دبي: أكد خبراء وكتاب سياسيين أن علاقات الخليج بطهران في أسوأ حالاتها، وأنه لا سبيل للعرب سوى تطوير استراتيجية جماعية للوقوف في وجه خطوات إيران التوسعية وتحصين الجبهة الداخلية الخليجية.
وكشفت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، أن تصاعد دور إيران في التحولات التي يشهدها النظام الإقليمي يفرض على صناع القرار والخبراء في مجلس التعاون الخليجي تركيز الاهتمام على المشهد الداخلي الإيراني وتحولاته، رصدا لتفاصيله ومؤشراته، وتفسيراً لتطوراته، وتوقعاً لتوجهاته المستقبلية، مشددة على ضرورة بناء استراتيجية عربية لتحصين الجبهة الداخلية الخليجية.
حوارات استراتيجية مفقودة
وافادت أن النظام الإيراني لم يشهد حوارات استراتيجية وطنية حول الخيارات التي يجب تبنيها، بل غيّب كل التيارات الفاعلة والمهمة في صناعة قرار مهم مثل الاتفاق النووي الذي كان نتيجة لتقدير استراتيجي توصلت إليه مؤسسات التحالف الحاكم.
وقالت الكتبي في كلمتها في افتتاح ورشة العمل «تحولات المشهد السياسي في إيران على ضوء الاتفاق النووي والانتخابات التشريعية» التي عقدت في أبوظبي أمس، وشارك فيها نخبة كبيرة من المتخصصين والخبراء الخليجيين والعرب في الشأن الإيراني، ان خطر المشروع الجيوسياسي لإيران اليوم على الأمن الجيوسياسي الإقليمي قد تفاقم، ما ينعكس بالضرورة على الأمن الدولي.
معالجات تحليلية
وتابعت أنه لم يعد بالإمكان الاكتفاء بالخلاصات الاستراتيجية والمعالجات التحليلية السريعة للسلوك الإيراني ومخاطره، بل بات لزاماً على الخبراء ومراكز التفكير العربية والخليجية الاتجاه نحو فهم أعمق لطبيعة وتفاصيل موازين القوى داخل النظام الإيراني من خلال وضع اليد على نقاط قوة وضعف النظام الإيراني.
من جانبه أوضح رئيس وحدة الدراسات في مركز الإمارات للسياسات الباحث حسن العمري أن هناك تحولات من نوعين: تحولات وعلامات فارقة حدثت منذ قيام الثورة إلى الآن، وتحولات مرتقبة مرتهنة بمآلات تفاعل التحولات التي حدثت.
وأشار إلى أن النوع الأول من التحولات يتمثل في إقصاء كل التيارات غير الدينية وكذلك التيار الديني الوطني من معادلة السلطة، بعد نجاح الثورة من قِبل رجال الدين بزعامة الخميني والتيارات السياسية الدينية، إلى جانب إلغاء إرادة الشعب دستورياً. موضحا انه بالرغم من أن الدستور ينص على أن إيران جمهورية، فقد حصر الدستور صلاحيات رسم وتحديد السياسات الداخلية والخارجية للولي الفقيه/، القائد الأعلى للثورة.
الهوية الإيرانية
وتابع ان "التحولات المرتقبة المرتهنة بمآلات تفاعل التحولات التي حدثت ان التحول المرتقب في بنية الهوية الإيرانية، لتصبح قائمة على مركب مرن يستوعب جميع مكونات المجتمع الإيراني بشتى أعراقه وأديانه."
وشدد الكاتب الاماراتي سلطان النعيمي على انه لا بد من بناء استراتيجية عربية لتحصين الجبهة الداخلية الخليجية وتحصين المواطن الخليجي، لأن الفشل في ذلك يصب في مصلحة إيران، عبر توظيفها الطائفية في مشروعها التوسعي في المنطقة، لافتا إلى أن طهران تسعى إلى تفاهمات مع الغرب، ولا دور لمسألة الانتخابات في إيران في هذه التفاهمات.
علاقات في أسوأ مراحلها
وأكد الدكتور محمد السلمي من السعودية أنه "ليس ثمة مؤشرات إلى أن إيران في عهد الرئيس حسن روحاني وبعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني وبعد الانتخابات الأخيرة تتغير، لا سيما في السياسة الخارجية. فالعلاقات الخليجية الإيرانية شهدت أسوأ لحظاتها في عهد روحاني كما نرى في اليمن وسوريا ولبنان".
وافاد الخبير الاستراتيجي في مركز الخليج للأبحاث مصطفى العاني أنه لا سبيل للعرب سوى تطوير استراتيجية جماعية للوقوف في وجه سياسة إيران التوسعية، وهو ما تفعله اليوم على وجه الخصوص المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
التعليقات