جمال شنيتر: أعلنت السلطات اليمنية محافظة الحديدة الساحلية، محافظة منكوبة بعد تفاقم المجاعة في عدد من مديرياتها وانعدام الغذاء والخدمات، وتدهور الخدمات الصحية فيها، منذ ان&سيطرت جماعة عبد الملك الحوثي عليها.

منكوبة!

أعلن محافظ الحديدة الساحلية عبدالله أبو الغيث، أن الحديدة محافظة منكوبة، بعد انعدام مستوى الأمن الغذائي فيها وانتشار المجاعة في بعض مديرياتها، بسبب سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية عليها.

وقال أبو الغيث، في تصريحات صحافية ادلى بها &في العاصمة السعودية الرياض، "إن سكان الحديدة يعانون منذ اكثر من عامين من الجوع والفقر المدقع، ويعيش الكثير منهم تحت خط الفقر".

أضاف "برغم ما تعيشه المحافظة من أوضاع صعبة، فقد استقبلت أكثر من 300 الف مواطن نزحوا اليها من المحافظات المجاورة لها".

ويحارب تحالف تقوده السعودية مقاتلي جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح منذ مارس 2015 في مسعى لإعادة إرساء حكم الرئيس المعترف به دوليًا عبد ربه منصور هادي.

تدهور الخدمات الصحية

قال أحد أعيان الحديدة ويدعى الشيخ عمر التهامي، إن الكثير من مستشفيات المحافظة تكافح لأجل البقاء والاستمرار في تقديم الخدمات الطبية للمواطنين.

وأوضح التهامي لـ"إيلاف" أن بعض مستشفيات الحديدة تكاد تغلق ابوابها نظرًا للأوضاع الصعبة التي تعانيها منذ اكثر من عام بسبب الممارسات اللا انسانية من قبل ميليشيات الحوثي وصالح.

يضيف: "أصبحت المرافق الطبية تعاني وضعاً مأساوياً نتيجة إنقطاع الكهرباء، أما مراكز الغسيل الكلوي فهي تفتقر الى مواد الغسيل، حتى ان بعض المرضى المصابين بالفشل الكلوي توفوا، وهناك نقص كبير في الادوية والمستلزمات الطبية، و لابد من تدخل من المنظمات المحلية والدولية لإنقاذ المرضى في هذه المحافظة المطحونة بالفقر والمرض والمجاعة".

وتابع: "ليست المستشفيات والمرافق الصحية هي التي تعاني اوضاعًا صعبة فحسب، بل الانسان في هذه المحافظة يعاني ويكابد الحياة في ظروف بالغة التعقيد، فانقطاع التيار الكهربائي نتيجة لنفاذ وقود الديزل، زاد من آلام الناس وأوجاعهم، وتعيش عدد من العائلات &الارق والتعب بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، نظرًا لمناخ المحافظة الساحلي الحار، فقد اثرت &الأجواء المناخية القاسية كثيرًا على حياة الاهالي".

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص وتسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، في ظل احتياج نحو 21 مليون شخص أو قرابة 80 في المئة من سكان البلاد للمساعدات الإنسانية.&

سوء تغذية ومجاعة

من جانبه، قال الناشط الحقوقي "أبو محمد" لـ"إيلاف" إن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة تفاقمت في الحديدة في الاشهر القليلة الماضية بسبب السياسات الخاطئة للسلطات الانقلابية الحاكمة في الحديدة، على حد تعبيره.

وأكد &الناشط –الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفًا من اعتقاله– أن هناك حالات سوء تغذية ومجاعة تم رصدها في بعض مناطق الحديدة في الفترة الاخيرة، بسبب انعدام الغذاء وقلة الاعمال وارتفاع نسبة البطالة في المحافظة.

يضيف: "الحديدة تعد من المحافظات الأكثر فقرًا، غير ان احتلالها من قبل الميليشيات الانقلابية ضاعف من فقرها ومرضها ومجاعتها، فقد أصبحت تعاني من نقص حاد في الغذاء، وسوء تغذية عند الاطفال والأمهات، وانتشرت الامراض والأوبئة وخاصة حمى الضنك والكوليرا، كما انتشرت أمراض جلدية جراء درجة الحرارة المرتفعة في ظل انقطاع الكهرباء".

وناشد الناشط الحقوقي "المجتمع الدولي وكل ضمير حي في العالم" إنقاذ &محافظة الحديدة وأهلها من العقاب الجماعي الذي تتعرض له من قبل الميليشيات، وسرعة تقديم المعونات الاغاثية والمحروقات، وتخفيف معاناة هذه المحافظة المنكوبة.

وختم: "أناشد بشكل خاص مركز الملك سلمان للاعمال الانسانية والهلال الاحمر الاماراتي المزيد من الدعم".