أكد السفير السعودي في واشنطن، الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود، إن مكافحة الإرهاب محور سياسة المملكة، مشددا على أن بلاده الأكثر تضررا واستهدافا من المتطرفين مقارنة بباقي دول العالم.
الرياض:
في أول مشاركة إعلامية له منذ تعيين سفيرا للسعودية في أكتوبر 2015 ، نشر الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود، وبعنوان (مواجهة التطرف) مقال مطولا اليوم الخميس، كافتتاحية في صحيفة "هافينغتون بوست" الأميركية، حيث فنَد فيها الانتقادات الموجهة للسعودية بأنها تساهم في نشر التعصب الديني بالمنطقة.

وقال الأمير عبد الله في مقاله الذي اعتبره مراقبون انه بمثابة رسالة للشعب الأميركي، لقد دأب كثيرون على اتهام السعودية زورا &وبهتانا بأنها تروج للتطرف والتعصب، ولو أنهم أمعنوا النظر في الحقائق لاكتشفوا أن السعودية هي الأكثر استهدافا وتضررا من هذا التطرف مقارنة بأي دولة في العالم.

وأشار السفير السعودي إلى مواقف بلاده حيال محاربة الإرهاب والتطرف من خلال مشاركتها في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد جماعة داعش، مشددا على دورها وجهودها وقف تدفق تمويل الإرهاب، وان السعودية أعلنت أنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة داعش في عقر دارها.

التطرف آفة العالم

كما أوضح السفير أن التطرف هو آفة على هذا العالم، وان أولئك الذين يروجون للأيديولوجيات المتطرفة ويقومون برعاية أعمال العنف باسم الإسلام، لا يمكن دعمهم من قبل أي مسلم حقيقي في السعودية، مشيرا إلى أن هؤلاء المتطرفين حاولوا اختطاف الدين الإسلامي وارهبوا شعبنا وتسببوا في مقتل مواطنينا، والسعودية حكومة وشعبا، لا يمكن أن تسمح أبدا بتهديد اعز ما تملكه وهو إيمانها وأمنها.

وقال الأمير عبد الله، إن السعودية لديها العديد من الجهود في مكافحة الفكر الذي يغذي التطرف، وقال: "فنحن بما حبانا الله باحتضان الحرمين الشريفين، لدينا المسؤولية لمنع اختطاف الإسلام من قبل المتطرفين، حيث أدان جميع علمائنا ممارستهم، كما عملت السعودية على حماية المساجد من أن تصبح منابرا &للتحريض والتطرف أو جمع الأموال التي يمكن تحويلها إلى الأيدي الخطأ".

وفيما يتعلق بالجهود في مجال التعليم، قال الأمير عبدالله ، إن السعودية لازالت مستمرة في القيام بإصلاحات في الأنظمة التعليمية والمناهج الدراسية، و تدريب المعلمين لضمان حصول أبنائنا وبناتنا على تعليم ديني وسطي، كما أطلقت حملات واسعة النطاق، لتثقيف الناس حول مخاطر التطرف، شملت جميع منصات الإعلام.

وحول الجهود الفكرية قال السفير السعودية، إن بلاده ممثلة في وزارة الداخلية اتخذت خطوات مباشرة ترتكز على تجفيف مصادر التطرف عبر خلق استراتيجيات مصممة خصيصا لهذا العمل، وبالاعتماد على خبرات مجموعة من العلماء الاجتماعيين والأطباء النفسيين وعلماء النفس، كما تقوم السعودية بشن "حرب أفكار" عبر تنفيذ برامج لإعادة التأهيل و غرس مفاهيم الاعتدال والتسامح، وتقويض أي جهود ترمى إلى أحداث تطرف ديني وفكري سواء في السعودية أو خارجه.

نشر الاعتدال

وحول جهود السعودية في نشر الاعتدال والوسطية، قال السفير السعودي إن الراحل الملك عبدالله أطلق في وائل 2008، مركزا للحوار بين الأديان، وهي جهود تأتي للتأكيد على القواسم المشتركة بين الأديان، كما عقد مؤتمرا في يونيو 2008 ، لأكثر من 500 من علماء المسلمين، والذين ركزا على &أهمية الحوار و ضرورة تعاون الأديان والثقافات في العالم على مكافحة التطرف والتعصب، وأعقب ذلك انعقاد &المؤتمر العالمي للحوار في أسبانيا في &يوليو، 2008 &برعاية الملك عبد الله ، والملك خوان كارلوس الأول، وقد ضم 300 مندوبا من مختلف أنحاء العالم، والذين يمثلون جميع الديانات.&

&وفي نوفمبر 2008 رعى الملك عبدالله مؤتمر حوار الأديان في مرحلته الثالثة، والذي أقيم أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ63 في نيويورك، حيث حضر المؤتمر أكثر 25 رئيس دولة، وفي عام 2011 تأسيس مركز الملك عبد الله الدولي للحوار بين الأديان والثقافات في فينا، وذلك لتعزيز التفاهم المتبادل بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم.

وقال السفير السعودي بدلا من ترديد الاتهامات غير الصحيحة، دعونا نركز على الحقائق، حيث إن التطرف مخالف لديننا ومبادئه الأساسية التي تدعوا للتسامح وحفظ الحق في الحياة ومساعدة المحتاج، والمتطرفين ينتهكون هذه المعتقدات، وليس لهم مكان في مجتمعنا أو أي مكان آخر، ومن مصلحة أمننا القومي القضاء على الفكر المتطرف الذي يدعو لزعزعة الاستقرار في منطقتنا، ولذالك بدلا من توجيه أصابع الاتهام ،نأمل التعاون في تحقيق هذه الأهداف.

كما أوضح &السفير انه منذ أن تأسست السعودية وقفت بحزم ضد كل الحركات المتطرفة ومؤخرا &أعلنت عن تشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب يضم 40 بلدا إسلاميا، كما كثفت مشاركتها في الحملة العسكرية ضد داعش، وأكدت استعدادها لإرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة داعش في عقر دارها، وختم السفير السعودي حديثه بالقول "السعودية مصممة على الانتصار في معركتها ضد التطرف، بغض النظر عن الوقت الذي سوف تستغرقه هذه المعركة، سنقوم بمكافحة الجماعات الإرهابية عسكريا وفكريا، وسنعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين ، لتعزيز الاستقرار السياسي لتهيئة بيئة للسلام والأمن الدائم والمستدام.
&