روى أحد البحارة الناجين من يد القراصنة في الصومال أنهم تناولوا الفئران للبقاء على قيد الحياة، أثناء احتجازهم على مدار خمس سنوات، قبل الإفراج عنهم مقابل فدية مالية. وقال البحار الفلبيني أرنيل بالبيرو، لبي بي سي، إنه وزملاؤه كانوا يحصلون على كميات قليلة من مياه الشرب يوميا وكانوا يشعرون بالضعف الشديد وكأنهم "أمواتا" في نهاية فترة احتجازهم. واستولى القراصنة على السفينة FV Naham 3 عام 2012، وكانت ترفع العلم العُماني لكنها مملوكة لشركة تايوانية، وعلى متنها 29 بحارا وظلوا يسيطرون عليها لمدة عام حتى غرقت فاقتادوا البحارة إلى الأراضي الصومالية. وأفرج القراصنة عن 26 بحارا ظلوا على قيد الحياة وهم من الصين والفلبين وكمبوديا وإندونيسيا وفيتنام وتايوان، السبت الماضي، بعد الحصول على فدية مالية. وقالت وزارة الخارجية التايوانية إن مالك السفينة وكذلك مجموعات تم التعاقد معها للتفاوض مع القراصنة تولوا دفع الأموال. وذكرت منظمة أوشينس بيوند بيراسي، غير الحكومية، أن أحد البحارة لقى مصرعه أثناء هجوم القراصنة بينما توفى اثنان آخران أثناء الاحتجاز. وقال بالبيرو لبي بي سي إنه ورفاقه عانوا بشدة خلال الأربعة أعوام ونصف الأخيرة وكانوا يشعرون أنهم "أحياء أموات". وعن معاملة القراصنة لهم، ذكر "كانوا يمنحوننا فقط كميات قليلة من الماء، لذلك كنا نتناول الفئران، بالفعل كنا نطهوها ونتناولها في الغابة". وتابع "كنا نأكل أي شيء، أي شيء نعثر عليه. فعندما تشعر بالجوع لابد أن تأكل". وتحدث أيضا عن مخاوفه من المستقبل وصعوبات الحياة بعد المحنة التي مر بها، قائلا " لا أعرف ما سأفعله خارج هذا العالم عندما ينتهي الأمر، سيكون من الصعب البداية من جديد". ويُعتقد أن مجموعة البحارة المفرج عنهم هي الأخيرة بين الرهائن الذين اختطفهم القراصنة في موجة الهجمات،التي بدأت في النصف الثاني من العقد الماضي، وكانت عادة بهدف الحصول على فدية. ونشر أحد نواب البرلمان في تايوان مقطع فيديو للبحارة عام 2014، صوره القراصنة لإثبات أنهم مازالوا على قيد الحياة أثناء مفاوضتهم على الفدية. وظهر البحارة في حالة ضعف وهزال ويحيط بهم مسلحون مقنعون. وظهر مهندس السفينة المختطفة وهو تايواني الجنسية يدعى شين جوي-تشانغ، وقال "لا يوجد طعام ويحصل كل واحد على لتر ماء فقط في اليوم، وجميعنا يعاني من الأمراض". وتابع "لا توجد أدوية وأخبرنا القراصنة أنهم لا يملكون المال لشراء الدواء، وتوفى اثنان منا بالفعل جراء المرض". وتراجعت أعمال القرصنة بشدة خلال الأعوام الماضية، وذلك بعد تسيير دوريات عسكرية من دول مختلفة في المناطق الأكثر عرضة للخطر قبالة سواحل الصومال.
- آخر تحديث :
التعليقات