ناقشت صحف عربية مغزى فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمنصب الرئاسة الأمريكية وتأثير ذلك على العالم وعلى الشرق الأوسط. واعتبر معظم الكتاب فوز ترامب "انتصارا للكراهية و العنصرية"، محذرين من ان قدومه سيدعم موجة العداء للمسلمين في العالم وتنفيذ السياسات الاستعمارية في المنطقة. "أمريكا راوغت العالم" ويقول جمال لعلامي في جريدة الشروق الجزائرية: "أمريكا راوغت العالم، واختارت ترامب، بعدما توقعت أغلب الآراء صعود (هيلاري) كلينتون إلى البيت الأبيض، خاصة بعد تبرئتها من جهاز الأف بي آي، ولعلّ نتائج الانتخابات الأخيرة في بلاد العمّ سام، هي من الانتخابات النادرة والغريبة، في ظلّ طرائف لم يعهدها الأمريكيون أنفسهم، فقد بدأ البعض من المشاهير، ومواطنون عاديون في حزم أمتعتهم للهجرة!" وتحت عنوان "الكراهية تنتصر في أمريكا"، يصف فهد الخيطان في جريدة الغد الأردنية ترامب ﺑ"العنصري البغيض، والمتفاخر بتحرشه بالنساء، الكاره للأقليات"، ويتخوف من حكمه للولايات المتحدة "بمزاجه الحاد والمضطرب". ويضيف الكاتب: "قادة أوروبا لم يستطيعوا أن يخفوا صدمتهم، وهو ما يدفع للاعتقاد بأن حالة من التوتر ستسود لفترة من الوقت بين عواصم أوروبا وواشنطن. ينتاب الأحزاب اليسارية والديمقراطية في أوروبا حالة من القلق، تحسبا من صعود اليمين الأوروبي المتصاعد أصلا على وقع فوز ترامب، وربما في مناطق أخرى في العالم، بعدما أضحت الكراهية وصفة سياسية تضمن كرسي الرئاسة". وعن جانب المفاجأة في اختيارات الناخب الأمريكي، يقول أيمن المهدي في جريدة الأهرام المصرية: "القصة ليست فى فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد كل هذه العنصرية ضد الأقليات من أول اللاتينيين إلى المسلمين، ولكن فى تغير مزاج الشعب الأمريكى (المنفتح، الديمقراطى بطبعه) والذى استجاب لهذه العنصرية، فترامب يضع الأمريكى الأبيض ذا الأصول الأوروبية فوق الجميع ويغذى الشوفينية لدى أمريكيين تجاه عرقهم ومذهبهم ووطنهم؟" وجاءت عناوين الصحف السعودية معبرة عن القلق من رئاسة ترامب، ويقول عبد الرحمن اللاحم في صحيفة عكاظ تحت عنوان "أمريكا تفزع العالم": "خرجت الغالبية الصامتة التي تحدث عنها ترامب وصوتت له بكثافة وفاجأت الملايين حول العالم وأوصلت الخطاب العنصري المتطرف إلى البيت الأبيض ليحكم أمريكا التي لن تكون أمريكا التي عرفها العالم قبل الثلاثاء الكبير". "جو من الضبابية" ويعرب مازن حماد عن تخوفه في جريدة الوطن القطرية قائلاً: "هذا الثري الذي يختال كالطاووس بنسائه وملياراته وفنادقه ومؤسساته، هو بمثابة قذيفة مدفع ضد ما تبقى من ديمقراطية ̕الآباء المؤسسين̔، ولعله سيفلح في سنواته الأربع القادمة، في تفجير حرب أكثر وحشية من حرب أجداده على الهنود والزنوج، ضد مسلمي العالم القادرين بالطبع على الرد الموازي". ويتساءل: "هل تفضي انفعالاته وصبيانيته إلى تفجير حرب عالمية ثالثة بالتعاون مع كونجرس تحتله إسرائيل؟" ويقول زهير ماجد في صحيفة الوطن العمانية: "لا شك أن العرب تختلط عندهم المشاعر ويسود جو من الضبابية في تقييم المرحلة القادمة، لكن الذين راهنوا على هيلاري كلينتون وهم كثر بدأوا الاستعداد للانقلاب، خصوصا وأنه قال من جملة ما قاله إنه لن يحمي هؤلاء بالمجان فلكل ثمنه، بمعنى أنه فتح المعركة معهم قبل أن يفتح ملفاتهم". من جانبه، يشير أحمد حمادة في جريدة البعث السورية إلى أن وصول ترامب للبيت الأبيض لن يغير شيئاً تجاه سوريا. ويقول: "لم يعول السوريون يوماً على رحيل إدارة ديمقراطية ومجيء جمهورية ولم يراهنوا على ترامب أو هيلاري لأن سياسات أمريكا يرسمها أصحاب النفوذ في الشركات الاحتكارية واللوبي الصهيوني وما على من يتسلم دفة الحكم إلا تنفيذ تفاصيلها ويبدو أن ترامب جاهز اليوم لتنفيذ أدق ما يطلبه أصحاب السياسات الاستعمارية في المنطقة". ويعبر إياد القرا في صحيفة فلسطين أونلاين عن عدم ترحيبه بالرئيس الجديد، ويقول: "لا أهلاً ولا سهلاً بترامب الذي يجاهر بعدائه للعرب والمسلمين ودعمه للاحتلال، وهو الموقف الذي يتبناه غالبية الفلسطينيين وجزء مهم من العرب، وهناك ضرورة للانتظار قليلًا لمعرفة كيف سيترجم ترامب تصريحاته ومواقفه إلى قرارات بداية العام القادم، والذي سيشهد استمرار حالة الفراغ السياسي الذي تمارسه الولايات المتحدة في المنطقة لصالح الأنظمة الدكتاتورية". وفي جريدة الأهرام، يشير هشام النجار إلى تحطم آمال الإسلاميين لأن "كلينتون تعد أحد أهم رموز مشروع تصدير التيار الإسلامي في المشهد السياسي، وتمثل امتداداً لاستراتيجية التغيير داخل الدول العربية بتوظيف مختلف الطيف الإسلامي".
- آخر تحديث :
التعليقات