دعت الأمم المتحدة المشاركين في مؤتمر دولي لمانحي سوريا ودول المنطقة، الذي انطلق اليوم في العاصمة البريطانية، إلى تخصيص 9 مليارات دولار للعمليات الإنسانية في هذه المنطقة.

&
لندن: قال فرحان حق، مساعد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة تدرك بأن الحديث يدور عن مبلغ كبير، وتفهم مدى المشكلات المالية التي تواجهها الدول الأعضاء، لكن هناك حاجة إلى جمع هذا المبلغ "الضخم".
&
وقال فرحان حق إن على المجتمع الدولي الشروع في معالجة "جملة من المشكلات المختلفة الناجمة من النزاع في سوريا، بما في ذلك أزمة المهاجرين والأوضاع المأساوية لدول الجوار".
&
هذا ودعا المسؤول الدولي إلى ضرورة أن يركز المجتمع الدولي جهوده على العمل في مسارين، هما ضمان التمويل الكامل للمشاريع الإنسانية، والسعي إلى تسوية النزاع في سوريا. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن المبلغ المطلوب لتقديم مساعدات إنسانية لأهالي سوريا والنازحين والدول المستقبلة لهم سيشكل هذا العام 8.4 مليارات دولار على الأقل، بينما لم تجمع المنظمة إلى الآن سوى 3.4 مليارات دولار.
&
ويعقد مؤتمر للدول المانحة لسوريا الخميس في لندن لجمع تسعة مليارات دولار من اجل مساعدة 18 مليون سوري متضررين من الحرب، وذلك غداة فشل محاولة الامم المتحدة اطلاق محادثات سلام بين طرفي النزاع في جنيف.
&
واتهمت واشنطن وباريس دمشق وموسكو بالعمل على افشال عملية السلام، بعد ساعات على تقدم نوعي لقوات النظام السوري بدعم جوي روسي في شمال سوريا، حيث تم تضييق الخناق على مقاتلي المعارضة في حلب.&
&
وفي محاولة لتخفيف العبء الذي يشكله اللاجئون الفارون من الحرب على الدول المضيفة، لا سيما دول الجوار، يستضيف رئيس الوزراء ديفيد كاميرون اكثر من سبعين مسؤولاً دوليًا، بينهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والامين العام للامم المتحدة بان كي مون وممثلو منظمات غير حكومية والقطاع الخاص.
&
ويهدف مؤتمر المانحين الرابع من نوعه الذي تنظمه الامم المتحدة وبريطانيا والكويت والنروج والمانيا الى تلبية نداء لجمع اموال بقيمة 7,73 مليارات دولار اطلقته الامم المتحدة، تضاف اليها 1,23 مليار دولار لمساعدة دول المنطقة المضيفة.
&
واجبر النزاع السوري 4,6 &ملايين سوري على اللجوء الى الاردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، بينما انتقل مئات الآلاف الى اوروبا في اكبر موجة هجرة تشهدها القارة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وقال وزير الخارجية النروجي بورغي بريندي قبل المؤتمر إن هناك "واجبًا اخلاقيًا وانسانيًا للتحرك".&

تعليق المفاوضات&
في جنيف، اعلن الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا مساء الاربعاء تعليق مفاوضات السلام السورية المتعثرة لمدة ثلاثة اسابيع. جاء ذلك بعد نجاح الجيش السوري مدعومًا بالغارات الروسية بفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في محافظة حلب في شمال البلاد وقطع طريق الامداد الرئيسية على مقاتلي المعارضة في حلب.
&
ويعتبر هذا التطور الاكثر اهمية من الناحية الميدانية على الارض منذ 2012، تاريخ بدء المعارك في مدينة حلب بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة.
وحملت واشنطن وباريس النظام السوري وحليفته روسيا مسؤولية نسف مفاوضات جنيف عبر السعي الى "حل عسكري" للنزاع المستمر منذ خمس سنوات.
&
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء إن "مواصلة الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري -مدعومة بالغارات الروسية- على مناطق تسيطر عليها المعارضة اظهرت بوضوح الرغبة (لدى النظام وموسكو) بالسعي الى حل عسكري بدلاً من اتاحة المجال امام التوصل الى حل سياسي". واضاف "ندعو النظام السوري وداعميه الى وقف قصفهم للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة لا سيما حلب".
&
ومساء الاربعاء، أعلنت المعارضة السورية ان وفدها لن يعود إلى جنيف إلا بعد تلبية مطالبها الإنسانية المتعلقة بوقف قصف المدنيين وايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة واطلاق المعتقلين، في حين اعتبرت دمشق أن "الشروط المسبقة" للمعارضة هي التي أفشلت المفاوضات.
&