لا&تزال&ادارة اوباما تتخبط بشأن ما يمكن وما يجب أن تفعله لوقف سفك الدماء في سوريا، ومنع حلب من السقوط بيد نظام الأسد.&
إيلاف من لندن: حين قُتل نحو مليون شخص في حملة إبادة جماعية على امتداد ثلاثة اشهر في رواندا عام 1994، قال الرئيس الاميركي وقتذاك بيل كلنتون إن عدم تدخل الولايات المتحدة كان من أكبر الأخطاء التي ندم عليها.&وبعد عامين حين ارتكبت القوات الصربية مجزرة في سريبرينتسة اسفرت عن مقتل نحو 8000 مسلم بوسني، قالت الأمم المتحدة "إن قوى العالم الكبرى ومنها الولايات المتحدة تقاعست عن التحرك بصورة فاعلة". &
واليوم إذ يعكف الرئيس الاميركي باراك اوباما على بناء الأيام الأخيرة من تركته، يلاحقه شبحا هاتين المجزرتين.&إذ&اعلن مبعوث الأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا قبل ايام "أن سربرينيتسة ، بل رواندا أخرى مكتوبة على الجدار أمامنا ما لم يحدث شيء لوقف المجزرة" التي تُرتكب كل يوم ضد سكان حلب.
المستنقع السوري
وكانت وزارة الدفاع الاميركية وقفت منذ سنوات ضد العمل العسكري المباشر قائلة إن ذلك قد يجر الولايات المتحدة الى الغوص أعمق في المستنقع السوري ويلهيها عن المعركة الأخرى ضد داعش.&واعترض مسؤولو البنتاغون في سبتمبر الماضي على الاتفاق الذي توصل اليه وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع موسكو&رابطاً وقف اطلاق النار وإيصال المساعدات الانسانية الى السكان المحاصرين في حلب بتنفيذ عمليات اميركية ـ روسية مشتركة ضد داعش وتنظيم القاعدة في سوريا.& &
وعندما انهار وقف اطلاق النار وبدأ هجوم النظام السوري بشراسة على حلب تسنده الطائرات الروسية، أمر اوباما بإجراء تقييم جديد للموقف وإعداد بدائل سياسية.&وتوقع مسؤولون كبار أن يغيّر البنتاغون موقفه.&وفي 28 سبتمبر قدم مسؤولون امنيون وقادة عسكريون جملة خيارات يمكن اعتمادها ضد قوات الأسد والضغط على موسكو لوقف قصفه الوحشي على المدينة.&
وكان أحد الخيارات توجيه ضربات بصواريخ كروز الى قوات الأسد التي تشارك بدور مباشر في العمليات العسكرية ضد المعارضة في حلب.& ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول غير عسكري قوله إن الهدف من هذه الضربات كان إعطاء دفعة للخروج من سياسة التردد الى موقف جديد وليس تدخل الولايات المتحدة بقوة في النزاع. & &
التركيز على داعش
وبدا لوزارة الخارجية وأجهزة أخرى تدعو الى موقف أشد حزماً أن السياسة الأميركية دخلت منعطفاً جديداً.&وبحسب تسجيل للنقاشات حصلت عليه صحيفة نيويورك تايمز، فإن كيري الذي يدعو منذ فترة طويلة الى عمل عسكري اميركي ابلغ اجتماعاً للمعارضة السورية مؤخرًا انه خسر المعركة لاقناع اوباما بالتحرك في هذا الاتجاه.&والآن اصبحت وزارة الخارجية متأكدة أن البنتاغون انتقل من موقف الى موقف آخر، كما قال مسؤولون كبار في الادارة طلبوا عدم كشف اسمائهم.&
ولكن عندما بُحثت القضية في اجتماع لمجلس الأمن القومي عُقد في البيت الأبيض يوم الخميس الماضي، أوضح ممثلو وزارة الدفاع في الاجتماع أن البنتاغون لم يغيّر موقفه.& واقترحوا بدلاً من العمل العسكري زيادة امدادات السلاح الى فصائل المعارضة، داعين في الوقت نفسه الى ضرورة أن تركز الولايات المتحدة قوتها النارية على ضرب داعش وليس المخاطرة بالدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا. &
وحين سُئل مسؤول رفيع في وزارة الدفاع عن تقلب مواقف البنتاغون، أجاب "نحن ما زلنا نعتقد أن هناك عدداً من الطرق لدعم المعارضة وعدم النيل من مهمة محاربة داعش".
لكنّ مسؤولين آخرين في الادارة شعروا أن البنتاغون يراوغ معهم.&وفي غمرة التوترات المتزايدة داخل الادارة، أصر مسؤول رفيع على أن المعارضة السورية وحلفاء الولايات المتحدة يؤيدون استمرار المفاوضات، ولا يشجعون الحديث عن تدخل عسكري.&وعن موقف اوباما، قال هذا المسؤول "إنه ثابت ونحن لا نعتقد أن هناك حلاً عسكرياً لهذا النزاع، وهناك عدد غير معروف من التحديات التي تقترن باستخدام القوة العسكرية في هذا السياق".&
سقوط حلب
وكان دي ميستورا توقع ان تسقط حلب قبل نهاية العام إذا استمرت الغارات الجوية التي تنفذها طائرات الأسد والطائرات الروسية، ولكن الاستخبارات الاميركية تقول إن المدينة يمكن أن تسقط في غضون اسابيع. &
ويُقدر أن نحو 275 الف مدني ثلثهم اطفال، وزهاء 10 آلاف مقاتل محاصرون في الشطر الشرقي من حلب.& وفي حين أن حلب هي الجائزة القريبة التي يريدها نظام الأسد وحماته الروس، فإن هناك 50 الف مقاتل على الأقل ما زالوا يسيطرون على مناطق منتشرة في عموم سوريا، كثير منهم قامت الولايات المتحدة بتدريبهم وتسليحهم.& وتتلقى فصائل متعددة استشارة وامدادات من وكالة المخابرات المركزية التي يُقال إن مديرها جون برينان يؤيد العمل العسكري ضد الأسد أو على الأقل زيادة تسليح المعارضة ورفع نوعية سلاحها، لا سيما إذا سقطت حلب. &
ولن يكون مثل هذا القرار الذي يمكّن المعارضة من مواصلة القتال والدفاع عن مناطقها، بيد الادارة.&فإن قوى اقليمية حليفة يمكن ان تقرر بمفردها مد المعارضة بأسلحة متطورة بينها صواريخ مضادة للطائرات تُطلق من الكتف رفضت الولايات المتحدة توفيرها للمعارضة.&
الرابح الأكبر
ويعتقد مسؤولون استخباراتيون اميركيون أن الرابح الأكبر من هذا الوضع، على المدى القريب على أقل تقدير، هو جبهة فتح الشام التي كانت حتى وقت قريب معروفة باسم جبهة النصرة.&إذ إزدادت هذه الجبهة قوة وكسبت مزيدًا من الاحترام بوصفها شديدة البأس، حسنة التسليح ضد الأسد.&
وفي حين أن مستشاري اوباما في البيت الأبيض يعارضون العمل العسكري، فإن من دعاة الرد على جرائم الأسد بالقوة العسكرية سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامانثا باور التي اتهمت علنًا روسيا والنظام السوري بارتكاب جرائم حرب، فيما دعا كيري الى فتح تحقيق دولي.& &
ولكن خبراء في القانون الدولي استبعدوا محاسبة روسيا والنظام السوري بتهمة ارتكاب جرائم حرب، مشيرين الى انه لا روسيا ولا سوريا من الدول الموقعة على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وأن احالتهما الى المحكمة تحتاج الى قرار يصدره مجلس الأمن الدولي، حيث تتمتع روسيا بحق الفيتو.&كما أن المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية متخصصتان بمحاكمة افراد وليس دولاً.&
أعدت "إيلاف" المادة عن صحيفة واشنطن بوست.
المادة الأصل هنا
&
التعليقات