تونس: فقد حزب "نداء تونس" الثلاثاء الأغلبية في مجلس نواب الشعب (البرلمان) إثر استقالة 22 من نوابه في المجلس من الحزب، فاصبحت حركة النهضة الاسلامية، شريكته في الائتلاف الحكومي الرباعي، القوة الاولى في البرلمان.

وأعلنت فوزية بن فضة النائب الثاني لرئيس البرلمان في افتتاح جلسة عامة ان "كتلة نداء تونس (البرلمانية) شهدت تغييرا في العدد، وأصبح عدد أعضائها 64، وذلك بعد استقالة 22 عضوا"، مشيرة الى ان المستقيلين أحدثوا "كتلة جديدة اسمها ‏+الحرّة‬+ وعدد أعضائها 22".

وأصبحت حركة النهضة (69 مقعدا) صاحبة الاغلبية في البرلمان يليها نداء تونس (64 مقعدا) ثم "الحرة" (22) والاتحاد الوطني الحر (16) والجبهة الشعبية (15) وآفاق تونس (10).

وكانت أحزاب نداء تونس والنهضة والوطني الحر وآفاق شكت ائتلافا حكوميا رباعيا اثر الانتخابات التشريعية والرئاسية التي أجريت نهاية 2014 وفاز فيها نداء تونس الذي اسسه الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي.

ولن تؤثر استقالة 22 نائبا من نداء تونس في الوقت الحالي على الائتلاف الحكومي الذي لا يزال يحظى بالاغلبية في البرلمان& (159 مقعدا من اجمالي 217).

لكن الاستقالات تمثل مرحلة جديدة في تفككك "نداء تونس" الذي تمزقه حرب زعامات منذ أن غادره رئيسه ومؤسسه الباجي قائد السبسي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية.

وينتمي اغلب النواب المستقلين من "نداء تونس" الى شق الامين العام المستقيل من الحزب محسن مرزوق الذي اعلن انه سيطلق حزبا جديدا مطلع آذار/مارس القادم.

ويتنافس مرزوق (يساري) على القرار داخل الحزب مع حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس الذي يتهمه خصومه بالسعي إلى "خلافة" والده في منصبه.

ويضم "نداء تونس" الذي تأسس منتصف 2012 يساريين ونقابيين ورجال أعمال واعضاء سابقين في حزب "التجمع" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي (1987-2011).

وعندما كان الباجي قائد السبسي يتولى رئاسة نداء تونس، استطاع التنسيق بين المكونات المختلفة للحزب الذي تأسس بهدف إزاحة "الترويكا" التي قادتها حركة النهضة الاسلامية، من الحكم.

وحكمت الترويكا تونس من نهاية 2011 حتى مطلع 2014 قبل ان تستقيل لانهاء ازمة سياسية حادة اندلعت في 2013 إثر اغتيال اثنين من معارضي الاسلاميين.