نايبيداو: بعد ابقاء الغموض مخيما على مدى اشهر، تكشف اونغ سان سو تشي اخيرا الخميس اسم مرشح حزبها للرئاسة في بورما، اثر فوزها التاريخي في الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر.
&
ولا يمكن لسو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام الترشح للمنصب الرئاسي، بموجب مادة من الدستور الموروث من حقبة المجلس العسكري، تمنع وصول اشخاص يحمل ابناؤهم جنسيتين الى سدة الرئاسة، علما ان ابني زعيمة الغالبية النيابية يحملان الجنسية البريطانية.
&
غير ان المرشح سيكون حتما من المقربين منها، وسيتحتم عليه ان يقبل بان تكون سلطتها اعلى من الرئيس، مثلما تعهدت قبل الانتخابات. ومنذ الانتصار الكاسح الذي حققته الرابطة الوطنية من اجل الديمقراطية، تعيش البلاد حالة انتقالية ما بين حقبتين.
&
ويترقب البورميون الذين شاركوا بكثافة في الانتخابات التشريعية في 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 تشكيل اول حكومة منتخبة من الشعب منذ اجيال.
وينتظر الشعب البورمي في نهاية المطاف وضع سياسة جديدة تعمل على تغيير الاوضاع في البلاد الخارجة من حوالى خمسين عاما من الديكتاتورية العسكرية.
&
ومنع اونغ سان سو تشي من الوصول الى الرئاسة جعل المعادلة معقدة، ولا سيما في غياب مسؤول ثان في حزبها. وتكشف الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية الخميس اسم مرشحها الذي سيخلف الرئيس الحالي ثين سين عند انتهاء ولايته في نهاية اذار/مارس. وقللت "سيدة رانغون" من تصريحاتها العلنية منذ الانتخابات، ما غذى التكهنات بشأن المرشحين.
&
انفتاح
وراى المحلل السياسي خين زاو وين ان "كل ذلك سيولد مشكلات هائلة"، مشيرا الى ان الرئيس الجديد سيضطر على الدوام لتلقي التعليمات من اونغ سان سو تشي.
&
وينقسم البرلمان بموجب دستور 2008 الموروث من حكم المجلس العسكري الى ثلاث مجموعات هي اعضاء مجلس الشيوخ المنتخبين، واعضاء مجلس النواب المنتخبين، واخيرا النواب العسكريين غير المنتخبين والذين يشكلون 25% من البرلمان.
&
وبعد انتخاب الرئيس، تعلن الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية عن التشكيلة الحكومية التي يمكن ان تضم شخصيات تشير الى سياسة انفتاح بعدما اعلنت سو تشي عزمها على العمل من اجل المصالحة الوطنية. ولم توضح بعد ما اذا ستتولى بنفسها وزارة.
&
وقال تون تون مانغ الذي يدير وكالة سفريات في رانغون "نريد ان تكون هي رئيستنا. ليست هناك مناصب اخرى يمكن ان تناسبها". وتحظى اونغ سان سو تشي ابنة الجنرال اونغ سان بطل الاستقلال الذي اغتيل عام 1947، باحترام كبير في هذا البلد الفقير الذي يعد 51 مليون نسمة، والذي قضت فيه سنوات مديدة في الاقامة الجبرية.
&
لكن منذ ان حل المجلس العسكري نفسه وتشكيل حكومة شبه مدنية عام 2011، انفتحت البلاد مع اطلاق سراح مئات السجناء السياسيين واحلال حرية الصحافة وانفتاح الاقتصاد. وشهدت البلاد بذلك تغييرا اقرب الى ثورة اتاحت رفع القسم الاكبر من العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على البلاد.
&
وتشاهد اليوم سيارات جديدة مستوردة تسير في زحمة رانغون، ويقبل عدد متزايد من البورميين، ونصفهم ما دون الثلاثين من العمر، على الشبكات الاجتماعية بعدما كانت شبكة الانترنت قبل سنتين فقط حكرا على نخبة ضئيلة. وبحسب توقعات البنك الدولي، فان هذا البلد سيسجل نموا يفوق 8% العام المقبل.
&
غير ان التحديات التي تنتظر سو تشي وحزبها هائلة، حيث ان معظم الخدمات العامة، ومن بينها التربية والصحة &في حالة مزرية، فيما تشهد العديد من المناطق الحدودية حربا اهلية. كما سيتحتم عليهما التعامل مع الجيش الذي يحتفظ بدور سياسي مهم، ويسيطر على ثلاث وزارات اساسية هي الداخلية والدفاع والحدود.
&