أكدت قوى المعارضة السورية أن مبادرة تجميد القتال في حلب، كما يطرحها ستيفان دي ميستورا، تصبّ في مصلحة النظام السوري، لذا فهي ترفضها.


إيلاف - متابعة: قال تقرير أصدرته، الثلاثاء، المنظمة الدولية للمعوقين إن الصراع في سوريا، المستمر منذ أربع سنوات، خلّف حتى الآن مليون مصاب، بينهم عشرات الآلاف يحتاجون عمليات جراحية وأطرافاً صناعية وإعادة تأهيل.

وناشدت المنظمة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لتقديم العلاج إلى المصابين السوريين، قبل أن تتحوّل إصاباتهم إلى إعاقة دائمة، "فالحرب في سوريا ستخلف جيلًا من المصابين والمشوّهين، ما لم يتحرك العالم لتقديم العلاج الفوري اللازم إليهم".

يذكر أن المنظمة الدولية للمعوقين، وهي منظمة غير حكومية، أرسلت فريقًا من 600 متخصص في علاج العظام، وفنيين في مجال تصنيع وتركيب الأطراف الصناعية، إلى دول الجوار السوري، حيث يوجد لاجئون سوريون، لتقديم الرعاية الطبية وتركيب الأطراف الصناعية، وقدمت مساعداتها إلى 360 ألف مصاب.

غاز الكلور على حندرات
ميدانيًا، سيطر الثوار على "المدجنة" في جنوب غرب حندرات، في ريف حلب الشمالي، وقتلوا العديد من جنود نظام الأسد وميليشياته، مع تواصل الاشتباكات في القرية، وتصدوا لمحاولات قوات الأسد استعادة السيطرة على تلة المضافة في ريف حلب، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد على جبهة حي الخالدية في مدينة حلب. وتدخل عناصر تنظيم الدولة (داعش) ليشتبكوا مع الثوار على محور صوران في ريف حلب الشمالي، كي يخف الضغط عن النظام في محاور الجبهة.

ألقى الطيران المروحي برميلًا متفجرًا يحوي غاز الكلور السام على قرية حندرات، ما أدى إلى حدوث حالات اختناق في صفوف الثوار، وبراميل متفجرة على حي الصاخور ومنطقة القبر الإنكليزي. كما ألقت طائرات الأسد المروحية برميلًا سامًا على طريق كاستيلو ومنطقة الشقيف، بينما شنّ الطيران الحربي غارة على منطقة آسيا.

تقدم نحو القمم
في ريف اللاذقية، سيطر الثوار المشاركون في معركة "لبيك يا الله" صباح الثلاثاء على قمة الجلطة وتلة الشيخ محمد في جبل الأكراد في ريف اللاذقية، محاولين التقدم إلى قمة النبي يونس، معقل القوات الإيرانية في المنطقة، بحسب ما أعلنت شبكة "سوريا مباشر".

وتمكن الثوار من تدمير رشاش عيار 14.5 مم في قمة النبي يونس، وتدمير مدفع عيار 130 مم متمركز على قمة النبي يونس، مستخدمين صواريخ "تاو"، كما استهدف الثوار القمة بعشرات الصواريخ والقذائف المدفعية وقذائف الهاون. وأغار الطيران الحربي على بلدات جبل الأكراد، واستهدف مصيف سلمى وبلدة كنسبا وقرية الكندة، في حين استهدف الثوار بالهاون مقار قوات النظام في دورين وكتف مريشود ومرصد نباتة وكتف الصهاونة.

وقالت تنسيقية الثورة السورية في اللاذقية إن ميليشيا الدفاع الوطني منتشرة عند مفرق المشفى الوطني، يطلق عناصرها الرصاص في الهواء لتسهيل حركة المرور في ظل أزمة سير خانقة، تسهيلًا لمرور سيارات الإسعاف.

وتهدف معركة "لبيك يا الله" إلى السيطرة على قمة النبي يونس، الأعلى في المنطقة، بعد تسليم النظام غرفة العمليات هناك لضباط إيرانيين وحزب الله، وهي من أكثر القمم الجبلية أهمية من الناحية الاستراتيجية، إذ تشرف على ثلاث محافظات، اللاذقية غربًا وإدلب شرقًا وحماه جنوبًا.

في مصلحة الأسد
سياسيًا، أكدت قوى الثورة السورية رفضها مبادرة المبعوث الاممي ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، لأنها تصب في مصلحة نظام الأسد. ونقلت صحيفة "عنب بلدي" الالكترونية المعارضة عن زكريا ملاحفجي، رئيس المكتب السياسي للجبهة الشامية، قوله: "هذه المبادرة تصب في مصلحة الأسد، ولهذا يتمسك بها، وعندما يخرج دي ميستورا من السفارة الإيرانية في دمشق ليتحدث عن مبادرته، وعلى بعد كيلومترات قليلة، دوما تباد من دون أن يتطرق إلى ذكرها، فهذا يؤكد على نظرتنا بتحيز المبادرة الواضح للنظام".

أضاف ملاحفجي: "قالها دي ميستورا صراحةً، الأسد جزء من الحل، وسوّق لمشروع روسي إيراني، وأعلن أنه يسعى إلى تطبيق مشروع موسكو- القاهرة، الذي ينص على أن يبقى الأسد رئيسًا للبلاد مع جيشه وأمنه، وعندما ينادي دي ميستورا لنزع السلاح والنضال السياسي، فالرابح الوحيد هو النظام". وختم: "توقف الثورة في حلب يعني إخمادها ويستحيل أن تحيا مرة أخرى".

ونقلت الصحيفة عن أبو سلمى، رئيس مجلس مدينة حلب، قوله: "المبادرة تخرج عن قيمنا لكون حلب جزءًا من سوريا، وأي مبادرة يجب أن تشمل جميع المناطق". أضاف: "المبادرة إنسانيًا لا تمنع القتل لكونه مباحًا، إلا في منطقة التجميد، يتركون بلدًا وشعبًا في الجحيم، ويدعون كذبًا تجميد القتال نظريًا في حي صغير، وهم ليسوا أغبياء باقتراحهم إنما مجرمون، والغبي من يجاريهم أو يصدقهم".

حرروها!!
في سياق متصل، أوردت "العربية" تقريرًا نقلت فيه قول اللواء حسين همداني، مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني: إن "القادة العسكريين الإيرانيين حرروا 85% من الأراضي السورية، التي وقعت سابقًا بيد المعارضة، في وقت حتى الأسد كان قد تقبل الهزيمة".

وقال همداني: "يوجد حاليًا محوران في المنطقة، يجمع أحدهما أميركا وكل دول أوروبا وجميع الدول العربية من دون استثناء، وثانيهما محور إيراني يقف بوجه مستكبري العالم، فأميركا تريد تقسيم العراق لثلاث دول، وسوريا إلى دولتين، وإيران إلى خمس". ونقل هذه التصريحات موقع "رسا" الإيراني المقرب من الحرس الثوري.

وكان همداني كشف في تصريحات سابقة أن الحرس الثوري الإيراني بدأ تأسيس مجموعات دينية جديدة في سوريا باسم "كشاب" بين شباب العلويين والسنة والمسيحيين والإسماعيليين، هدفها التعليم العقائدي لتجنيد المراهقين في سوريا للقتال ضمن الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني". واعتبر همداني إنشاء الباسيج في سوريا أهم إنجازات إيران، "فبعد لبنان وسوريا، الباسيج بدأ يتكون وينتظم في العراق أيضًا".
&