قال علماء إن البشر وأفراد النياندرتال تزاوجوا في وقت أبكر بكثير مما كان يُعتقد في السابق. وتشير الآثار التي وجدها العلماء في جينوم إنسان النياندرتال إلى أننا بدأنا نتخالط مع أقربائنا المنقرضين الآن قبل 100 ألف عام.

&
إعداد عبدالاله مجيد: كان الاعتقاد السابق أن أفراد فصيلتي الإنسان الحديث وإنسان النياندرتال احتكوا ببعضهم البعض أول مرة حين غادر الإنسان الحديث أفريقيا قبل نحو 60 الف سنة.&
&
رفات امرأة مصدر الاكتشاف
وقال الدكتور سيرغي كاستيلانو من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا النشوئية في ألمانيا إن الاكتشاف "مهم لفهم تاريخ الإنسان الحديث وإنسان النياندرتال".&
&
مصدر الاكتشاف الجديد عن الحياة الجنسية لأسلافنا هو امرأة من النياندرتال، عُثر على رفاتها في كهف بعيد، في جبال التاي في صربيا. وأظهرت التحليلات الوراثية وجود أقسام من الحمض النووي للإنسان الحديث في جينوم المرأة النياندرتالية، مؤكدة أن التخالط بين الفصيلتين حدث قبل 100 ألف سنة.&
&
ونقلت "بي بي سي" عن البروفيسور كريس سترنغر من متحف التاريخ الطبيعي أننا لا نزال&نجهل مدى انتشار النياندرتاليين والبشر الحديثين في المناطق الواقعة بين الجزيرة العربية والصين في ذلك الزمن الغابر. &

منذ مغادرة أفريقيا
وأشارت أبحاث سابقة إلى أن البشر بدأوا يتزاوجون مع أقربائهم النياندرتاليين الأكبر حجمًا، ذوي الحواجب الكثيفة، عندما هاجروا من أفريقيا، وبدأوا ينتشرون في أنحاء العالم. وحين غادروا القارة الأفريقية التقوا بالنياندرتاليين، الذين عاشوا في أوروبا وآسيا، وتخالطوا معهم.&
&
توجد جينات النياندرتال اليوم في البشر نتيجة هذا الاحتكاك، وتوصلت دراسات أخيرة إلى أن هذه الجينات تقوم بدور مؤثر في تكوين الإنسان الحديث، من مناعتنا إلى تعرّضنا للمرض. &&
&
لكن الاكتشاف الجديد، الذي يبيّن انتقال الجينات بالاتجاه المعاكس، من البشر إلى النياندرتاليين، يكشف أن التزاوج كان جاريًا قبل آلاف السنين مما كان يعتقد في السابق. ولا يُعرف حتى الآن تأثير انتقال جينات الإنسان الحديث على النياندرتاليين. وقال الدكتور كاستيلانو "إن الأهمية الوظيفية لهذا الانتقال ليست واضحة في الوقت الحاضر".&
&
إلا أن الاكشتاف يلقي ضوءًا على تاريخ هجرة البشر. فإذا كان البشر الأوائل يمارسون الجنس مع النياندرتاليين قبل 100 ألف سنة، يعني هذا أنهم كانوا يفعلون ذلك خارج أفريقيا، لأن أقاربنا النياندرتاليين لم يُكونوا موجودين في القارة. وبذلك يكون البشر غادروا أفريقيا قبل انتشارهم الواسع، الذي حدث بعد 40 ألف سنة على هجرتهم.
&
سبي أو تبنٍّ
وقال البروفيسور سترنغر الباحث المتخصص في أصول البشر من متحف التاريخ الطبيعي في لندن إن "أي مكان في جنوب آسيا من الجائز أن يكون نظريًا ساحة هذا التزاوج الأول، لأننا لا نعرف حقًا مدى انتشار النياندرتاليين والبشر الحديثين الأوائل في المناطق الواقعة بين الجزيرة العربية والصين". &
&
لا يُعرف كيف حدث هذا التزاوج، ولكن الاحتمالات تمتد من تبادل الشركاء والشريكات بصورة سلمية نسبيًا إلى إغارة مجموعة على أخرى وسبي نسائها مرورًا بتبني أطفال مهجورين أو يتامى، كما أفاد البروفيسور سترنغر.&
&
أضاف إن علماء الوراثة ينبغي أن يكونوا قادرين في نهاية المطاف على أن يبيّنوا انتقال الحمض النووي في الاتجاهين عن طريق الذكور أو الإناث بالدرجة الرئيسة أو بنسبة متساوية بين الجنسين، ولكن ذلك يتطلب جمع المزيد من المعلومات.