استغربت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، الربط الذي ساقه البعض لاندلاع الحرائق في إسرائيل منذ 22 نوفمبر وقرار الحكومة الإسرائيلية بمنع الآذان عبر مكبرات الصوت في القدس وأراضي 48. وواصلت الصحف اهتمامها بالحرائق المستمرة في إسرائيل لليوم الرابع علي التوالي، في ضوء امتدادها لمناطق أخري ومحاولات إخلاء بعض المستوطنات وجهود إطفائها. وانتقدت كتابات عدة ما وصفوه بالتحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين فيما يتعلق بالمسؤولية عن تلك الحرائق. تٌبرز صحيفة القدس الفلسطينية الاحتفاء الإسرائيلي بمشاركة 40 من رجال الإطفاء الفلسطينيين في محاولات إخماد الحرائق، وقالت الصحيفة إن الدفاع المدني الفلسطيني "حظي بترحيب كبير في إسرائيل". ونقلت الصحيفة تعليقات لمواطنين إسرائيليين على مواقع التواصل بأنهم "يقدرون الوقفة الإنسانية التي قام بها الفلسطينيون" وأنهم "رجال شجعان". في مقابل هذا الاحتفاء، تشير صحيفة القدس إلي أنه "في الوقت الذي كانت فيه طواقم الدفاع الوطني الفلسطيني تشارك في إخماد الحرائق داخل الخط الأخضر لدواع إنسانية، رغم كل ما يرتكبه الاحتلال، تواصلت حملات التحريض الاسرائيلية الهستيرية ضد الفلسطينيين". كذلك تري صحيفة المستقبل اللبنانية في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن سبب الحرائق "تحريضاً ضد العرب وحديثاً عن 'إرهاب الحرائق'" بينما يتواصل "جحيم إسرائيل". يري يوسف رزقة في موقع فلسطين أونلاين أن هذه الحرائق ما هي إلا "نيران الانتقام من الفساد الذي تمارسه" إسرائيل ضد الفلسطينيين. يقول الكاتب: "هذه النيران العظيمة ليست بفعل فاعل أو فاعلين، كما تحاول قيادات صهيونية أن تتخذ منها وسيلة للتحريض على المواطنين العرب من سكان الـ٤٨. هذه نيران الانتقام من الفساد الذي تمارسه دولة العدو، دون خشية من الله أو من المؤمنين". ويشير رزقة إلي أن تلك الحرائق "كشفت في الوقت نفسه عن ضعف دولة العدو، وهشاشة بنيانها، رغم القوة العسكرية التي تمتلكها". ينتقد عدد من الكتاب ما اعتبروه تفسيرات "ساذجة" لاعتبار أن الحرائق التي اندلعت في إسرائيل هي عقاب إلهي علي قرار الحكومة الإسرائيلية بمنع رفع الآذان عبر مكبرات الصوت من المساجد يقول حمدي فراج في صحيفة القدس الفلسطينية إن "عدداً من بسطاء الفلسطينيين ، شأنهم في ذلك شأن البسطاء في أرجاء المعمورة كافة، نسبوا ذلك إلى التدخل الإلهي لإقدام حكومة نتنياهو على محاولاتها منع الآذان في القدس والقرى العربية في الداخل". ويسخر محمود خليل في صحيفة الوطن المصرية مما يصفه بالتفسيرات "الميتافيزيقية الساذجة" التي ساقها البعض في تفسير سبب نشوب الحرائق في إسرائيل. فالكاتب يري "أنه من الطبيعي أن يفرح ويشمت أي عربي في أي أذي يلحق بإسرائيل، لكنه يستغرب التفسير القائل بأن السبب الرئيسي لاندلاع الحرائق يرتبط بقرار الحكومة الإسرائيلية بمنع الآذان عبر مكبرات الصوت في المساجد الفلسطينية". في السياق ذاته، تقول أمينة خيري في الصحيفة نفسها: " المنطق الكامن وراء اعتبار البعض منا أن كل ما يلحق بالغرب أو إسرائيل من كوارث (وهى قليلة) هو انتقام إلهى، بينما كل ما يلحق بنا من كوارث (وهى كثيرة) هو اختبار للمؤمنين، يظل معقداً وغامضاً وغير مفهوم على الإطلاق". تضيف الكاتبة: " فكلما حدث زلزال أو اشتعل حريق أو غضب طوفان أو انفجر بركان فى بلاد الغرب تمتموا بآيات الشكر ودعوا دعوات إكمال صب الغضب الإلهي وكمال البلاء السماوي لأولئك الكفار من أعداء الله. المثير أيضاً واللطيف والظريف أن أولئك أنفسهم يختارون هذا الغرب الكافر عدو الله ليدرس الدكتوراه." الطرح نفسه يردده أسامة غريب في صحيفة المصري اليوم، حيث يشير إلي أن " طريقة تفكير أهالينا في أمور كهذه يدخل فيها الهلس بحيّز كبير ويجتاحها الهجص على نحو لافت، فيحق لنا أن نلفت نظرهم إلى أمرٍ نطرحه ليتشاجروا كعادتهم بشأنه، ألا وهو جواز الشماتة في مصائب الإسرائيليين، في الوقت الذى ارتضى فيه العرب وقبلوا بالسيد بنيامين نتنياهو كحاكم متغلب دخل في صراع مع بلادنا فقهرها وهزمها وفرض كلمته عليها". يقول الكاتب: "عمت الفرحة في البلاد العربية وأخذ الناس في تبادل التهاني على النصر الإلهي المؤزر الذى أرسلته لهم السماء، وعزوا ما حدث إلى غضبة ربانية كبرى سببها قيام الإسرائيليين بالتصويت على قرار يتم بموجبه منع الأذان من القدس المحتلة وما حولها حتى لا يزعج صوت الأذان المستوطنين". لكن هاشم الفخراني يعرض وجهة نظر مختلفة تماماً في مقاله بصحيفة اليوم السابع المصرية. ينظر الفخراني إلي هذه الحرائق علي أنها "خدعة" إسرائيلية و"سيناريو صهيوني يهدف لتوسيع المستوطنات عقب فوز ترامب". ويدلل الكاتب علي صواب رأيه بأن "الحرائق انحصرت في المناطق التي خططوا لها لتصبح مستوطنات بحلول عام 2020". ويتساءل قائلاً: "لماذا لم يتدخل الجيش الإسرائيلي حتى كتابة هذه السطور من أجل إخماد الحرائق المندلعة منذ أربعة أيام ، رغم أن الجيش الإسرائيلي يمتلك من المعدات والتقنيات ما يؤهله لإخماد هذه الحرائق في غضون ساعات قليلة".احتفاء وتحريض
"نيران الانتقام"
تفسيرات "ساذجة"
- آخر تحديث :
التعليقات