نيقوسيا: قبل يومين من قمة جديدة بين الاتحاد الاوروبي وتركيا، هددت قبرص بعرقلة مشروع الاتفاق بين الدول ال28 وانقرة في محاولة لوقف تدفق اللاجئين الذي اثار توترا على الحدود بين اليونان ومقدونيا.

وخلال زيارته الى نيقوسيا، اصطدم رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بتحفظات قوية من السلطات القبرصية حيال اتفاق المبادىء الذي تم التوصل اليه الاسبوع الماضي بين الاوروبيين والاتراك.

واكد الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس اثر لقائه توسك في نيقوسيا ان بلاده "لا تعتزم الموافقة" على مشروع الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا حول الهجرة في غياب تنازلات من تركيا تجاه الجزيرة.

وصرح اناستاسيادس ان "قبرص لا تعتزم الموافقة على فتح فصول جديدة" في مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي "ما لم تحترم تركيا التزاماتها".

ويتضمن مشروع الاتفاق امكان "فتح فصول جديدة باسرع ما يمكن" في مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.

وشدد الرئيس القبرصي على انه من "غير المناسب لا بل من غير المقبول نقل مسؤولية ازمة الهجرة لتصبح على عاتقي او على عاتق الحكومة القبرصية".

وقال توسك الذي سيتوجه الى انقرة بعد ظهر الثلاثاء، ان "الاقتراح التركي الذي تم التوصل اليه مع المانيا لا يزال بحاجة الى تعديل بحيث يحظى بموافقة الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي والهيئات الاوروبية".

واضاف ان "الهدف هو انهاء المحادثات بحلول الخميس او الجمعة لكننا لم نصل الى هذه المرحلة بعد. واحدى النقاط الاساسية العالقة هي المسالة القانونية".

وينص مشروع الاتفاق على موافقة تركيا على استقبال كل المهاجرين الاقتصاديين الذين وصلوا سرا الى اليونان شرط ان يتعهد الاوروبيون مقابل كل مهاجر يعود الى تركيا استقبال مهاجر اخر يذهب من تركيا الى الاتحاد الاوروبي.

وبالمقابل، طلبت تركيا مبلغ ثلاثة مليارات يورو كمساعدة اضافية حتى العام 2018 ورفع تأشيرات الدخول عن مواطنيها الذين يرغبون في السفر الى دول الاتحاد الاوروبي وذلك قبل نهاية حزيران/يونيو بالاضافة الى فتح سريع للمفاوضات حول خمسة فصول جديدة لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.

- معضلة قبرص-

ويشوب الاضطراب العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وتركيا منذ عشرات السنين بسبب قبرص المقسمة منذ اجتياح تركيا للقسم الشمالي منها عام 1974 ردا على انقلاب عسكري قام به قوميون متشددون بهدف ضم الجزيرة الى اليونان.

وعرقلت الجمهورية القبرصية العضو في الاتحاد الاوروبي ولكن لا تعترف بها انقرة، ستة فصول رئيسية لعملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي منذ العام 2009 ما جمد بفعل الامر الواقع عملية الانضمام. ومن اصل 35 فصلا من المفاوضات التي بدأت عام 2005، فتح 14 فصلا وتم الانتهاء من فصل واحد فقط حتى الان.

من ناحيتها، تغلق انقرة موانئها ومطاراتها امام السفن والطائرات القادمة مباشرة من القسم الجنوبي من قبرص.

ومع ذلك، ازدادت امال التوصل الى اتفاق سلام خلال الاشهر الماضية منذ استئناف المفاوضات بين القادة القبارصة اليونانيين والاتراك في ايار/مايو 2015 برعاية الامم المتحدة.

ويثير مشروع الاتفاق حول المهاجرين الكثير من الشكوك ليس فقط لدى منظمات الدفاع عن حقوق الانسان ولكن ايضا بين دول اوروبية حذرة تجاه حكومة تركية يشتبه بان لديها ميول استبدادية.

في غضون ذلك، ما تزال ازمة المهاجرين مستمرة خصوصا على الحدود اليونانية المقدونية.

وقد توجه الاثنين لاجئون ومهاجرون قدر عددهم بحوالى 1500 شخص، حسب وسائل الاعلام اليونانية، بعضهم من العائلات مع الكثير من الرضع والاطفال، سيرا على الاقدام من مخيم ايدوميني الى مقدونيا بعد ان اجتازوا احد الانهر.

لكن الجيش المقدوني طوقهم بسرعة.

ووصف رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس الثلاثاء موقف الاشخاص الذين نظموا هذه المحاولة للعبور بانه "اجرامي".

وقال "نستبعد ان يعاد فتح طريق البلقان" داعيا اللاجئين والمهاجرين الذين يبلغ عددهم حوالى 12 الف شخص والمتجمعين في ايدوميني الى اخذ العلم في ذلك.