يعوّل اللبنانيون على لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في باريس من أجل دعم موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان وإنهاء الشغور الرئاسي الذي طال أمده.


بيروت: يعتبر البعض أن لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في باريس سيتناول الملف اللبناني من بابه العريض بالرغم من الحديث الإيراني المتكرر عن أنها لا تتدخل في الاستحقاقات اللبنانية الداخلية. في هذا الصدد، يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أن الزيارة بين هولاند وروحاني بالغة الأهمية، لأن الغرب عندما أدرك أهمية الاتفاق النووي الإيراني مع أميركا، بدأ التهافت على كسب "ود" الجمهورية الإسلامية في إيران، كما حرصت إيران قبل أيام قليلة من وصول روحاني إلى باريس على الإعلان عن بيع إيران 117 طائرة إيرباص، قبل أن يُعلن رسميًا انتهاء العقوبات على إيران، هذا الأمر يشكل نقلة نوعية في طريقة التعاطي الغربي مع إيران، مع الأموال المجمدة التي تعود تدريجيًا إلى إيران، وتغاضي الغرب على كل السجل الحافل من التوتر مع إيران، وهذا يؤكد ما يلي :"ليست هناك عداوة نهائية ، بل المصالح هي التي تتحكم بكل تلك العلاقات".

ويؤكد مالك أن باريس هي كاسبة على مختلف المستويات، فهذه الزيارة تشكل نقلة نوعية في طريقة التعاطي الغربي مع إيران، وهذا سيؤثر على المناخ الإقليمي في المنطقة، ومنها أزمة العلاقات بين إيران والسعودية، وهي قد تشهد مدًا وجزرًا، وارتدادات الاتفاق النووي ستكون على المنطقة، أي لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا.

انفراجات رئاسية
أما هل ستصدر عن هذا اللقاء المرتقب بين روحاني وهولاند إنفراجات رئاسية على المستوى اللبناني؟. يؤكد مالك أن هناك بندًا موجودًا في المحادثات بينهما يتعلق بموضوع الرئاسة، فباريس تربطها بلبنان علاقة غير تقليدية في مقابل إيران تمسك بالكثير من خيوط الحل أو التصعيد في لبنان، ونعم نتوقع إنفراجات في موضوع الرئاسة لكن كيف ومتى لا أحد يعرف، فيجب أخذ الأمور بعمق في التحليل وإقامة التوازنات الدقيقة الإقليمية، حيث يُعطى لإيران دور إيجابي في تفعيل العلاقات، والابتعاد عن مخاوف معينة لدى الجوار الإيراني، وهذا ما يجري العمل عليه حاليًا.

ويلفت مالك إلى أنه عندما كان وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف في طريقه إلى بيروت، منذ أسابيع، حرص على القول "نجدد التأكيد على أن الجار قبل الدار"، وصاحب هذا الشعار يجب أن يطمئن الجوار في الخليج أو الجوار العربي، وأن يعطي إيجابية للعلاقات المستحدثة بين إيران والغرب.

زيارة روما
عن زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الفاتيكان ومدى أهميتها لتفعيل الرئاسة اللبنانية، يقول مالك إنها المرة الأولى التي يعلن فيها عن دور فاتيكاني بارز، في موضوع الرئاسة، فبابا روما لم يكن في السابق يتدخل بالأمور اللبنانية والعربية، فالراعي حمل ملفًا متكاملاً عن الوجود المسيحي في لبنان وفي المنطقة، وبدأت أهمية العمل على الشغور الرئاسي وانهائه، الفاتيكان له دور أساسي، لكنه ليس صاحب النفوذ الأساسي في المنطقة.
&

دور القوى الإقليمية
ما هو دور القوى الإقليمية واللقاءات الخارجية في تحديد مسار الرئاسة الأولى في لبنان؟ يجيب مالك أن هناك شعارات متناقضة، فالبعض أكد على ضرورة أن يلتقي الزعماء الموارنة واختيار المرشح، وأصحاب هذا القول يعرفون جيدًا أن تقارب وتحالف المسيحيين ليس بهذه السهولة، ومع بروز المعطيات الجديدة مع اقتناع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بترشيح ودعم رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون للرئاسة، هو أمر لا يستهان به.
جعجع وعون التقيا بعد عداء كبير، وهو عامل يجب إضافته إلى العامل "الفاتيكاني"، إضافة إلى لقاء روحاني بهولاند، من أجل التوصل إلى رئيس للجمهورية في لبنان.
&