بهية مارديني: تلتقي المعارضة والنظام السوري في جولة محادثات سلام جديدة في التاسع من الشهر الجاري، ومن المفترض أن تستؤنف هذه المحادثات في جنيف، في حين أكدت لـ"إيلاف" مسؤولة أممية أن "الأمم المتحدة لم ترسل أي دعوات بعد"، كما تستكمل مجموعة العدالة الانتقالية اجتماعاتها في الأمم المتحدة.

اعتبر المحامي غزوان قرنفل عضو مجموعة العدالة الانتقالية ورئيس تجمع المحامين الأحرار أن "الحديث والعمل على سياق العدالة الانتقالية ليس مبكرا، بل يجب توظيف الجهود الكبيرة لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية لخدمة هذا الهدف باعتبار أن العدالة الانتقالية هي حاجة وضرورة وطنية بوصفها البرنامج الذي يعمل على ترميم التصدعات المجتمعية التي لحقت بالمجتمع السوري جراء الصراع وخوض هذا الصراع بأدوات ما دون وطنية أو عابرة لها".

وأشار في تصريحات لـ"إيلاف" الى أنه ليس "ثمة وصفة من شأنها ترميم النسيج الاجتماعي المتهتك وحفظ السلم الأهلي في المرحلة الانتقالية إلا برنامجا وطنيا للعدالة الانتقالية ينصف الضحايا ، ويعيد بناء المؤسسات على أجندات وطنية،& ويضعها تحت سقف القانون ويرشّد أداءها بما يحول مستقبلا من تكرار المأساة".

وأضاف: "نحن كتجمع للمحامين الأحرار بوصفنا مؤسسسين في مجموعة تنسيق العدالة الانتقالية (وهي مجموعة من 17 منظمة تعمل على انتاج مشروع وطني للعدالة الانتقالية) نعمل على هذا السياق على المستوى الوطني العام كما وتوجهنا إلى جنيف حيث سلمنا ستيفان ديمستورا الموفد الاممي رسالة تتضمن بعض المطالب الحقوقية بعدما وجدنا أجندة السياق التفاوضي خالية من أية شيء يتعلق بالمساءلة والمحاسبة أو مايشي بالسعي نحو تنفيذ برنامج للعدالة الانتقالية في سوريا وحرصنا في مطالبنا الأولية في هذه المرحلة على عدم رفع السقف كثيرا حتى لاتكون سببا في إفشال العملية التفاوضية".

ورأى قرنفل أن "المفاتيح المطلوبة في هذا السياق هي استثمار ما تملكه المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني السورية من مهارات وخبرات ولابأس من الاستعانة ببعض الخبرات الدولية والاستفادة من بعض تجارب الدول الأخرى لصياغة محددات لمشروع وطني للعدالة الانتقالية لأنه لايمكن أمام هذا الكم الهائل من الجرائم والانتهاكات إقامة سلام دائم وعلى أسس راسخة في سورية بدون هذا المشروع باعتبار أنه لاسلام بلا عدالة".

وأكد قرنفل أن "هناك فعلا جهود جدية وعلى مستوى عال من الحرفية والاهتمام تقام في هذا السياق".

وأشار الى أن "هناك نوع من التنسيق المعقول فيما بينها والذي نعتقد انه سيكون أكثر فاعلية في المراحل القادمة إدراكا من الجميع أن العدالة الانتقالية هي وحدها المركب الذي ينجينا جميعا وينقلنا من ضفة الاحتراب والدم إلى ضفة السلامة الوطنية"

تأجيل جديد

إلى ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لوكالة رويترز اليوم إن جولة المحادثات التالية ستبدأ في جنيف بعد ظهر يوم التاسع من مارس اذار، وأكد دي ميستورا "لن أؤجلها مرة أخرى".وكان ميستورا قد قرر مبدئيا عقد المحادثات في السابع من مارس اذار لكنه ذكر أنه أجل الجولة لأسباب لوجستية ولتعزيز اتفاق وقف الاقتتال الذي بدأ تنفيذه يوم السبت.

وأكدت خولة مطر المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا لـ"إيلاف" أن الأمم المتحدة لم ترسل الدعوات بعد الى جنيف 3 لاستئناف المفاوضات، وذلك ردا على سؤال من حول تصريحات المعارض السوري المقيم في موسكو والذي أكد أنه تلقى دعوة شفوية من الأمم المتحدة للمشاركة في جنيف 3.

من جانبه طالب سالم المسلط، المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية، بنظام رقابة أدق لرصد انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا،& ورفض السرية التي تحيط بهذا الرصد لمجموعة الانتهاكات التي يقدم عليها النظام وروسيا.

واعتبر المسلط في تصريح صحافي من الرياض إن الهدنة في سوريا خطوة إيجابية نحو الطريق الصحيح إذا ما تم الحفاظ عليها.

وأضاف "الوضع في سوريا يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الدول المتفقة على الهدنة تعى بأن هناك العديد من الانتهاكات على الأرض".

وأكد "لابد من وجود قوة تمنع انتهاكات روسيا والنظام السوري المتكررة، الهدنة خطوة إيجابية ولكن لا اعتقد أن روسيا والنظام قادران على الالتزام بها ".

وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري قد أكد في وقت سابق ان الولايات المتحدة تأخذ التقارير حول وقوع انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا مأخذ الجد مع دخول الاتفاق يومه الثالث لكنه اعتبر أنه من المبكر الحديث عن أية نتائج.

قذائف تصيب صحافيين

في غضون ذلك قالت الوكالة العربية السورية للأنباء التابعة للنظام السوري إن قذائف مورتر أطلقت من الجانب التركي للحدود على شمال سوريا ألحقت إصابات طفيفة بأفراد من مجموعة من الصحفيين الأجانب كانوا يقومون بجولة في منطقة تمت السيطرة عليها في الآونة الأخيرة من أيدي المعارضة المسلحة، وأضافت نقلا عن مصدر عسكري أن 33 صحفيا أجنبيا كانوا ضمن المجموعة.

وفي حين قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو تريد إغلاق الحدود التركية السورية لأنها تستخدم في إمداد الإرهابيين بالأسلحة التي قال إن بعضها يجري إخفاؤه وسط المساعدات الإنسانية ، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي التركي، أوكتاي يلماز، إن "تركيا تأخرت بالتدخل العسكري في سوريا"، مشيرًا ان "الخيار الأول المتاح في تركيا بشأن الأزمة السورية الآن هو دعم المفاوضات والجهود لحل سلمي بسوريا".

وأضاف يلماز في لقاء متلفز، أن "النظام السوري متورط بدعم جماعات إرهابية تحارب الدولة التركية" مبينًا أن تواجد عدد كبير من اللاجئين السوريين في تركيا يشكل عبئا أمنيا اقتصاديا عليها.

ولفت أوكتاي يلماز، إلى أن "خيارات تركيا الأن محدودة في سوريا، وفي حال فشل الحل السلمي فيها قد تقوم تركيا بتسليح المعارضة السورية بسلاح نوعي"، وقال أن تركيا أكثر المتضرري من استمرار الأزمة في سوريا.