في عملية نوعية إستهدف الجيش اللبناني تحصينات تابعة لـ"داعش" في جرود رأس بعلبك، وتمكّن من قتل وجرح عدد كبير من مسلّحي التنظيم.


بيروت: دارت اشتباكات عنيفة فجر الخميس في البقاع اللبناني، بعدما قامت قوة من فوج المجوقل في الجيش اللبناني بمهاجمة موقع لتنظيم "داعش" في تلة المخيريمة، وتمكنت القوة من اقتحام الموقع وتدميره وقتل وجرح عدد كبير من "إرهابيي" التنظيم.

وأفادت معلومات أن "مروحيات الجيش اللبناني شاركت في العملية العسكرية، فيما استهدفت مدفعية الجيش المواقع القريبة من داعش في منطقة "الكسارات"، ما أسفر عن مقتل العريف محمّد حسام السّبسبي من بلدة ببنين العكارية، وجرح 15 آخرين، فيما سقط نحو خمسة قتلى في صفوف مسلحي التنظيم، وعدد كبير من الجرحى في صفوفه، فضلًا عن فرار عدد آخر منهم".

موجود للردع
عضو كتلة القوات اللبنانية جوزيف معلوف يرى في تصريح لـ"إيلاف" أن العملية الأمنية التي قام بها الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك هي وقائية بامتياز.

أضاف "نحن نقدر التضحيات التي يبذلها الجيش في سبيل الدفاع عن لبنان وحماية شعبه، ونحن نعوّل على حكمة الجيش وقائده لحماية لبنان واللبنانيين".

وحول وجود مخاوف من وقوع أعمال "إرهابية" من الممكن أن تستهدف لبنان، لا سيما في المناطق الحدودية مع سوريا، يشير معلوف إلى أن "الجماعات المسلحة متواجدة عند المناطق الحدودية الفاصلة بين لبنان وسوريا، وقد تكون هناك محاولات للتسلل إلى داخل المناطق اللبنانية، لكن تواجد الجيش هو لردع أي عمل أمني قد يستهدف الأراضي اللبنانية".

دعوة حزب الله&
وأمل نائب القوات: "أن ننأى بنفسنا عن هذا الوضع القائم"، ومن هنا يجدد دعوة حزب الله إلى العودة إلى كنف الدولة، والتخلي عن الدور الذي يلعبه في سوريا، ويختم المعلوف مؤكدًا أن الجيش اللبناني لديه الإمكانيات اللازمة للدفاع عن لبنان، لكن ينقصه العتاد، لذا نأمل بأن تتواصل الحكومة مع المملكة العربية السعودية لإعادة النظر في موضوع الهبة الممنوحة إلى الجيش اللبناني".

إستباقية وقياسية
بدوره يعتبر الخبير الإستراتيجي أمين حطيط في تصريح لـ"إيلاف" أن "العملية يمكن قراءتها من جانب يتعلق بالعمل العسكري الميداني، والثاني مرتبط بالجانب الإستراتيجي العام، وفي ما يتعلق بالجانب الأول فهي جاءت إستباقية عبر إعتماد العمل الهجومي، ومنع العناصر المسلحة من إستغلال الوضع الحالي في سوريا للتوسع نحو الأراضي اللبنانية"، حيث أثبت الجيش اللبناني، الذي يرصد المنطقة بشكل دائم، جهوزيته ويقظته، وقدرته على المبادرة ومنع الجماعات المسلحة من تسجيل أي مكسب ميداني".

كما يشير حطيط إلى أن "هذه العملية الإستباقية التي جاءت للدفاع عن لبنان حققت هدفها في وقت قياسي لم يتجاوز الثلاث ساعات، تكبدت خلالها المجموعات المسلحة خسائر كبيرة من خلال تدمير مراكزهم والإجهاز على العناصر في تلك النقطة، مقابل ثمن من التضحيات يعتبر أقل من الإنجاز العسكري الذي حققه، أما من الناحية الإستراتيجية العملية فتثبت كغيرها من المواجهات التي سبقتها أن الجماعات المسلحة، منذ العام 2014 وحتى اليوم، لا تزال لديها الخطط لإستهداف الاراضي اللبنانية، ولو نجحت مخططاتها، لكانت هذه المنطقة نقطة إنطلاق للمسلحين للوصول إلى طرابلس".

لبنان في دائرة الخطر
يؤكد حطيط أن "الجماعات المسلحة لا تزال تضع لبنان في دائرة الخطر، وهذا ما يتطلب من الحكومة تسليح الجيش، ومن الشعب اللبناني مؤازرة الجيش ودعمه".

كما يشير إلى "ما تم تسريبه عن وجود 14 سيارة مفخخة معدّة للتفجير، ما يؤكد بوضوح أن الأمن اللبناني مستهدف، وهذا يستدعي يقظة أمنية كبيرة".

وكانت قيادة الجيش في لبنان - مديرية التوجيه، أصدرت بيانًا قالت فيه: "في عملية نوعيّة وخاطفة خلف خطوط المجموعات الإرهابية في منطقة جرود رأس بعلبك، نفّذت وحدة من قوات النخبة في الجيش اللبناني عند الساعة 3:30 من فجر اليوم، إغارة ضدّ مجموعة إرهابية كبيرة تنتمي إلى تنظيم "داعش"، متمركزة على مسافة 3 كلم من مراكز الجيش الأمامية، وعلى ممرّ حيويّ مقابل لهذه المراكز، حيث اشتبكت مع المجموعة، واقتحمت تحصيناتها، موقعةً في صفوف الإرهابيين 5 قتلى وعشرات الجرحى، إضافة إلى تدمير منشآت المركز المعادي والآليات الموجودة والمجهز، بعضها برشاشات ثقيلة، فيما لاذ من تبقّى منهم بالفرار. وقد حاول "الإرهابيون" استقدام تعزيزات إلى المنطقة، فتصدّت لهم طائرات الجيش ومدفعيته الثقيلة، موقعةً في صفوفهم المزيد من الخسائر بالأشخاص والعتاد".

أضاف البيان "استشهد للجيش في هذه العملية جندي واحد، وأصيب أربعة عسكريين بجروح غير خطرة، وتستمرّ قوى الجيش بقصف تجمعات الإرهابيين وتحصيناتهم الخلفية بالأسلحة الثقيلة".

من جهته قال قائد الجيش العماد جان قهوجي: "إن ما قام به العسكريون اليوم هو رسالة إلى القاصي والداني بأن الجيش يمتلك الإرادة والقرار في هزيمة هذا العدو، وسنهزمه وسنمنعه من تحقيق أهدافه المتمثلة في تخريب بلدنا، وإقامة إمارته ومشاريعه وإشاعة الفوضى والفتنة فيه".

وأكد قهوجي أن "عيوننا يقظة أكثر من أي وقت مضى.. قلناها ونكررها اليوم.. جيشنا قوي أكثر من أي وقت مضى، وأثبت أنه من أكثر الجيوش تماسكًا وجدارة في قتال الإرهابيين، وهو يمتلك زمام المبادرة". وأضاف "لن نسمح للإرهاب بنسف بيتنا الداخلي أو بتهديد وحدة لبنان وأمنه واستقراره".
&