مع فشل مجلس الأمن الدولي في فرض هدنة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء سوريا، حذر تقرير نشر في لندن من أن "معركة حلب قد تشعل حربًا باردة جديدة".&
إيلاف من لندن: لفت التقرير إلى توتر العلاقات الأميركية الروسية، على أثر المعركة الجارية في حلب، واصفًا هذه الاختلافات بأنها "حرب كونية باردة جديدة".
واستهلت صحيفة (صنداي تايمز) اللندنية تقريرها، بالإشارة إلى رسالة نشرتها السفارة الروسية في واشنطن تظهر إلى أي مدى بلغت حدة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة.
شملت الرسالة صورة لمنظومة إس-300 المضادة للطائرات، التي يفخر بها الجيش الروسي، موجّهة صوب صورة للمتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، إضافة إلى تعليق "روسيا ستتخذ كل إجراء دفاعي ممكن لحماية أفرادها الموجودين في سوريا من التهديد الإرهابي، لأنك لا تعرف ما نوع المساعدة التي قد يحصل عليها الإرهابيون".
بوتين وحنين&للحرب
تظهر هذه الرسالة المدى الذي وصلت إليه العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، كما نقلت (صنداي تايمز) عن أولغا أوليكر، مديرة برنامج روسيا-أوراسيا في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، قولها: "إذا كان هناك شخص يحنّ إلى الحرب الباردة، فهو فلاديمير بوتين".
وأضافت أوليكر أن بوتين "يحاول أن يصل إلى وضع ينسى فيه الجميع أن الولايات المتحدة تفوقت على الجيش الروسي. يريد أن يعامل كنظير للولايات المتحدة".
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه مع حدة الاختلافات بين واشنطن وموسكو، فقد وردت أنباء، أمس السبت، عن تحريك روسيا لصاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية إلى كالينغراد، المحافظة الحدودية الروسية الموجودة بين بولندا وليتوانيا، العضوين في حلف الناتو.
نفي الكرملين&
سارع الكرملين إلى نفي الاتهامات الأميركية بأنه كان مسؤولًا عن هجمات إلكترونية ضد الحزب الديمقراطي، معتبرًا إياها دليلًا على "هيستيريا غير مسبوقة مضادة لروسيا".
وقالت الصحيفة إنه تبع هذا التصعيد إعلان من روسيا في الأسبوع الماضي بإعادة فتح القواعد في كوبا وفيتنام، على بعد مئة كيلومتر من الشواطئ الأميركية، إضافة إلى تدريبات للدفاع المدني، بينها استعدادات لهجوم كيميائي أو نووي.
تتابع (صانداي تايمز) تقريرها بالقول: "تكمن الظروف في سوريا، حيث تشن روسيا حملة جوية غير مسبوقة على حلب الشرقية، دعمًا للنظام السوري، في أول عملية عسكرية للكرملين خارج الأراضي السوفياتية السابقة منذ نهاية الحرب الباردة".
تصويت الدوما&
وصوّت البرلمان الروسي (الدوما) في الأسبوع الماضي على السماح للقوات الروسية بالبقاء مدة غير محددة في سوريا. وأكدت موسكو أنها نشرت بطاريات صواريخ (S-300) المضادة للطيران في اللاذقية، متذرعة بهجوم الطيران الأميركي على قاعدة لجيش النظام السوري، وأدت إلى مقتل 62 جنديًا هناك.
استفزت روسيا من اتهامات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، لروسيا ونظام الأسد، بقصف مشافي حلب عبر تفجيرات "تستدعي تحقيقات في جرائم حرب".
يذكر أن الرئيس الروسي كان أصدر مرسومًا في الأسبوع الماضي بتعليق اتفاقية عقدها مع الولايات المتحدة في العام 2000، بتقليل إنتاج البلوتونيوم بكميات عسكرية، حتى توقف واشنطن العقوبات ضد روسيا، وتعوّض الدمار الاقتصادي.
إشارة ضعف&
ونقلت (صنداي تايمز) عن غليب بافلوفسكي، المستشار السابق للكرملين، قوله إن مطالب بوتين تمثل إشارة إلى الضعف، ومحاولة لإلقاء كل اللوم على مشاكل روسيا الاقتصادية على الولايات المتحدة.
تختم الصحيفة تقريرها بالقول: "وانتقلت الخلافات بين الغرب وروسيا ليلة السبت إلى مجلس الأمن، منهية الآمال بإيجاد حل دبلوماسي للمعركة المستمرة في حلب".
ويعتقد المحللون أن موسكو تعهدت بمساعدة النظام لتحقيق انتصار عسكري على قوات الثوار في المدينة، قبل وصول الإدارة الأميركية الجديدة إلى البيت الأبيض في العام المقبل.
وقال كير غيليس، الباحث في معهد "تشاثام"، إن هناك حالة من العجلة في روسيا، "فهم يعلمون أن الرئيس الأميركي المقبل لن يرضى بالوضع الراهن، وسيبحثون عن تعويض أي فرصة قائمة"، بحسب قوله.&
التعليقات