أيًا كان سبب الحكة، فعندما تأتي، تزعج جدًا، وعندما يهرش المرء مكان الحكة، تنتابه سعادة شبه غامرة. الحكة من طفيليات وهمية، والهرش يقدم متعة وهمية.

القاهرة: تم أخيرًا كشف سرّ شعور البعض بحكة في البشرة. إنه الإصابة باضطراب نفسي يعرف بـ "الطفيليات الوهمية"، يحاول أن يبحث المرضى من خلاله عن أدلة مادية لما يشعرون به من أحاسيس على حسابهم الخاص في الغالب.

وعلى الرغم من وجود ذلك الاضطراب النفسي فعليًا، يبقى من الاضطرابات نادرة الحدوث إلى حد ما، إذ تبين أن الشكاوى منه تشغل أقل من 2.5 في المئة من وقت أطباء الجلد. لكن الحكة بشكل عام أمر معتاد في كل دول العالم.

أنواع الحكة

سبق للطبيب الألماني صامويل هافينريفر أن أوضح قبل 350 عامًا أن الحكة هي أي شعور مزعج يتسبب في الرغبة بفعل الهرش الانعكاسي. وحين يقوم الأشخاص بالهرش، الإحساس الذي تسبب بحدوثه هو، تعريفًا، الحكة.

للوهلة الأولى، يبدو أن هناك علاقة بين الحكة والألم، فالبشرة مزودة بمجموعة نهايات عصبية nociceptors مهمتها نقل المعلومات عن محفزات ربما تكون ضارة بالحبل الشوكي والدماغ. ويسفر الهجوم الضعيف على تلك النهايات العصبية عن حدوث حكة، في حين يسفر الهجوم مكتمل الأركان عن حدوث ألم.

يندرج ذلك التفسير في إطار "نظرية الشدة"، في حين هناك نظرية أخرى بديلة هي "نظرية الخصوصية" التي تُحَمِّل بعض الخلايا العصبية مسؤولية حدوث الألم.

ثمة أنواع من الحكة: حكة حادة تنجم عن شيء بسيط كلدغات الحشرات؛ وحكة مرضية مزمنة بشكل أكبر، ربما ترتبط بالبشرة الجافة أو الأكزيما أو الصدفية أو غيرها من الأمراض الجلدية، أو بأورام الدماغ أو التصلب المتعدد أو الكبد المزمن أو سرطان الغدد الليمفاوية أو مرض نقص المناعة المكتسبة أو فرط نشاط الغدة الدرقية.

متعة الهرش

هناك عدة عوامل نفسية وإدراكية وراء الحكة، لكن ليست كلها مخيفة كما اضطراب الطفيليات الوهمية. ربما تكون الحاجة الملحة إلى الهرش مظهرًا من مظاهر اضطراب الوسواس القهري، ويمكن أن يؤدي الحك المستمر في تلك الحالة إلى الإضرار بالبشرة والعمل فقط على تفاقم المشكلة.

مع هذا، أكد باحثون أن هناك فرقًا واضحًا إلى حد ما بين الألم والحكة. حين يحدث ضرر، يستجيب الجسم برد فعل انسحابي، كما يحدث عند تقريب اليد من لهب الشمعة، فتتكون توًا رغبة تامة في سحبها إلى الخلف.

وثبت أيضًا للباحثين أن الهرش يمكن أن ينتقل من فرد إلى آخر كما التثاؤب، وهو ما استطاعوا أن يوثقوه بمجموعة كاميرات أثناء محاضرة كانت تتحدث عن الحكة، حيث لاحظوا إقدام الحضور على الهرش عند الحديث عن ذلك الموضوع بصورة تفوق إقدامهم على الحركة نفسها خلال الحديث عن موضوع آخر أقل ضررًا.

وفي ورقة بحثية تم نشرها في عام 1948 في مجلة الأمراض الجلدية الاستقصائية، قال جورج بيشوب، عالِم الوظائفية العصبية في كلية الطب في جامعة واشنطن: "قد يكون هرش الحكة بعنف، بما يتسببه من ألم في مناطق أخرى، واحدًا من المُتع الرائعة".