي في "شراع" ننظر بكثير من التفاؤل في الدور الذي يمكن أن يلعبه في تعميق هذه الأرقام".

واستضاف حفل الإطلاق، رائد الأعمال الأمريكي المعروف "كريستوفر شرودر" كضيف شرف، والمعروف عنه تميزه في مجال ريادة الأعمال، حيث برز ككاتب ومستشار ومستثمر في مجال التكنولوجيا التفاعلية والتواصل الاجتماعي، وهو أيضاً صاحب خبرة عريضة في مجال ريادة الأعمال في منطقتنا العربية، إذ يعد شرودر أول من كتب عن ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، متناولاً إياها بكثير من الدراسة والتمحيص.

كما شهد حفل الإطلاق أيضاً، تنظيم جلستان حواريتان، ضمت الأولى عدداً من رواد أعمال من حول العالم، وفي مجالات مختلفة فمن الأعمال التجارية إلى التكنولوجيا الحديثة إلى المواقع الإلكترونية الحديثة، تناول المتحاورون تجاربهم بالدراسة والتحليل لتكون نماذج عملية أمام رواد الأعمال من الشباب.

أما الجلسة الثانية، فضمت شخصيات ذو خبرة كبيرة في مجال ريادة الأعمال في العالم العربي، كفادي غندور مؤسس شركة الخدمات اللوجستية، آرامكس، والمدير التنفيذي لومضة كابيتال، وبدر جعفر من الأردن ويوسف حميد الدين من الإمارات، إضافة إلى نجلاء المدفع مديرة مركز "شراع"، حيث جرى خلال الجلسة مناقشة أهم ملامح ريادة الأعمال في المنطقة وكيفية الارتقاء بها إلى المرحلة التالية بما يواكب التجارب العالمية في هذا المجال.

وفي نهاية حفل الاطلاق أهدى حاكم الشارقة نسخة من كتابه تحت راية الاحتلال المترجم باللغة الانجليزية الى رائد الأعمال الأمريكي المعروف "كريستوفر شرودر" ضيف شرف حفل الاطلاق، كما تلقى سموه من شرودر نسخة من كتابه نهضة الشركات الناشئة.

والتقط حاكم الشارقة صورة تذكارية مع فريق عمل مركز الشارقة لريادة الاعمال "شراع" والمشاركين في جلسات حفل الاطلاق.

وشمل اليوم الأول للإطلاق، تفاعلاً كبيراً في مختبر الابتكار، وهو باكورة مبادرات المركز، إذ يشكل منصة لخلق تفاعل فكري يعزز مفاهيم الابتكار، التي يسعى المركز الجديد إلى إرساء معالمها، وخلق تفاعل حقيقي بين مختلف مكونات العمل التجاري الناجح المبتكر.
وتسعى إمارة الشارقة من خلال إطلاق مركز "شراع" إلى تأسيس بيئة جاذبة وحاضنة لريادة الأعمال المرتكزة على الابتكار والإبداع والتطوير، ودعم الجيل الشاب في توجيه أفكارهم نحو الإبداع في عالم الأعمال وتوفير المناخ والظروف المناسبة لذلك، وتوظيف طاقات وابتكارات الشباب بالشكل الصحيح في هذا المجال، والمساعدة في توجيهها نحو مسار الأعمال الأمثل لهم ضمن إمارة الشارقة، وجذب أصحاب الابتكارات في ريادة الأعمال من الإماراتيين، والجنسيات كافة للانطلاق بمشاريعهم من الإمارة.

ويعول القائمون على مركز "شراع" أن يكون بمثابة الحاضنة الأكبر في إمارة الشارقة لريادة الأعمال، بما يسهم في توظيف قيم الابتكار والإبداع والتطوير، ومواكبة لهفة الشباب الإماراتي في ولوج هذا القطاع الحيوي، إذ أشارت بعض الأرقام إلى أن نسبة الذين يفضلون قطاع ريادة الأعمال في الإمارات عموماً يصل إلى 66%، الأمر الذي يفسر إنشاء مركز متخصص لريادة الأعمال في الإمارة.

وسيشكل مركز "شراع"، الذي يتخذ من الجامعة الأمريكية بالشارقة مقراً له، نقطة الوصل التي تربط المراكز البحثية والجامعات والمؤسسات الأكاديمية، بقطاع الأعمال والمستثمرين بما يحقق تواصل مباشر يؤسس لمناخ تعاوني مثمر، يصب في صالح تكوين منظومة جاذبة للأعمال تقوم على أسس مدروسة ومتينة.
&