بهية مارديني: قالت مصادر إعلامية متطابقة إن تشكيلات عسكرية من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، انتهت من عمليات الانتشار والتمركز في العديد من المناطق الاستراتيجية والحيوية في اللاذقية على الساحل السوري، بعد قدومها من دمشق خلال الأيام القليلة الماضية بالتزامن مع بدء الروس بإنشاء معسكرات إقامة دائمة لقواتهم البرية في ريف اللاذقية.
وقال المعارض السوري علي الحاج حسين لـ"إيلاف" إنّ روسيا "دولة احتلال وهي صاحبة الكلمة العليا".
وأضاف: "النظام السوري وملحقاته الميليشاوية تأتمر لقوات الاحتلال الروسي".
واعتبر "تواجد الروس في اللاذقية لأسباب امنية لان النظام وفر الأمن لمدينة اللاذقية وما حولها مما جعل الروس يختارون مطار حميميم".
ولكنه رأى" أن الروس اليوم يستطيعون أن يشيدوا مراكز عسكرية في كل أرجاء سوريا طالما أنهم يقصفون بهذه الكثافة."
وأشارت المصادر الى أن عملية نقل قوات من الفرقة الرابعة إلى اللاذقية تمت بإشراف شخصي من قبل ماهر الأسد.
وجاءت التعليمات أن تكون القوات التابعة للفرقة، بقيادة ضباط برتب عالية، في محيط القاعدة العسكرية الروسية بمطار حميميم العسكري، بدلا من القوات الخاصة والحرس الجمهوري اللذين كانا يتوليان مهام حراسة وحماية القاعدة الروسية منذ دخول القوات الروسية لدعم النظام السوري.
وتُعد الفرقة الرابعة من أهم وحدات قوات النظام السوري وابرز أدوات حمايته وهي إحدى الوحدات الرئيسية المسؤولة عن حماية النظام في دمشق، وتتخذ من المرتفعات الجبلية المحيطة بدمشق مواقع حيوية لها.
كما يُعد العميد غسان بلال، اليد اليمنى لماهر الأسد ومدير مكتبه، وهو ضابط أمن الفرقة المسؤول عن غالبية المعارك التي يقودها النظام السوري في الغوطتين الشرقية والغربية.
وأكدت المصادر أن أوامر صدرت للفرقة بعدم التنسيق وايقافها مع أي تشكيل عسكري آخر تابع لقوات النظام السوري، كما شملت الأوامر المعطاة لقادة الفرقة منع إدخال أي شخصية عسكرية لا تتبع للفرقة للمناطق التي تمركزت تشكيلاتها مؤخرا.
كما تسلمت قوات الفرقة أيضا ميناء اللاذقية وكافة مستودعاته، إلى جانب المنطقة الحرة ومخازنها، وبعض المناطق داخل المدينة.
ووُصفت التحركات الأخيرة للفرقة بأنها "ذات طابع وقائي واحترازي"، وكذلك "لمنع أعمال النهب والسرقة في المعابر البحرية التي يقوم بها الضباط".
وكانت أنباء قد أكدت أن الروس بدأوا بإنشاء معسكرات إقامة دائمة للقوات البرية الروسية في ريف اللاذقية الشمالي في المناطق التي تمت السيطرة عليها مؤخرا وخاصة في منطقة سلمى وما حولها ومناطق أخرى من جبال اللاذقية.
المصادر لفتت الى أن الروس يهدفون من خلال هذه المعسكرات إلى "جعلها قواعد انطلاق للتدخل العسكري السريع في أي منطقة من مناطق جبلي التركمان والأكراد وعلى عمق لا يقل عن 70 كيلومتراً عن مطار حميميم من اجل تأمين حماية خاصة بالمطار وذلك في سياق اتفاق طويل الأجل بين الجانبين الروسي وجانب النظام وخاصة بعد أن صرح الروس بأن تواجدهم في مطار حميميم غير محدد بزمن معين".
ويريد الروس أن تكون منطقة اللاذقية وريفها مستعمرة عسكرية روسية تخضع كل مناطقها للسيطرة العسكرية الروسية وذلك من أجل حماية طويلة الأجل للقاعدة الجوية الروسية في مطار حميميم الذي أصبحت جميع الأراضي حوله وعلى أعماق كبيرة جداً بحكم المحتلة من قبل القوات الروسية، بحسب تعبير نشطاء.
كما تحدث الإعلام الموالي للنظام عن أن العمل يجري على نصب قواعد صواريخ مضادة للطائرات في الساحل السوري؛ للتصدي للطائرات الحربية السعودية أو التركية في حال اختراقها الأجواء السورية، دون الرجوع للقيادة العسكرية، مشيرة إلى دعم عسكري روسي وإيراني قدم لتلك القوات خلال عملية الانتشار، وأن هذا الدعم سيستمر خلال عملية نصب قواعد الصواريخ المضادة للطائرات.
التعليقات