نصر المجالي: نفى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف ما تناقلته وسائل الإعلام من أنباء حول قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعرض الاستقالة على الرئيس السوري بشار الأسد.
&
وقال بيسكوف لكالة (نوفوستي) إن التقرير الذي نشرته صحيفة (فايننششال تايمز) البريطانية "غير صحيح". وقالت الصحيفة يوم الجمعة نقلا عن اثنين من كبار مسؤولي الاستخبارات الغربية، إن مدير المخابرات الرئيسية، إيغور سيرغون، الذي توفي في&3 كانون الثاني (يناير)، &أُوفد إلى دمشق حاملا الرسالة من بوتين، التي عرض فيها على الرئيس الأسد مغادرة منصب الرئاسة.
&
ووفقاً للمعلومات فان الأسد رد على مطالبته بالتنحي، بغضب.&
&
وبحسب الفايننشال تايمز فان هنالك حالة من التشاؤم تخيم على إدارة الأسد، بعد التفاؤل الذي خيم لفترة قصيرة اثر تدخل الروس. حيث تشكلت قناعة عند رجال الأسد بأن دفاع الأخ الأكبر عنهم سيجعله يطلب أشياء منهم. مع الإيمان أن تدخل موسكو في هذا الملف برمته، هو لحماية مصالحها، وليس للدفاع عن الأسد بشكل أساسي.
&
ووفقًا للصحيفة نفسها فان الأسد كان حريصا على التخلص من اي شخصية قوية قد تشكل بديلاً له، مشيرة إلى أن اختفاء عبدالعزيز الخير هو مثال صارخ.
&
مدير مركز "كارنيغي-موسكو" دميتري ترينين قال للصحيفة إن "التدخل في سوريا بالنسبة الى بوتين لم يكن يوما لابقاء الاسد في السلطة، وإنما لدفع الاميركيين للاعتراف بالدور الرئيسي لروسيا في تسوية هذا النزاع، وهذا أمكن تحقيقه من خلال عملية فيينا".
&
يشار إلى أن تنحي الأسد يعتبر مطلباً رئيساً للمعارضة لإنجاز مرحلة الحكم الانتقالية التي ستتلوها مرحلة وضع دستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية، ويؤكد زعماء المعارضة وزعماء عرب وحلفاء غربيون أنه لا مكان للأسد في مستقبل سوريا.&
&
تصريحات بوتين
&
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال في آخر تصريحات صحافية إن الحديث عن منح رئيس النظام السوري بشار الأسد اللجوء السياسي الى روسيا أمر من السابق لأوانه .
&
وقال بوتين في مقابلة له مع صحيفة (بيلد) الألمانية نشرت الأسبوع الماضي إن الأسد ارتكب العديد من الأخطاء أثناء ادارته للأزمة السورية.
&
وأضاف: أن الازمة السورية لم تكن تصل الى ما وصلت عليه، لولا دعم المعارضة السورية بالسلاح والمال من قبل جهات خارجية ، على حد قوله.
&
وأشار الى أن منح حق اللجوء السياسي للعميل الاستخباراتي السابق " إدوارد سنودن "، هو أصعب من منح الاسد حق اللجوء الى موسكو.
&
مفاوضات جنيف
&
وإلى ذلك، فإن تقرير الصحيفة البريطانية يأتي عشية مفاوضات سورية ـ سورية منتظر أن تبدأ في جنيف بناء على قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بهدف الوصول إلى تسوية للأزمة السورية.
&
يذكر، أن القرار الأممي حول سوريا الذي تم تبنيه بالإجماع يوم 18 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أكد أن تسوية الأزمة السورية ستكون من خلال عملية سياسية، تحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري، تتم من قبل السوريين أنفسهم، مع الأخذ&في الاعتبار أهمية التنفيذ الكامل لمقررات بيان مؤتمر جنيف المؤرخ يوم 30 حزيران (يونيو) العام 2012، وأيد القرار أيضاً مقررات اجتماع فيينا لمجموعة دعم سوريا، كأساس لتنفيذ عملية الانتقال السياسي.