اختلفت آراء ناشطين معارضين حول حرق حافلات إجلاء سكان الفوعة وكفريا أمس مقابل إخراج محاصرين من حلب، فاعتبر بعضهم مرتكب الحرق عميلًا وآخرون وصفوها بالتعبير السلمي، إلا أنهم أكدوا أن أحدًا لم يخرج اليوم من أحياء حلب المحاصرة.

إيلاف: أكد ناشطون لـ"إيلاف" وصول عشرات الحافلات التي تقلّ مهجّرين من حلب المحاصرة إلى مناطق سيطرة الثوار في الريف الغربي، لكنهم أشاروا إلى أن هؤلاء ممن احتجزتهم الميليشيات الإيرانية والنظام السوري في وقت سابق، فيما لم يخرج أحد من الأحياء المحاصرة، رغم وجود أعداد كبيرة من الجرحى المصابين والأطفال، كما خرجت حوالى 10 حافلات تقلّ مصابين من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، وفق الاتفاق الموقع بين النظام والثوار.

نشرت شبكة "حلب نيوز" تسجيلًا مصورًا يرصد انطلاق الحافلات من منطقة الراشدين باتجاه بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب لإجلاء الأشخاص المتفق عليهم، لإكمال بنود إجلاء أهالي حلب إلى ريف المدينة الغربي ومحافظة إدلب.

إيران تطلق محتجزين
واستؤنف في وقت متأخر من مساء أمس خروج المهجّرين من أهالي مدينة حلب المحاصرة، حيث أطلقت "الميليشيات الإيرانية" سراح محتجزين لديها من أحياء مدينة حلب الشرقية المحاصرة، بعدما أوقفتهم لأكثر من 10 ساعات في منطقة الراموسة أثناء نقلهم إلى خارج المدينة، ووصلت القافلة إلى حي الراشدين خارج مناطق سيطرة النظام في غرب مدينة حلب.

ووصلت صباح اليوم 21 حافلة من مهجّري مدينة حلب إلى منطقة الراشدين في ريف حلب الغربي، والخاضعة لسيطرة الثوار، وكان عدد الحافلات في ازدياد، وتردد أنه وصل إلى أربعين حافلة ممن كانوا محتجزين.

وكانت الميليشيات التي تسيطر على المدخل الجنوبي الغربي من حلب أوقفت قرابة خمسة آلاف شخص أثناء خروجهم من الأحياء المحاصرة، كانوا يستقلون أكثر من 60 حافلة تمّ إيقافها على أطراف مناطق النظام بحلب لأكثر من تسع ساعات. ومن المتوقع أن تخرج الحافلات تباعًا من مناطق سيطرة النظام.

كما خرجت 10 حافلات تقلّ مصابين مع ذويهم من بلدتي الفوعة وكفريا، المواليتين للنظام، والمحاصرتين من قبل الثوار في ريف إدلب.

وكانت بنود الاتفاق المقرر تنفيذها بين ممثلين عن الثوار وممثلين عن النظام السوري، تنص على إجلاء 1500 شخص من الفوعة وكفريا، مقابل نصف المحاصرين من حلب الشرقية، وتنص المرحلة الثانية على إجلاء 1500 شخص مقابل الباقين من أحياء حلب الشرقية، إضافة إلى خروج 4000 شخص من مدينة الزبداني وبلدة مضايا إلى إدلب.

تعبير أم عمالة؟
وانتقد ناشطون على صفحاتهم في "فايسبوك"، كما رصدتها "إيلاف" حرق بعض الحافلات التي كان من المفترض أن تقلّ أهالي كفريا والفوعة، واعتبروا أن من فعل ذلك عميل للنظام وإيران، فيما اعتبر آخرون أن هؤلاء لم يفعلوا شيئًا، ولم يقتلوا أرواحًا، كما يفعل النظام، بل عبّروا عن غضبهم إزاء ما يجري في حلب.

وتساءل بسام يوسف العضو السابق في الائتلاف السوري المعارض: "ماذا جنت الثورة والثوار من حصار أهالي بلدتي كفريا والفوعة؟". ورأى البعض الآخر أن ضعف الخبرة السياسية والعسكرية وعدم التنسيق كانت دائمًا وراء أخطاء المعارضة.

ونشر يوسف، وهو عضو في تيار مواطنة، فيديو وسيم حسان العضو أيضًا في التيار، وهو يضرب عن الطعام محتجًا أمام مبنى سفارة روسيا في هولندا.

برنامج إجلاء البلدتين
وحمّل تيار مواطنة في بيان مسؤولية حياة وحماية وسيم حسان للسلطات الهولندية. هذا وكان محافظ حماة غسان خلف قال إن الإجراءات المتفق عليها لإتمام الاتفاق الأخير حلب – الفوعة كفريا، ستجري بالتزامن مع خروج قوافل الجهتين. ‎وأضاف "بالنسبة إلى دفعة كفريا والفوعة من المقرر أن تكون على الشكل الآتي:

‎الخروج بالحافلات سيكون لحوالى 4000 شخص، الدفعة الأولى 1250 شخصًا، والدفعة الثانية 1250 شخصًا، والدفعة الثالثة 15000 شخص".

‎وكانت الجهات الطبية المختصة والهلال الأحمر السوري في مركز إيواء جبرين في شرق مدينة حلب في حال تأهب لاستقبال الحالات الإنسانية القادمة من بلدتي كفريا والفوعة، التي وصلت إلى مدينة حلب، والتي وصل عددها إلى 14 حافلة، حتى كتابة هذا التقرير، يرافقها عدد من سيارات الهلال الأحمر السوري، على متنها عدد من أهالي كفريا والفوعة، في إطار عملية التبادل المتفق عليها.


.
&