حذر يان كوبيش الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في احاطة أمام مجلس الأمن من دخول معركة الموصل مرحلة صعبة وطويلة، وتوقع ان يستمر القتال فيها حتى الشتاء. وأكد أهمية ترتيبات الحكم في المدينة بمرحلة ما بعد داعش، وقال إن العالم يشهد ولادة عراق جديد وبداية النهاية لداعش واوضح انه&منذ دخول التنظيم الى العراق صيف 2014 والى سبتمبر الماضي قُتــل 20442 عراقيًا واصيب 38053 آخرون.

إيلاف من لندن: في مستهل كلمته امام المجلس الليلة الماضية حول تطورات الاوضاع في العراق، وحصلت "إيلاف" على نصها، فقد اشاد كوبيش بما وصفه التقدم المطرد الذي تحققه قوات الأمن العراقية والبيشمركة وقوات الحشد الشعبي والمقاتلون المتطوعون من أبناء العشائر والمقاتلون المحليون المتحالفون مع تلك القوات في "معركتهم التأريخية لتحرير الموصل".&

ولادة جديدة للعراق

واشار الى ان العملية الجارية لتحرير الموصل تمثل بداية لنهاية ما يسمى بخلافة داعش في العراق، وحيث يجسد الدعم المتزايد من جانب السكان المدنيين لهذه العملية وما سبقها من عمليات التحرير أفضل تجسيد حقيقة أن تحرير العراق هي معركة كافة العراقيين في وحدتهم من أجل مستقبل بلادهم بوصفها البيت الذي يجمع الشعب العراقي كافةً ومن كل المكونات والجماعات والأقليات العرقية والدينية لتعيش سويةً في جو تعمُّه قيم العدالة والمساواة والسلام والتسامح. وشدد بالقول "إننا نشهد ولادة عراق جديد تحظى فيه قواته الأمنية بترحيب المدنيين الذين ينظرون إليها كقوات مُحررة".

وقال كوبيش "يتعين علينا ألّا ننسى أن الشعب العراقي يقاتل كذلك نيابة عنا، دفاعاً عن القيم الإنسانية التي يؤمن بها العالم أجمع ضد الإرهاب والتعصب اللذين تمثلهما داعش وأسسها الفكرية كما نقف هنا اليوم متضامنين مع النساء والفتيات اللواتي تعرضن للاختطاف والاعتداءات والانتهاكات ومتضامنين مع أُسرهن ومجتمعاتهن. وتأتي فئتا النساء والأطفال في مقدمة ضحايا الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش،&كما نُصرُّ على مساءلة تامة عن الانتهاكات والفظائع في مجال حقوق الإنسان التي ارتكبها التنظيم ضد المدنيين، وعلى وجه الخصوص ضد النساء والأطفال، ونطالب بإنصاف جميع ضحايا تلك الجرائم الشنيعة، والتي قد ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب أو الإبادة الجماعية".
&
الاولوية لحماية المدنيين

واضاف انه إستناداً الى الدروس المستقاة من تجارب الماضي، وفي ما يخص عملية الموصل، أعطت الحكومة العراقية وقيادة القوات الأمنية وقيادة قوات الحشد الشعبي، أعطوا الأولوية لحماية المدنيين، على نحو لم يسبق له مثيل في التخطيط للعمليات العسكرية وتنفيذها، في إدراك تام منها لالتزاماتها وتعهداتها المحلية والدولية وللتبعات السياسية المترتبة والمخاطر التي تهدد سمعتها. وكذلك أصدرت المرجعية الدينية الشيعية بياناً قوياً بهذا الشأن.

واشار الى أن العملية العسكرية الرامية لتحرير الموصل قد دخلت يومها الخامس والعشرين، وهي تسير على نحو جيد وقد تم التخطيط لهذا التقدم والسيطرة عليه بشكل يكفل تجنب المخاطر المفرطة لا سيما على السكان المدنيين. وقد انتقلت المعارك بالفعل إلى مدينة الموصل، ورغم ذلك من المتوقع أن يستغرق القتال داخل المدينة بعض الوقت الذي قد يمتد إلى فصل الشتاء القاسي. &

وشدد على انه في أعقاب هجوم داعش الاخير على كركوك، فإنه من الضروري البدء خلال وقت مناسب بتحرير منطقة الحويجة المجاورة والخاضعة لسيطرة تنظيم داعش.

تداعي خلافة داعش

واشار الى ان خلافة داعش تتداعى امام الجميع ولكن مجرد استعادة المنطقة والسلطة ليست كافية، فمن الضروري كسب قلوب وعقول العراقيين كافة من جميع انحاء البلاد بغية تسهيل عودة النازحين الى مدنهم وقراهم التي يجب ان تنظف من المخلفات الحربية المتفجرة ويعاد تأهيلها وتسريح مجموعات المتطوعين المختلفة، والتي ساعدت في هزيمة داعش واعطاء الامل للسكان الذين تتزايد نسبة الشباب بينهم والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وبسط سلطة القانون والنظام وكبح نشاطات المجموعات الاجرامية والفساد والمحسوبية.

وحذر من انه لا يزال فكر داعش موجودًا في بعض العقول في العراق وفي المنطقة وما وراء ذلك مع وجود قلق محدد بشأن مئات الآلاف من الصبية والفتيات في العراق، والذين غسل تنظيم داعش ادمغتهم على مدى اكثر من عامين. ودعا قادة جميع المكونات والمجتمعات والجماعات معالجة مظالم كثيرة موروثة من المراحل الماضية، وان يتوصلوا الى اسلوب للعيش سوية في مرحلة ما بعد داعش في جو تسوده العدالة والمساواة للجميع.&

المصالحة

واكد أن المصالحة على الصعيدين المجتمعي والوطني هي السبيل لتحقيق ديمومة الانتصارات العسكرية على داعش من اجل الحفاظ على العراق آمنا وموحدا بحق وهذا الفهم منتشر على نطاق واسع في العراق.&

واشار الى ان وتيرة العودة في المناطق التي تم تحريرها سابقا قد زادت في بعض المحافظات لكن الامر لم يكن كذلك في بعض الاماكن وعلى العموم وعلى الرغم من جهود الحكومة والمجتمع الدولي مازالت تلك الوتيرة بطيئة نوعًا ما.&

واوضح ان اعادة بناء البنية التحتية واعادة الخدمات الاساسية وسيادة القانون والمدارس وفرص العمل هي امور مهمة جدًا من اجل اعادة الثقة بالحكومة. ان عودة النازحين هي بمثابة مفتاح الحل لإعادة بناء اللحمة الاجتماعية القوية في العراق وهي جزء من المصالحة والعلاج.
& &
&معركة الموصل وصلت الى مرحلة صعبة وطويلة

في الوقت الذي تصل فيه الحملة على الموصل الى مناطق مكتظة بالسكان مثل مركز المدينة، فإن من شأن ذلك ان تصبح صعبة وطويلة حتماً حيث يقوم داعش بحفر شبكة من الانفاق ويزرع العبوات الناسفة بكثافة ويبني التحصينات والاهم من ذلك يستخدم اساليب ارهابية ضد المدنيين. وقال إنه كجزء من المقاومة، باشر داعش بحرق حقول النفط في القيارة وحرق الكبريت وتدمير الطرق والجسور وأي آثار لتراث العراق قبل القضاء عليه. &&

واضاف بأن داعش يجبر عشرات الآلاف من النساء والاطفال والرجال على ترك منازلهم في الاقضية المحيطة بالموصل وينقل المدنيين قسرًا الى داخل المدينة ويستخدمهم بصورة فعالة كدروع بشرية ويقوم مقاتلو داعش بقتل المدنيين الذين يرفضون الاذعان لتعليمات التنظيم أو الذين كانوا في السابق في صفوف قوات الامن العراقية بضمنهم 232 مدنيًا قتلوا حسب ما ذكرت التقارير بتاريخ 26 اكتوبر الماضي بإطلاق النار عليهم، حيث تم نقل هؤلاء الاشخاص الى اماكن داعش الاستراتيجية بما في ذلك تلعفر، بعد ان اجبروا على ذلك تحت تهديد السلاح او مواجهة القتل في حالة المقاومة او محاولة الهرب.&
&
انتقامات فردية

&واشار الى إن حماية المدنيين ومنع الهجمات الانتقامية والتعامل مع الامور المتعلقة بمساءلة مقاتلي داعش الذين يتم القاء القبض عليهم أو المشتبه بتعاطفهم معهم بطريقة عادلة مع الالتزام الواجب بالمعايير الدولية لحقوق الانسان وفق الاصول المرعية هي امور لها اهمية اساسية لتحقيق ما هو صحيح في مرحلة ما بعد داعش. وحث السلطات العراقية على مواصلة عمليات التحرير بهذه الروح مع ضمان الاحترام الكامل للمبادئ الاساسية التي تتعلق بتمييز المدنيين عن غير المدنيين والتناسب والحيطة وانصاف الضحايا.&

واوضح كوبيش انه لا يوجد لحد الآن سوى عدد قليل من التقارير المتفرقة التي تفيد بحدوث انتهاكات ارتكبتها القوات الموالية للحكومة واغلبها فردية تتعلق بالانتقام من مقاتلي داعش الذين يتم اسرهم او اشخاص متهمين بدعم داعش. واحالت البعثة هذه القضايا الى الحكومة العراقية من اجل التحقيق فيها واتخاذ الاجراءات واكدت من جديد بأنه يتوجب على الحكومة ان تواصل جهودها لمنع هذه الحوادث والتحقيق فيها ومعاقبة من يرتكب هذه الافعال في حالة وقوعها. وكما ذكرت التقارير كان هناك عدد من الضربات الجوية والقصف المدفعي ضد اماكن وبنى تحتية مدنية بما في ذلك احد المستوصفات سواء بصورة مقصودة أو عن طريق المصادفة. &&

واكد كوبيش ان شعورًا بالقلق ينتابه ازاء شبح العنف بدافع الانتقام وخصوصا من جانب العشائر التي عانت من الفظائع التي ارتكبها مؤيدو داعش، وكذلك ضد افراد عشائرهم الذين التحقوا بداعش. وظهر عدد قليل من شيوخ العشائر على شاشات التلفزيون اواخر اكتوبر وهم يدعون الى الانتقام من داعش ومن ايّد التنظيم. واوضح انه وفي خطوة ايجابية، ابلغ عدد من شيوخ العشائر البعثة بأنهم توصلوا الى اتفاق يقضي بتسليم مقاتلي داعش الذين يتم اعتقالهم او الاشخاص الذين يشتبه بدعمهم للتنظيم الى الحكومة العراقية من اجل مواجهة الاجراءات القضائية الرسمية. &

وقال "يساورني القلق ايضًا ازاء احتمال وقوع هجمات انتقامية من جانب افراد مجتمعات دينية وعرقية من الذين عانوا معاناة مروعة من الفظائع التي ارتكبها التنظيم. ودعوت الحكومة العراقية الى اتخاذ اجراء فوري من اجل استعادة سيادة القانون وآليات العدالة الرسمية الى المناطق المحررة في اسرع وقت ممكن وتطبيق سياسات من اجل منع حدوث هجمات نتقامية وذلك بإنصاف الضحايا وحماية الابرياء ومساءلة الجناة".

&القوات التركية

واشار كوبيش الى انه&منذ ديسمبر عام 2015 بقي &تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة، والذي &يعتبره العراق انتهاكًا لسيادته ووحدة أراضيه، دون حل. وفي 17 اكتوبر الماضي عاود وزير الخارجية ابراهيم &الجعفري مرة أخرى الكتابة &إلى الأمين العام &للأمم المتحدة &مؤكدًا من جديد رأي العراق بأن &تواجد &القوات التركية &في البلاد تم دون موافقة عراقية &وينبغي على تلك القوات الانسحاب.&

واوضح انه رغم الجهود المبذولة من قبل البلدان لاحتواء الموقف من خلال القنوات الدبلوماسية والآليات &الثنائية، الا أنه لم يحصل اي &تقدم علني ملموس حتى الآن بل أخذت التصريحات المتبادلة بين &بغداد وأنقرة تتصاعد&وقد اصبح هذا&الامر مقلقًا أكثر في الوقت الحاضر بانطلاق عملية تحرير الموصل المستمرة بلا توقف مع كل المخاطر والتعقيدات التي ترافقها. &

وحث كوبيش حكومتا تركيا والعراق على تخفيف حدة خطابهما وتسريع الجهود الثنائية بينهما لإيجاد حل مقبول للطرفين لهذه المشكلة والقضايا ذات الصلة بطريقة تضمن الاحترام الكامل لمبادئ السيادة ووحدة الاراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق والتأكد من أن جميع الأنشطة التي تتم في العراق تكون&بالتنسيق &مع حكومة العراق وبموافقتها الكاملة من في الوقت الذي تؤخذ المخاوف الأمنية لكلا البلدين&في الاعتبار.&

&ترتيب ادارة نينوى بعد تحريرها

وقال المبعوث الاممي إن الموصل ونينوى هما صورة مصغرة &للعراق الغني بتعدده وتنوعه مؤكدًا على أهمية ترتيبات الحكم في مرحلة ما بعد &داعش &للحفاظ على هذه الفسيفساء الغنية من الثقافات والاعراق والاديان كما أن مطالبات وتطلعات المكونات العراقية المختلفة لا بد من الاستجابة لها بأكثر الطرق تمثيلا وشمولية مع توفير الضمانات الضرورية على الصعيدين المحلي والمركزي.

وفي هذا السياق، من المقلق أنه في يوم 22 &من شهر تشرين الاول أصدر مجلس النواب قانون واردات &البلديات الذي تنص &المادة 14 &منه على حظر تصنيع واستيراد وبيع المشروبات الكحولية ويعتبر &الكثير &من النواب وخاصة أؤلئك الذين يمثلون الاقليات بان هذا القرار يمثل اعتداء على حقوقهم &الدستورية في المساواة.&

واشار الى ان المخاوف تتفاقم كون هذا القرار يأتي في أعقاب قانون البطاقة الوطنية والذي يعتبر اسرة الفرد غير المسلم الذي يعتنق الإسلام اسرة مسلمة ايضا. وعلى الرغم من التطمينات &والحملة التي استمرت لمدة عام لا يزال القانون ساري المفعول الامر الذي تسبب بكثير من الانزعاج لأولئك الذين يؤمنون بعراق &قادر على ضمان كون الحقوق الدستورية مكفولة لجميع المواطنين بالتساوي كما اعترضت الأقليات على قانون البطاقة الوطنية لإدراجهم &تحت عنوان "الآخرين" في استمارة طلب بطاقات الهوية الوطنية في حين &يمكن لغيرهم &ولا سيما العرب والأكراد والتركمان أن يذكروا بصراحة انتماءاتهم في تلك الاستمارة.&
&
تأجيل انتخابات الحكومات المحلية

واوضح كوبيش ان قادة القوى السياسية يحثون بصورة نشطة موضوع تأجيل انتخابات مجالس المحافظات لعام 2017 &المقرر اجراءها في ابريل إلى موعد لاحق، ويبدو أن هذا التأجيل سوف يكون مقبولاُ في نهاية المطاف.&

وقال إنه في الوقت نفسه ارسلت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مؤخرا رسالة إلى مجلس النواب تطلب فيها التمويل لإجراء انتخابات مجالس المحافظات لعام 2017 وبالتالي فأن أي قرار يتعلق بالانتخابات بما في ذلك إعادة النظر في الأطر القانونية والمؤسسية الحالية وإجراء الانتخابات يتعين ان يكون في الوقت المناسب.

واكد ضرورة مواجهة مجموعة جديدة من التحديات التي ظهرت الآن، بما في ذلك اسلوب معالجة وضع الأطفال الذين ولدوا من جراء الاغتصاب ووصم الناجيات من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع من الامهات العازبات العائدات مع أطفالهن المولودين جراء الاغتصاب من قبل "العدو".&

كما دعا الى معالجة قضية النساء اللواتي تزوجن في ظل سيطرة &داعش، إذ ان العديد منهن لا يحملن عقود زواج &بسبب انهيار سيادة القانون وفرض قوانين داعش، حيث أجريت الزواجات خارج المحاكم. ستتطلب هذه التحديات اجراءات تشريعية ومشاورات مع القادة الدينيين والسياسيين وقادة المجتمع وزعماء القبائل لإيجاد حلول قابلة للتطبيق.

وضع حقوق الانسان مقلق والضحايا كثيرون

وشدد المبعوث الاممي على ان &وضع حقوق الإنسان في العراق يشكل مصدر قلق بالغ مع استمرار معاناة المدنيين من الآثار المباشرة للصراع المسلح والإرهاب من خلال الوفيات والإصابات وتدمير الممتلكات.

وقال إنه من المحزن أن نذكر أنه منذ اندلاع هذه المرحلة من الصراع في العراق في بداية عام 2014 وحتى نهاية &سبتمر 2016، اصبح 58495 مدنيا على الأقل من ضحايا العنف - إذ قُتــل منهم نحو 20442 من الرجال والنساء والأطفال، واصيب 38053 آخرين. وفي هذا العام وحده، منذ بداية يناير & حتى 30 سبتمبر قُتل &4446 مدنيا على الأقل وأصيب 9387 آخرين.

واشار الى انه لغاية اليوم نزح ما يقدر بنحو &42000 شخصا نتيجة لعملية الموصل ويعاني سكان الموصل بشكل متزايد من نقص الغذاء والماء والدواء والكهرباء فالقتال داخل مدينة الموصل يستمر بدفع النزوح نحو الشرق عن طريق منطقة كوكجلي كما يلجــأ الناس ايضا الى التوجه نحو الجنوب قادمين من مناطق حمام العليل والشورة والنمرود الى منطقة القيّارة.. فيما تتعرض الأسر الفارة إلى وضع خطر للغاية جراء تعرضهم لإطلاق النار المباشر وغير المباشر والعبوات الناسفة وغيرها من المخلفات المتفجرة.

وقال إن الشركاء في مجال العمل الإنساني يواصلون الاستعداد للاستجابة الجماعية ففي سيناريو لأسوأ الحالات يمكن أن يتأثر نحو 1.2 – 1.5 مليون شخصاً من جراء العملية العسكرية، بما في ذلك مليون شخص من الذين قد يحاولون الفرار من المدينة إلى اماكن آمنة كما تجري حاليا الاستعدادات لفصل الشتاء.

اعادة الاستقرار الى الموصل مهمة شاقة

وحذر كوبيش من إن إعادة الاستقرار لمدينة الموصل بعد تحريرها سيكون مهمةً شاقة حيث تشير تجارب مدن محررة اخرى، وتحديداً الرمادي، الى احتمالية حدوث تدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية والمباني العامة والمنازل الخاصة مما يخلف أنقاضاً تعيق الحركة الآمنة لأشهر. ومن المرجح أن يكون هناك تلوث واسع النطاق بالعبوات الناسفة.&

وقال إنه ومن اجل المساعدة في استعادة الخدمات في المدينة، يعمل مرفق التمويل لتحقيق إعادة الاستقرار الفوري على تخزين مسبق لمعدات المياه والطاقة والخدمات البلدية والصحة بقيمة تربو على 40 مليون دولار أمريكي ويعمل المرفق ايضاً على التحديد والحصر المسبق للشركاء لغرض القيام بتقديم منح المشاريع الصغيرة والأشغال العامة والعمل على جمع شيوخ العشائر ومسؤولي الحكومة والقادة الأمنيين لمناقشة الخطوات الضرورية لمنع العنف وتعجيل المصالحة المجتمعية.

وقال إنه بناءً على طلب الحكومة، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على بلورة برنامج هو الأبرز لإعادة الاستقرار في مناطق سهل نينوى التي كانت تقطنها الأقليات قبل مجيء تنظيم داعش ويتمثل هدف البرنامج باستعادة الخدمات بشكل سريع في هذه المناطق التي تعد في أغلبها ريفية والمساعدة في تحقيق انطلاقة سريعة في الاقتصادات المحلية من أجل تمكين الأُسر من العودة بأسرع وقت ممكن.
&
المفقودون الكويتيون &

وحول موضوع المفقودين الكويتيين ورعايا البلدان الأخرى والممتلكات الكويتية المفقودة &بما فيها الأرشيف الوطني فقد اثنى كوبيش على الحكومة العراقية وتحديداً وزارة الدفاع العراقية لتعزيزها الجهود الرامية الى العثور على الأشخاص المفقودين وإيلائها الكثير من الجهد اللازم والزخم في هذا الملف. وقال إن الاجراءات التي اتخذها النظراء العراقيون، بضمنها جهود المتابعة مع الشهود بغية الحصول على معلومات اكثر تفصيلاً مؤيدة لتحديد مواقع دفن مفترضة وإجراء زيارات ميدانية عديدة والتواصل داخلياً مع العديد من الدوائر والسلطات بحثاً عن إنجازات جديدة، بينت عزم العراق والتزامه للمضي قُدُماً بهذا الملف.

واوضح ان وزارتي الدفاع والخارجية في يوم 18 سبتمبر الماضي نداءً للشهود بُثَ عِبرَ القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية إذ وجهتا فيه الدعوة لكل من يمتلك معلومات تتعلق بالمفقودين الكويتيين والممتلكات الكويتية لتقديم ما لديهم من معلومات، واستجاب المواطنون بمئات من الاتصالات الهاتفية زعموا فيها امتلاكهم معلومات تتعلق بأماكن وجود المفقودين الكويتيين والممتلكات الكويتية. ويجري حاليا التحقق من هذه المعلومات. وهذا مجرد مثال يبين كيف يمكن للمثابرة والجهود الهادفة أن تحقق نتائجاً رغم مرور الوقت.

وحث الحكومة العراقية على مواصلة جهودها وتبني نهج مبتكر متعدد الأبعاد في البحث عن الأشخاص المفقودين وإلى التعويل على حكمة ومشورة أعضاء اللجنة الثلاثية وإتباع سبل إبداعية وخلاقة لإيجاد المعلومات وتحديداً فيما يتعلق بالأرشيف الوطني الذي لا يقدر بثمن من أجل ان تحرز تقدماً ملموساً.