إيلاف من دبي:&افتتح مساء اليوم في دبي معرض الفن التشكيلي (نحن- we) للفنانة السعودية المبدعة وداد صالح البكر. وقد شهد المعرض إقبالاً كبيرًا من الفنانين والجمهور والمبدعين وخاصة الأجانب منهم، وقد اتسمت لوحات البكر بأنها توصل رسالة سياسية جديدة للجمهور بأن الشرق الأوسط ليس مكانًا للتطرف والإرهاب، إنما بيئة خصبة للفن والإبداع والابتكار.

فن تجريدي واقعي

وتنتمي البكر إلى مدارس مختلفة من الفن التجريدي الواقعي والبورتريه، وقامت بعرض لوحاتها الفنية من التراث التجريدي في معارض كثيرة من قبل في دول مختلفة، أهمها البحرين واليمن واليونان، وقد حصلت على جوائز وأوسمة تميز داخل المملكة وخارجها.

وقالت البكر إنها أرادت من لوحاتها أن توصل رسالة إلى العالم بأن المرأة السعودية حرة، ولا توجد هناك أية قيود اجتماعية عليها، وأنها تتمتع بشعور مساعدة الآخرين.

من داخل المعرض

&

محاربة التطرف والإرهاب

وفي كلمته بالمعرض، قال رئيس نادي الابتكار والبحث العلمي الدكتور أحمد ثاني الهاملي إنه أسس هذا النادي لمحاربة التطرف والإرهاب في منطقة الشرق الأوسط عبر الفن والابتكار وإيصال رسالة للعالم الغربي مفادها أن الشرق الأوسط ليس مزرعة &لتفريخ الإرهابيين، وإنما بيئة خصبة لاستقطاب عقول الشباب وتحويلها للفن والإبداع والابتكار قبل أن تستقطب من التنظيمات والجماعات الإرهابية، وأنها بقعة لتخريج مبدعين ومبتكرين، مؤكدًا أن "الجمعيات الخيرية في الدول الخليجية والعربية يقع عليها عاتق تطوير نفسها والخروج من القوقعة التقليدية التي تحصر نفسها داخلها في تقديم أعمال خيرية تقتصر على بناء المساجد وتقديم الأطعمة للمحتاجين فقط، وعليها تطوير نفسها وفتح آفاقها نحو مساعدة الناس على الإبداع والابتكار والاختراع وبدلاً من أن تقدم لهم الأطعمة تساعدهم على بناء عقولهم لكسب الرزق بأنفسهم وهذا هو الدور الذي من المفترض أن تقوم به الجمعيات الخيرية في منطقة الخليج وخاصة في الإمارات".

الفنانة السعودية وداد صالح البكر

رسالة إنسانية واجتماعية

وأضاف الهاملي أن "للفن رسالة إنسانية واجتماعية، وله دور كبير ومهم في التواصل والتعريف بثقافات الشعوب وتراثها وعاداتها وتقاليدها وبناء جسور السلام والتعارف بين المجتمعات دون الالتفات أو التمييز بين عرق أو لون أو لغة أو دين. واستلهامًا ومواكبة للمبادرة العالمية للتسامح التي أطلقها مؤخرًا الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي ترسخ الإمارات كعاصمة للتسامح والانفتاح وتدعم الانتاجات الفكرية والثقافية والإعلامية المتعلقة بترسيخ قيم الانفتاح على الآخر في العالم العربي، جاءت رعاية نادي الابتكار والبحث العلمي لهذا الحدث الفني تعزيزًا لثقافة التسامح عبر لغة الفن، التي تشع طاقة محبة وإنسانية".

للفن رسالة إنسانية واجتماعية وله دور كبير ومهم في التواصل والتعريف بثقافات الشعوب

&

مؤسسة غير ربحية

وأفاد أنه قام بتأسيس نادي الابتكار والبحث العلمي كمؤسسة علمية أهلية غير ربحية يتم تمويلها بشكل كامل من منح المتبرعين، وهذه المنح والأموال التي يتلقاها النادي تخضع لنظام حوكمة وشفافية ورقابة دقيقة، ويتم من خلالها الإنفاق على العديد من البرامج التي تهدف إلى تعزيز وإثراء ثقافة الابتكار والبحث العلمي محليًا وإقليميًا ودوليًا، والإسهام في ردم الهوة الابتكارية والعلمية بين الدول النامية والمتقدمة ودعم العقول والقدرات الشابة من خلال التركيز على البحث العلمي والاستثمار في البنية الأساسية للابتكار والسعي لتوفير بيئة علمية محفزة على الإبداع والتميز.

وأشار الهاملي إلى أن النادي يعمل بشكل وثيق مع مجموعة واسعة من الجهات من مختلف القطاعات العامة والخاصة، ولدى النادي العديد من الفضاءات تعمل على& تحفيز وإثراء ثقافة الابتكار في جميع مناحي الحياة، بدءًا من البحث العلمي الهادف والارتقاء بالطاقات الإبداعية وانتهاء بدعم مبادرات المجتمع المدني.

الفن بمعاييره الجمالية وقيمه الإنسانية يجب أن يقف اليوم وبقوة كداعم لثقافة السلام

تطوير الإمكانات الابتكارية

وأضاف أن "النادي يوفر قاعدة تقدم للمبدعين والموهوبين على مستوى دولة الإمارات وعالمنا العربي والعالم أجمع، ويوفر الدعم المعنوي والمادي لتطوير الكادر البشري المبتكر والموهوب وتبني أفكاره وإبراز إنجازاته ورصد الإمكانات الابتكارية المتميزة من فئات الناشئة والشباب واحتضانها وتعزيزها، بما يحقق التنمية في مجتمعاتنا العربية والارتقاء بوعيها العام".

وذكر الهاملي أن الفن بمعاييره الجمالية وقيمه الإنسانية يجب أن يقف اليوم وبقوة كداعم لثقافة السلام ومبدأ التسامح واحترام الثقافات على تنوعها في مواجهة ثقافة الكراهية والعنف والتطرف والإرهاب، فهو نقطة وصل مركزية بين مختلف الشعوب وانعكاس للهوية الثقافية والحضارية لأي مجتمع، فيجب تمكينه لإثراء موروثنا الثقافي والحضاري وللمساهمة في نشر ثقافة الحب والسلام بين الشعوب قاطبة.