اضطر آلاف الأشخاص بوسط إيطاليا إلى المبيت ليلا في سيارات وخيام وأماكن إيواء مؤقتة عقب الزلزال الذي ضرب المنطقة الأحد، وهو رابع زلزال تشهده إيطاليا في غضون ثلاثة أشهر. وضرب الزلزال، الذي بلغت شدته 6.6 على مقياس ريختر وهو أقوى زلزال تشهده إيطاليا منذ عقود، نفس المنطقة التي وقع فيها زلزال آخر في أغسطس/آب الماضي وأودى بحياة نحو 300 شخص. ولم يسفر زلزال الأحد الذي وقع بالقرب من بلدة نورسيا عن سقوط قتلى على ما يبدو، لكنه أوقع نحو 20 مصابا. وسجلت السلطات أكثر من 100 هزة ارتدادية ليلة الأحد وحتى صباح الاثنين، وكان من بينها هزة بقوة 4.2 درجة على مقياس ريختر. وشعر سكان العاصمة روما بزلزال أمس على بعد مسافة تصل إلى نحو 150 كليومترا. وأغلقت حركة قطارات الأنفاق بالإضافة إلى إغلاق جسر "بونتي ماتسيني" أمام حركة المرور بعد ظهور تصدعات به. وهناك ما يقدر بـ15 ألف شخص على الأقل يقيمون في أماكن إيواء مؤقتة من بينهم أربعة آلاف انتقلوا إلى ملاذات وفرتها السلطات على ساحل الأدرياتيكي. وقرر بعض السكان المحليين في نورسيا الواقعة بإقليم "أومبريا" البقاء في منازلهم، بينما قضى آخرون الليلة الماضية في خيام نصبت بالقرب من البلدة، أو غادروا منازلهم نحو الساحل. ويرأس رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي اجتماعا للحكومة لمناقشة الجهود الطارئة لإعادة إعمار المناطق المتضررة. واضطر أحد سكان نورسيا، ويدعى ستيفانو بولدريني، إلى الإقامة داخل شاحنة صغيرة مع ابنته البالغة من العمر ثمان سنوات. وردا على سؤال حول إذا كان ينوي البقاء في المنطقة بعد الزلزال، قال بولدريني: "كيف يمكن ذلك؟ لم يعد هناك أي مدرسة، أو كنيسة أو مركز للشرطة. لا يوجد شيء هنا بعد الآن." وكانت كنيسة القديس بنديكت التي يعود تاريخها للعصور الوسطى من بين العديد من المباني التاريخية التي دمرها الزلزال. وربما ساعد إخلاء مبان عرضة للانهيار في وسط إيطاليا الأسبوع الماضي عقب وقوع هزات ارتدادية بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة في أغسطس/آب الماضي في إنقاذ أرواح العديد من الأشخاص. وقال مسؤولون إن فرق الإنقاذ نجحت في إخراج ثلاثة أشخاص من بين الأنقاض أحياء في بلدة "تولنتينو" يوم الأحد. وقال جوزيبي بيتسانيزي رئيس بلدية "تولنتينو" إن البلدة "شهدت أسوأ يوم حتى الآن" في تاريخها. وأضاف أن "الأضرار (التي لحقت بالبلدة) لا يمكن إصلاحها، هناك آلاف الأشخاص في الشوارع في حالة بكاء وذعر". وبلغت قوة زلزال الأحد 6.6 درجة على مقياس ريختر بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وكان أعنف من زلزال أغسطس/آب الماضي والزلزالين الآخرين اللذين ضربا المنطقة وبلغت شدتهما 5.5 و6.1 درجة. وكانت قرى وبلدات "اوسيتا" و"اركواتا" و"كاستلسنتانجيلو" و"بريتشي" من بين المناطق التي تضررت من الزلزال.
- آخر تحديث :
التعليقات