عندما تقع فريسة للادمان على المخدرات، فإن أموال العالم كلها لا يمكنها انقاذك، فلا توجد وصفة سحرية، يمكنها إيقافك عند حدك !

تنوي سيغريد روزنغ نشر كتاب عن تجربتها المريرة مع شقيقها الذي كان مدمنًا على المخدرات لتروي قصة الحياة عندما يعيش المرء مع شخص مدمن.&
&
وروزنغ سليلة أسرة سويدية وغنية وعريقة صنعت ثروتها من خدمات التغليف وقد ادلت بمقابلة نادرة لاذاعة بي بي سي 4 تحدثت فيها عن همومها وعن سنوات امضتها، وهي تراقب اخاها يضوي، ويذبل، ثم ينتهي بسبب الادمان على الهيرويين.&
&
قالت سيغريد (53 عاما) إن اسرتها طلبت مشورة ومعونة خبراء ومختصين من مختلف انحاء العالم، ولكنهم لم يستطيعوا مساعدته، وقالت: "استعنا بأفضل الخبراء في العالم، واستشرنا جميع خبراء الإدمان، ومنهم مختصون بالاسر الغنية. اصبحت الآن اعرف هذا الوسط جيدًا، ويمكنني القول إنه قليل النفع". &
&
امضت سيغريد سنوات من عمرها، وهي تراقب اخاها وتتابعه وتتابع ما يفعله الهيرويين به، وقالت إنها شعرت بصدمة كبيرة عندما اعتقلته الشرطة في عام 2012.&
&
زوجته
&
فتشت الشرطة قصره المقدر سعره بـ 70 مليون باون وكانت صدمة عندما عثرت على جثة زوجته ايفا التي كانت في الثامنة والاربعين من العمر، مسجاة ومتحللة في حجرة النوم.
&
ظلت ايفا في مكانها لشهرين خلف باب مغلق بعد أن غطاها زوجها بطبقات من اقمشة وملابس واغطية صوفية وبلاستيكية.&
&
وأقر هانز شقيق سيغريد بذنبه بعدم دفنها فحكمت عليه المحكمة بالسجن مع وقف التنفيذ، وبتلقي علاج للادمان ولانهيار عصبي.&
&
وقالت سيغريد في المقابلة إن وضع شقيقها واهتمامها المستمر به سبب لها حالات من الكآبة المزمنة والعميقة واضافت: "ما أزال أشعر بالاضطراب. كانت حياتي مرتبطة تماما بحياته ومتشابكة معها بقوة. كنت مرتبطة بإدمانه وانتهى بي الامر الى تلقي العلاج في المؤسسات نفسها التي كان أخي يلجأ اليها. وفي احدى المرات حاولت الانتحار بقص شريان الرسغ".
&
ووصفت سيغريد كيف التجأ اليها أخوها في البداية وجاء ليقيم معها بعد فترة انهيار صعبة، وقالت: "لم اكن اعرف ولم ادرك في ذلك الوقت وكان سيئ المزاج الى حد لا يحتمل ثم اضطررت الى ان اطلب منه المغادرة بعد اشهر. ولم يستطع ان يغادر، ولكنه ظل يمضي جل وقته في حجرته. وفي احد ايام الصيف اختفى تمامًا ولم اعرف اين ذهب".
&
لا انصاف
&
ورثت سيغريد ثروة تصل قيمتها الى 4.3 مليارات باون وقامت بعد رحيل شقيقها بتأسيس جمعية خيرية هي الاضخم في بريطانيا وقد منحت مبلغ 230 مليون باون لقضايا حقوق الانسان منذ إنشائها.&
&
وقالت سيغريد "ان يكون المرء غنيًا مسؤولية كبرى، فالثروة تفتح الباب أمام فرص عظيمة" ثم تابعت "نعيش في مجتمع غير منصف فالاغنياء يزدادون غنى فيما ترتفع ديون المستدينين. معرفة هذه الحقيقة تدفع المرء الى فعل شيء بماله من اجل الصالح العام".&
&
وقالت سيغريد ايضا إن اهتمامها بمسائل حقوق الانسان جاء من قصص سمعتها وهي طفلة عن ممارسات النازية ومحرقة اليهود، وقالت: "ساهم جدي روبن روزنغ وشقيقه مساهمة كبيرة في استقبال يهود من الدنمارك قدموا الى السويد، ومن هنا بدأ اهتمامي بحقوق الانسان لكون الامر ضمن تاريخ اسرتي".&
&
وتملك سيغريد ايضًا دار نشر اسمها غرانتا، وقالت إنها تكتب مذكراتها حاليا لتروي قصة الحياة عندما يكون احد افراد الاسرة مدمنًا على المخدرات.