توصلت الجزار وتونس الى خطة مشتركة من أجل تنمية المناطق الحدودية بينهما في إطار حربهما، طويلة الامد، ضد الارهاب.


عبد الحفيظ العيد من الجزائر: اتفقت الجزائر وتونس على تنسيق عملهما في تنمية المناطق الواقعة في الشريط الحدودي بين البلدين، للتصدي للجماعات الإرهابية التي تتخذ من الجبال والمناطق الصحراوية الواقعة بهذه المناطق نقطة انطلاق لتنفيذ عملياتها ضد الجنود المرابطة بالحدود.

واتخذ القرار خلال الاجتماع الذي جمع وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري نور الدين بدوي مع نظريه التونسي الهادي مجدوب الذي يزور الجزائر، واستقبل أيضا من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال.

تنسيق أكبر&

قال نور الدين بدوي إن هذا اللقاء يندرج في خانة "تكريس الإرادة السياسية للبلدين، وتجسيد التعليمات التي أكد عليها دوما الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والخاصة بضرورة الارتقاء بمستوى العلاقات الجزائرية-التونسية إلى مستوى ما يتطلبه الوضع الحالي الذي تعيشه المنطقة".

وبحسب الوزير الجزائري، فإن الوضع الراهن يستوجب من البلدين "تنسيقا أكبر وأكثر تكاملا وتبني نظرة مستقبلية هدفها واحد، وهو الحفاظ على أمن واستقرار البلدين".

وأشار الوزير إلى أن طول الشريط الحدودي الذي يفوق الألف كلم يزيد من أهمية التعاون الثنائي.

وأضاف بدوي "صحيح أن الشق الأمني هو الأساس لتحقيق الاستقرار، لكن هناك جوانب أخرى تندرج في السياق نفسه، منها تنمية الشريط الحدودي وفقا للشراكة المتميزة التي تجمع البلدين".

تنمية

وكشف بدوي عن التوصل إلى اتفاق مع نظيره التونسي إلى "الارتقاء بهذه الحركية" في لقاءاتهما مع المسؤولين المحليين من ولاة (محافظي) البلدين مستقبلا.

وبرر ذلك قائلا "لأننا نعتقد بأن تنمية هذه المناطق هي وسيلة من وسائل مكافحة آفة الإرهاب".

تعرض عدة جنود تونسيين لهجومات متكررة من مسلحين على الشريط الحدودي بمدينة القصرين الحدودية، إضافة للمواجهات المتكررة بين عناصر الجيش التونسي ومسلحين في جبل الشعانبي المحاذي للحدود الجزائرية.

من جانبها، تخوض الجزائر "حملة ملاحقة للإرهابيين بالمناطق الحدودية مع تونس وليبيا"، فقد قضت الإثنين الماضي على ستة منهم بولاية الوادي واسترجعت أسلحة وذخيرة.

كما تمكنت قبل هذه العملية في منطقة قمار التابعة أيضا لولاية الوادي من "القضاء على ثلاثة إرهابيين واسترجاع كميات من الأسلحة، بينها نظام صواريخ من نوع ستينغر الأمريكية، وقاذفات وقذائف من نوع ار بي جي".

وفي 15 مارس آذار الجاري، اتفق البلدان خلال أشغال اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الجمركي بين البلدين على إنشاء مركز حدودي مشترك نموذجي لتعزيز عمليات مكافحة التهريب على الحدود بين البلدين، بالنظر لعلاقة شبكات التهريب بالجماعات الإرهابية.

وقال المدير العام للجمارك الجزائرية قدور بن طاهر إن المركز الحدودي المشترك سيسمح بتعزيز عمليات مكافحة الجريمة الاقتصادية العابرة للحدود.

ولفت بن طاهر إلى أن ظاهرة التهريب عبر الحدود الشرقية للجزائر عرفت "تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة الماضية بفعل الظرف الذي يعيشه البلدان المتجاوران مما انعكس سلبا على اقتصادهما."

تقييم

الوزير التونسي الهادي مجدوب، أشار إلى أن لقاءه مع بدوي شكل فرصة لاستعراض العلاقات "العميقة" التي تجمع بين بلاده و لجزائر.&

وأوضح مجدوب أن اللقاء الذي جمعه بالوزير الأول الجزائري حمل "رسالة واضحة" من هذا الأخير، الذي أكد على أن "قدر البلدين أن يكونا معا في الماضي والحاضر والمستقبل".&

وقال الوزير: "من هذا المنطلق أصبح يتعين على البلدين العمل معا من أجل التصدي و مجابهة التحديات التي تواجهنا في ظل الوضع الحساس الذي يسود المنطقة".

و أضاف أن اللقاء تمحور أيضا حول "تقييم ما يقوم به البلدان، ورسم رؤية مستقبلية للتعاون الثنائي بينهما".

وأردف يقول إن زيارته للجزائر و"إن كانت عادية إلا أنها تحمل معاني كبيرة لنا في تونس ولأشقائنا الجزائريين".

وتأتي زيارة الوزير التونسي الجزائري لتضاف إلى زيارات سابقة لقياديين بارزين آخرين في بلاده كوزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، وراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ثاني قوة في البلاد وأحد ركائز الائتلاف الحكومي.

كما تأتي زيارة مجدوب إلى الجزائر بعد الانتصار الذي حققته القوات الأمنية التونسية في حربها ضد الإرهاب في مدينة بن قردان بعد قتلها العشرات من العناصر التابعة لتنظيم داعش.

وقال الغنوشي خلال استقباله من طرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إن محاربة الإرهاب انتقلت في تونس "من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم مثلما وقع في بن قردان مؤخرا".

واعتبر وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي الجزائري رمطان لعمامرة أن تونس أصبحت تمثل "الجبهة الأمامية لمحاربة الإرهاب، حيث سجلت نقاطا في غاية الأهمية في إطار صمودها وتصديها للإرهاب"، بعد العملية التي قامت بها ببن قردان.