أعلنت بريطانيا عن تقديم مبلغ إضافي يصل إلى 1.2 مليار جنيه استرليني من المساعدات الدولية لمساعدة سوريا والمنطقة، وجاء الإعلان خلال مؤتمر المانحين الذي استضافته لندن الخميس بمشاركة& 70 دولة ومنظمة دولية من أنحاء العالم استجابة لأكبر أزمة إنسانية في العالم.


نصر المجالي: أعرب الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني، أمير ويلز، دعمه لأهداف المؤتمر بحضوره لحفل استقبال أقيم مساء أمس الأربعاء في لانكستر هاوس، وحضره أيضا رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.

وقال كاميرون إن هناك مئات آلاف الناس الذين يخاطرون بحياتهم وهم يعبرون بحر إيجة أو البلقان، وهذا هو الوقت لتبني نهج جديد استجابة للكارثة الإنسانية في سوريا.

مزيد من المال

وأضاف أن ما نتعهد به اليوم لزيادة مساعداتنا إلى أكثر من 2.3 مليار جنيه استرليني يعتبر بمثابة معيار للمجتمع الدولي - فهناك حاجة لمزيد من الأموال للاستجابة لهذه الأزمة، وهذه الأموال مطلوبة الآن.

وقال رئيس الحكومة: لكن ما يبحثه المؤتمر الذي نستضيفه اليوم أكثر من مجرد توفير الأموال، "ونهجنا الجديد لجمع الأموال لأجل بناء الاستقرار وتوفير فرص العمل والتعليم يمكن أن يكون له أثر كبير على المنطقة - وسيكون نموذجًا نحتذي به مستقبلاً في جهود الإغاثة الإنسانية".

وأكد كاميرون: يمكننا بث حس من الأمل اللازم للحيلولة دون أن يفكر الناس أن لا خيار لهم سوى المجازفة بحياتهم بخوض رحلة محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا.

أرواح الناس

وفي كلمته أمام مؤتمر المانحين، الخميس، قال رئيس الحكومة البريطانية إنه بعد مرور سنوات منذ اندلاع الصراع، نشهد حركة بشرية تعكس حالة اليأس، حيث مئات آلاف السوريين يرون أن لا بديل أمامهم سوى وضع أرواحهم بأيدي مهربين أشرار بحثًا عن مستقبلهم.

وأضاف: لا يمكن اجتماع حشد أقوى مما نراه اليوم لمناقشة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في عصرنا.

حيث يجتمع قادة من 30 دولة ووفود من 60 منظمة غير حكومية، وممثلون عن المجتمع المدني - أغلبهم من سوريا، إلى جانب وكالات تابعة للأمم المتحدة ومؤسسات مالية دولية وبنوك للتنمية متعددة الجنسيات والكثير غيرها - جميعهم يتواجدون معنا هنا اليوم.

نهج جديد

وقال كاميرون: وإن كان هناك وقت لتبني نهج جديد للاستجابة للأزمة الإنسانية في سوريا - فلا بد وأن هذا هو الوقت المناسب. إننا نواجه نقصًا هائلاً بالمساعدات المنقذة للأرواح، وذلك يعيق الجهود الإنسانية بشكل يؤدي لفقدان الأرواح.

وتابع قائلاً: وفي هذه الأثناء، تواجه الدول المجاورة لسوريا صعوبات تحت ضغط استضافتها لأعداد هائلة من اللاجئين، وتحاول الاستمرار بتوفير الخدمات وفرص العمل لمواطنيها.

انتقال سياسي

وأكد رئيس الحكومة البريطانية إنه للتوصل لحل طويل الأجل للأزمة في سوريا ممكن فقط من خلال عملية انتقال سياسية إلى حكومة تلبي احتياجات كافة المواطنين. وعلينا مواصلة العمل تجاه تحقيق هذا الهدف، مهما بلغت صعوبته.

وأضاف: لكن بينما نسعى للتوصل لحل لهذا الصراع المروع، يمكننا أيضا اتخاذ خطوات هامة الآن تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس، اليوم وعلى الأجل الطويل مستقبلاً.

واستطرد كاميرون: يمكننا تقديم المساعدة التي يحتاجها السوريون الآن - بالتعهد بتقديم المساعدات - من مواد غذائية وإمدادات طبية يمكنها فعلاً إنقاذ الأرواح.

كما يمكننا أن نوفر للاجئين الفرص والمهارات التي يحتاجونها لبناء حياتهم وحياة أسرهم في المجتمعات المضيفة - ما يوفر لهم بديلاً ممكنًا للبقاء في المنطقة، ويؤهلهم ليوم عودتهم في النهاية إلى بلدهم لإعادة إعماره.

وخلص رئيس الحكومة البريطانية، إلى القول: ويمكننا، على نحو ضروري، مساعدة الدول والمجتمعات المضيفة التي تبدي سخاء بمساعدتها للاجئين السوريين الذين لم يكن أمامهم خيار سوى الفرار من الدمار.