أكدت مصادر متطابقة أن الموفد الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا مستمر في التحضيرات لعمل اللجان الأربع، التي أفرزتها خطته، رغم عدم موافقة المعارضة السورية عليها، ورغم عدم رده على طلب عدد من القوى بالمزيد من الإيضاحات والشروح حول بنودها، خاصة في ما يتعلق بالهيئة الانتقالية ومصير بشار الأسد.
بهية مارديني: عيّن المبعوث الأممي، رغم كل الظروف، رؤساء لجلسات ورشات العمل، وهم: نيكولا ميشيل (سويسرا) لرئاسة الورشة السياسية والدستورية، يان إيغلاند (النروج) لرئاسة ورشة الأمن وحماية الشؤون الإنسانية، فولكر بيرتيس (ألمانيا) لرئاسة ورشة مكافحة الإرهاب، بريجيتا العاني لرئاسة ورشة إعادة الإعمار.
لا جدوى
وكان الائتلاف الوطني السوري قد طالب دي ميستورا بتفاصيل حول بعض البنود، فيما عزف تيار التغيير الوطني المعارض عن المشاركة في اللجان أو في اجتماعات دي ميستورا مع المعارضة السورية، نظرًا إلى عدم نضوج الخطة، وعجز المجتمع الدولي عن الارتقاء إلى حل حقيقي حول ما يحدث في سوريا، مع استمرار النزيف اليومي، فيما يرى بعض المعارضين أن خطة دي ميستورا ولجانه هدر للوقت على حساب الدم السوري.
في السياق عينه، وللإطلاع على رأي فرقاء المعارضة السورية، توجهت "إيلاف" إلى خالد المحاميد، عضو لجنة المتابعة في اجتماع القاهرة للمعارضة السورية، وسألته حول& مشاركة اجتماع القاهرة في خطة دي ميستورا ولجانه، وهي على هذا النحو، فأكد "أن لجنة المتابعة لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية اجتمعت أمس في القاهرة"، وقال "إن اللجنة أيضًا عقدت اجتماعًا مع الجانب المصري في مقر وزارة الخارجية المصرية".
وكشف عن أن لجنة متابعة اجتماع القاهرة عملت على وضع "إطار لتطوير عملها بما يعزز فعاليتها وقدرتها على التواصل مع المجتمع الدولي وطرح رؤيتها على الداخل السوري وعلى الأطراف الخارجية المؤثرة".
توافق عام
وناقشت اللجنة في الاجتماعين مع الخارجية المصرية، وفي ما بينها، رؤية المبعوث الأممي دي ميستورا، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية على ضوء "المستجدات السياسية والميدانية القائمة، وموقف مؤتمر القاهرة منها، ومدى توافقها مع مخرجات المؤتمر ورؤيته الوطنية، المتمثّلة في خارطة الطريق للحل السياسي التفاوضي والميثاق الوطني".
وكان التوجه الغالب للجنة هو إطلاع الهيئة العامة لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية على وجود توافق عام داخل لجنة المتابعة على أهمية التعامل مع جهود دي ميستورا بشكل إيجابي مع موافاة فريق المبعوث الأممي ببعض الملاحظات، والطلب منه تقديم إيضاحات حول كيفية تنفيذ أفكاره، وذلك بهدف توضيح مسار العمل نحو الحل السياسي خلال الفترة المقبلة، من خلال اللجان الأربع، التي طرح دي ميستورا العمل من خلالها، وصولا إلى طرح تصور للحل السياسي، الذي يحقق طموحات السوريين، ويوقف نزيف الدم ويعيد الاستقرار إلى سوريا.
في المقلب الآخر، قالت صحيفة" الوطن"، التابعة للنظام السوري، إن دي ميستورا مستمر في التحضيرات اللوجستية لورشات العمل الأربع، التي اقترحها ضمن خطته، وذلك على الرغم من عدم تلقيه موافقة دمشق الرسمية، وأنه حجز أربع قاعات في مبنى الأمم المتحدة اعتبارًا من 20 أيلول/سبتمبر ولمدة ثلاثة أشهر، وعيّن رؤساء لورشات العمل، وبدأ اختيار أسماء المشاركين من الذين أبدوا موافقتهم على الخطة، مثل "لقاء القاهرة" و"المعارضات الداخلية"، بحسب الصحيفة.
إخفاق جديد
وتوقعت أن تعمل الورشات بالتوازي، وأن يشارك فيها 12 شخصية، نصفها من المعارضات، والنصف الآخر يمثل الحكومة السورية. وأشارت إلى أن دمشق لم تبعث حتى الآن أي جواب رسمي حول خطة دي ميستورا بانتظار إجابات عن الكثير من الأسئلة، سلمت إلى نائبه رمزي عز الدين رمزي في 22 من آب/أغسطس الماضي، ولم تتلق جوابًا عنها بعد، الأمر الذي قد يؤجّل موعد إعلان أسماء المشاركين، الذي كان محددًا في 15 أيلول الحالي من قبل دي ميستورا، ويعني خاصة إخفاقًا جديدًا للمبعوث الأممي في خطته بعد إخفاق خطة وقف إطلاق النار في حلب.
وكشفت عن "وصول دمشق خلال الساعات المقبلة أحد مستشاري المبعوث الأممي للإجابة عن تساؤلات دمشق، التي سبق أن أعلنت على لسان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أنها "ناقشت بشكل عميق الأفكار التي طرحت من قبل دي ميستورا خلال زيارة نائبه (رمزي)، وطرحنا عليه عددًا من الأسئلة، وما زلنا في انتظار الإجابة عنها، لنحدد موقفنا النهائي من هذه المبادرة".
ومن المفترض وفقًا لخطة دي ميستورا أن يعلن في نهاية الأسبوع المقبل أسماء المشاركين في ورشات العمل، التي يستمر عملها ثلاثة أشهر، على أن يستخلص المبعوث الأممي نتائجها في تقرير، يرفعه إلى مجلس الأمن تمهيدًا لانعقاد مؤتمر جنيف 3، لكن المصادر عينها شككت في إمكانية التزام دي ميستورا بالتواريخ التي وضعها، وخاصة أن الكثير من الغموض لا يزال يحيط بخطته، التي يقال عنها إنها مجرد أفكار وعصف ذهني، هدفه الوصول إلى نقاط مشتركة، يمكن البناء عليها في مؤتمر جنيف المرتقب.
التعليقات